يشهد كثير من المحايدين للأستاذ الحبيب عبد الرحمن الجفري بأنه رجل سياسي مخضرم وشخص يضع ثقله السياسي بقدراته وذكائه يضع الفارق ويرجح الكفة .
وفي ظرف غزير بالأحداث والمفاجئات كالذي تشهده الساحة الجنوبية وهي تصارع اليوم على كل المستويات من اجل استحقاقات خطرة لشعبنا المناضل من اجل الحرية والكرامة والسيادة .
يظهر المناضل الجفري كما عهدناه كمحاور ومناور بشكل يثير خصوم القضية وينهكهم ولا أدل على ذلك من موقفه من حوار صنعاء ورده الشهير بان عقوبة المجتمع الدولي لمن يرفض الانخراط في حوار مزيف اهون من معاناة الشعب أن مربعات الشطرنج ومحاور اللعب عند الجفري تتوالد بأعجوبة بينما يقف هو بحكمة وتمهل وصبر في التعامل معها .
أن الذين ينتقدون السيد الجفري ويحرضون عليه هم في الحقيقة من هواة السياسة يعتمدون في الواقع على اهوائهم ويلعبون على الوتر العاطفي للجماهير اما المنصفون فيدركون ان الدهاء السياسي كان رفيقاً لكل تصرفات وافعال واقوال الرجل .
لقد عانى شعب الجنوب الأمرين من مزاج القيادات وعواطف ثلة ممن احتكروا القرار السياسي وهاهم يختتمون عقدين من الانهيارات والماسي التي حاقت بشعبنا المسكين واصبح وطننا السليب منذ 7 يوليو 1994م في مهب ريح عصابات المافيا . ان الخروج من هذه المآزق سيحتاج حقاً لعقول الدهاة الحكماء فمن السهل جداً ان نقول ما تريده عواطف الناس ونرسم لهم اللوحات الوردية ونتعيش على حساب آلام المقهورين .
أن اللحظة التي يعيشها الجنوب ستتطلب أن يخرج الشعب عباقرته الى الميدان لمبارزة قوى رهيبة اكثر عدداً مما يضنه البسطاء.. وأما الوجه الأخر لشخصية عبد الرحمن الجفري فلا يخطئه كل من عرف – عن قرب او عن بعد – هذا الرجل فهو المتدين بلا تطرف والمهذب بلا تصنع انه الجانب الإنساني البحت فالمدرسة التي أنجبت الشيخ الحبيب زين العابدين علي فلا يمكن أن تكون سوى مدرسة التهذيب والتسامح والنضال ونزع الأحقاد مدرسة آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم .