السيد عبدالرحمن الجفري يستخلص علاج علل اليمن والجنوب العربي ليس بجديد على هذا السيد الجليل بعد اْغتراب القوم في الجنوب والشمال عن المصالح العليا للشعبين في الجنوب وفي اليمن ’ وتحويل البلدين الى حقول للتجارب والنظريات التي اْثبت الواقع كما اْثبتت تلك التجارب نفسها فشلها وعقمها بل وعدميتها بعد 46سنة من التجارب المريرة ’ والتسميات والنظريات السياسية بمشاريع بعيدة كل البعد عن الواقعية والشعور بالمسئولية الوطنية والاْخلاقية تجاه البلدين الشقيقين والجارين.. فعندما كانت المملكة المتوكلية ثم وريثتها الجمهورية العربية اليمنية دولة بعلمها وحدودها ..
وكان الجنوب العربي في طريقه لبناء دولته المعروفة سلفا حدودها ’ كانت مصالح الشعبين على خير مايرام وكان المواطنيين يتنقلون بدون اْثبات هويات ’ باْعتبار الهوية العربية الواحدة التي كانت تجمع الشعبين الشقيقين..وبعد اْستقلال الجنوب العربي في ال30نوفمبر 1967م وتغيير الهوية العربية الجنوبية الى الهوية الجهوية اليمنية ’ تصاعدت حدة الخلافات وتقطعت سبل التواصل والتنقل بين البلداين والشعبين الشقيقين , برغم تماثل الاسمين الجهويين ,
كما وتعطلت مصالح الناس في التجارة والتنقل وتبادل المنافع والعمل في كلا البلدين .. ومع كثرة الحديث عن الوحدة واليمننة ’غاب الفعل التجذيري الحقيقي والفعل الجاد والمسئول لما فيه مصلحة الشعبين قبل مصالح النخب السياسية و وظهرت المناطقية المقيتة ’… وبدون شك يكون العبىء الاْكبر من ذلك التوصيف يقع بدرجة اْساسية على النخب السياسية الجنوبية ’ التي يجب عليها اْن تكون في الاْتجاه العام والصحيح الذي يضحي من اْجله الشعب الجنوبي.. وتحمل هذا الشعب العظيم تكاليفه الباهضة جراء التجارب الفاشلة .. و الكل وجب عليه الاعتراف بفضيلة العودة الى الصواب على قاعدة التسامح والتصالح التي اْجترحها الشعب الجنوبي في 13يناير 2006م من جمعية ردفان …
اْن ما ذكره السيد عبدالرحمن علي الجفري في توضيحه للتوصيف الحقيقي للقضية الوطنية الجنوبية يعد تعريفا علميا وسياسيا وقانونيا جادا ومسئولا, و يشكل مدخلا وطنيا حقيقيا لايجب اْهماله اْو اْغفاله اْو العمل على اعاقته ,فاللحظة الزمنية فارقة والتجارب على مستوى الوطن العربي قد توضحت.. كما تراجعت الكثير من المشاريع القومية والاْممية والاسلامية المتطرفة’ ولم يبق غير المشاريع الوطنية التي يجب اْن يكون الجميع الاْحرص عليها وبها .. ليس فقط في الجنوب بل واْيضا في الشمال وفي الوطن العربي عموما ..
فيكفي تجارب ويكفي صراعات وتكفي ازمات وحروب ياقوم لو تعقلون ’ واْنتم جميعا تعقلون وتفهمون وان شاء الله الى الحق والصدق والعدل سائرون بدون مزايدات ولامناكفات ’ فالاصرار على تجارب فاشلة عبث واْوهام لن تجدي نفعا..واْن الاْوان الى العودة الى تحكيم العقل وتغليب مصالح البلدين والشعبين’ والتفرغ لما هو اْهم واْجدى, عوضا عن ادارة الازمات بالازمات وترحيل حلولها دوما الى الاْمام’ الذي لن يستطع اْحد اْيجاد حلول ومخارج لمشاكل ذلك الغد طالما وهو مثقل بمشاكل الماضي والحاضر’ وتلك اْمانة تتحملها كل النخب السياسية والعقلاء في الطرفين الجنوبي والشمالي معا.. 9سبتمبر 2013م)