ان ملامح المرحلة القادمة والأحداث السائدة مؤخرا تعطي مؤشرات بان ماتم من متغيرات سوف يكون لها الأثر البالغ والمردود الطيب على مسيرة حزب عريق كحزب الرابطة الذي يعتبر هذا التحول فيه وسيله من وسائل التجديد والذي سوف يحدد مسارات وخطوط حديثة للحزب في النهج والأسلوب والملامح ووضع خطط حديثة تواكب طرق التعامل مع ما أنجزته تلك المراحل السابقة واللاحقة وان كانت تصب كلها لصالح الحزب الذي أنتج أمثال هذه القيادات المجربة وهي عبدالرحمن علي الجفري ومحسن بن فريد الذين خاضوا معا معارك وحروب سياسيه وعسكرية وكانوا في مقدمة الصفوف في مرحلة كانوا فيها يقودون المعارك بشراسة وعزيمة لاتلين ويوجهون الإبطال من جيش الجنوب حينذاك أنها كانت من أصعب المراحل في تاريخ الجنوب العربي ضراوة وقساوة في حرب صيف 1994م الظالمة دون خوفا أو خجل نعم أنهم هم من اثبت وطنيته الحقيقية عندما انحازوا إلى شعبهم ووطنهم وكان لهم أول انفصال وفك الارتباط من اليمننة على ارض الواقع اثناء الحرب وليس ما جاء اليوم إلا ترجمة فعلية للمواقف التي سبقت هذا الحدث سياسيا وعسكريا واقتصاديا.
هنيئا لهولاء الرجال الذين دوما وابدأ وهم يخوضون المواجهات على العديد من الجبهات وعلى تواجدهم المستمر في وسط الأحداث في وطنهم ومسايرتهم ومتابعتهم لكل القضايا التي تهم شعبهم الجنوبي من خلال نظرتهم البعيدة محددين مواقف مشرفة مما يجري على أرضهم من تجاوزات للمحتل اليمني الغاشم كما أنهم أكثر الناس وضوحا عند طرح أرائهم وأفكارهم حول كل القضايا التي تهم مستقبل وطنهم وشعبهم في الجنوب المحتل ولا يضعوا للمال أو الجاه أي لمعان أمامهم .. أنهم هامتان لاينحنيان أمام العواصف مهما كان حجمهما أو عظمتهما وقولهم الحقيقة واجب تمليه عليهم ضمائرهم الحية ومواقفهم الشجاعة بكل فخر واعتزاز نصرا لأرائهم وأفكارهم المتوقدة في إحساسهم بالمسؤولية الكبيرة التي يحملونها تجاه قضاياهم المعقدة التي تحتاج إلى إنسان لديه كياسة في السياسة مثلهم ..
نعم لقد اثبتوا للعالم جدارتهم في إدارة الصراعات السياسية والحزبية بحنكة فائقة واثبتوا للعالم حسن صدقهم ومعاملتهم مع كل المستجدات والمتغيرات على مستوى الوطن والعالم أنهم يحضون باحترام الجميع ولهم وزنهم في الميزان المحلي والإقليمي والدولي ..ان خروج هذه الشخصيات إلى الضوء ليس من اليوم والى ساحات النضال والسياسة بل ان لهم تاريخ ناصع وعظيم يشهد له العدو والصديق من زمن بعيد وكل من شاركهم في حزب رابطة ابناء الجنوب الحر . ولا ننسى الأقطاب الرئيسيين الذين قدموا أرواحهم رخيصة في سبيل هذا الحزب العريق رابطة ابناء الجنوب الحر..في التأريخ والمنشأ الشيخ العلامة السيد محمد بن علي الجفري والمحامي الكبير والمناضل العصي السيد شيخان الحبشي , والسلطان علي عبد الكريم العبدلي والشيخ الصافي وكثيرون تقدموا الصفوف الأمامية من اجل الثورة ضد المستعمر البريطاني . لقد كانوا النبتة الأولى في الحس الوطني لدى ابناء الجنوب العربي والشعلة المتوقدة في عقول وإحساس كل المناضلين الذين وضعوا أنفسهم في خدمة هذا الهدف النبيل وأي اختلاف حدث أو حصل اثناء فترة التحرير والاستقلال خلاف مشروع طالما لم يهدر روح ذلك المشروع التحرري الوطني العظيم .
وقفة إجلال واحترام لكل من ساهم أو شارك في الثورة الجنوبية ومن جميع الأحزاب والأطياف الجنوبية ومن هذا المنطلق والأمل الكبير ندعو كل ابناء الجنوب ان يقراؤا التاريخ وان يدخلوه من اوسع أبوابه ليعرفوا على الأقل تأريخهم المعاصر و مجدهم المتجذر في أعماق الأرض الجنوبية وتجسيدا لمشروع التسامح والتصالح وإنصافا لأرواح شهداء ثورة أكتوبر المجيدة للانصياع لمطالب شعبهم في الجنوب الذي يعاني من الظلم والقهر والاستبداد من قبل عدو غاشم استباح الأرض والثروة وطمس الهوية وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وإفشاء في الأرض فسادا بأن يوحدوا الصفوف والكلمة والهدف وان يجعلوا من العالم عونا ومساندا لقضيتنا الجنوبية وقضايانا المصيرية المستقبلية ..
ان قضم الحقوق والواجبات جريمة يعاقب عليها القانون الإلهي والقانون الوضعي وإذا توافقنا واتفقنا يمكننا ان نفعل خيارتنا التي هي حق مشروع من حقوقنا و لن نمكن العدو من ان يوسع شقة الخلافات في ما بيننا وسوف نصد كل الأبواب في وجه.. نأمل ان تتحرك هذه القيادات سريعا في اتجاه الأهم الذي يصب في صالح القضية الجنوبية واستعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة على كل الأرض الجنوبية إننا ندرك مانكتب ونعي مانقول والحقيقة هي سيدة الموقف..وكما يقول المثل الشائع نص الناس اعداء لمن هذا وان عدل ..