مقال وتعليق الدائرة الإعلامية لحزب الرابطة | الاتحاد قوة بقلم الاستاذ عبدالله عمر خياط

akhayat
عبدالله عمر خياط

عكاظ – عبدالله عمر خياط
.. ست وعشرون دولة لا يربطها رابط سوى العاطفة الإنسانية الجياشة التي تحركت وانهمرت كمثل السيل الجارف لمساندة ماليزيا والصين في البحث عن الطائرة المفقودة التي شدت أنظار البشرية بكل أجناسها وأعراقها وألوانها ولغاتها وأديانها ومحاولة التعلق ببصيص من أمل في إنقاذ 239 نفس بشرية . وهو ما يؤكد ويوطد ضرورة التعاون على الخير وتسخير الإمكانات العلمية والتكنولوجية لخدمة الإنسان في هذه الأرض.
وقد تم اكتشاف ما يعتقد أنه حطام الطائرة المنكوبة بعد مرور سبعة عشرة يوما من البحث والترقب، ولكن اتضح بعد ذلك أن ذلك الحطام لم يكن من الطائرة الماليزية فاستأنفت الدول المشاركة في البحث خصوصا الصين واستراليا عمليات تمشيط المحيط الهادي والمحيط الهندي .. وهذه مهمة أقرب إلى المستحيل نظرا لضخامة مساحة المحيطين الشاسعة، إضافة إلى ما فيهما من تيارات وعواصف .. واختلافات مناخية، ولا تسل عن الإشاعات وعن تفسيرات ونظريات المنظرين حول هذا الاختفاء العجيب الرهيب.
لكن العبرة، وهنا مربط الفرس، من كل جهود البحث الدولي المشترك هي أن السلام والتكاتف والتعاطف خير من الاحتراب والتوتر والتشرذم، وأن هذا أساس ركين من أسس ومبادئ الأديان السماوية.
ونحن في الجزيرة العربية وفي مهبط الوحي أولى بأن نعتبر وأن نتذكر أن الحمل إذا شالته الرقاب خف كما يقول المثل العربي . وإن بناء شعوبنا ( وهي في الحقيقة شعب واحد ) يستوجب أن نتآزر ونتعاون ونتعاضد في سبيل العمل الصالح والجهد المشترك.
وقد بادر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله قبل أكثر من 800 يوم ( في 11/12/2011م ) بالمطالبة باتحاد دول الخليج . صحيح أن ما تحقق على أرض الواقع هو ما أنجزه الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود رحمه الله لكن علينا أن نقتفي أثره طيب الله ثراه . فالجزيرة العربية تقترب مساحتها من ثلاثة ملايين كيلومتر مربع وفيها قوة بشرية هائلة تقارب الخمسين مليونا .. فما أعظمها من أمنية لو تحقق اتحادها.
وقد قال تعالى: {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا }.
السطـر الأخـير :
تأبى السهام إذا اجتمعن تكسرا … وإذا افترقن تكسرت آحادا.

تعليق الدائرة الإعلامية:
هذا التوجه الإقليمي لدول شبه الجزيرة العربية يتبنّاه حزب رابطة الجنوب العربي الحر (الرابطة) في كتاباته السياسية، وآخرها ما جاء في مذكرته المقدمة إلى سعادة السيد جمال بن عمر، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة، ومبعوثه الخاص إلى اليمن، المؤرخة في:9 مارس2013م، في مدينة دبي.. علماً أن هذه المذكرة هي إحدى وثائق الحزب المقدمة للجنة التحضيرية للمؤتمر الجنوبي الجامع المزمع عقده على قاعدة التحرير والاستقلال وبناء الدولة الجنوبية الفيدرالية كاملة السيادة على كامل أراضيه [رابط الوثيقة، الوثيقة السادسة].. حيث نوّهت بالتالي:
(…… كما أننا نرى أن نتجه نحن، دول شبه الجزيرة العربية، إلى تطوير علاقاتنا البينية من خلال اتفاقية تعاهدية “كونفدرالية” بين دولنا فيتحقق لنا، جميعاً، ترسيخاً للأمن والاستقرار وبناءً للتنمية المستدامة، تأخذ بعين الاعتبار تمكين المرأة والشباب، وتطويراً لآليات التعاون وتأميناً لتبادل المصالح البينية ومع العالم.)

مقال: الاتحاد قوة، للأستاذ عبدالله عمر خياط، ج. عكاظ 6 مايو2014م

شاهد أيضاً

عدن محافظة منكوبة

بداية، ببالغ الحزن والأسى نتقدم بأصدق التعازي والمواساة القلبية لذوي الشهداء جراء هذه الكارثة، فكل …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *