في احتفال مدرع، وكل شئ يخص حكام ما بعد ثورة الستين الشمالي أصبح مدرعا، بيوتا ومكاتب وسيارات، تم تدشين عهدا جديدا تمثل في الإساءة لكرامة امراءة، مواطنة حرة كريمة تمتلك كل الحق في أن تعبر عن رأيها، حتى لو كانت وحيدة، هكذا يفهم العالم معنى الاختلاف في الرأي، لكن رعاة ولادة إقليم في قاعة مصفحة ضاقوا ذرعا برأي امراءة.
إذا كان لكل شئ عنوان فأن العنوان الأبرز لإقليم (حبتور/ رشيد) وأخوتهم، هو إقليم انتهاك الأعراض، إقليم قتل وضرب واهانة الرأي الآخر، إقليم أنا وبعدي الطوفان، إقليم أنا وحدي امتلك الحقيقة، إقليم حبتي وإلا الديك، إقليم انتهاك القيم والأخلاق والإساءة لنساء عدن، عدن النور والتنوير والمدنية التي بفضلها أصبح حبتور رئيسا لجامعة ووحيد محافظا.
في واقعة تبرز بجلاء ذهنية من كان يعتلي المنصة تم الإيعاز لموظف بالاعتداء على الناشطة (ابتسام عبد الصمد) لمجرد أنها أبدت رأيا، ولو كان الموظف، إياه، ابن مدرسة سياسية أو عسكرية سوية، لتعلم أن حقوق المواطنة تعطي لكل مواطن حق التعبير عن الرأي، طالما كان سلميا وحضاريا، لو كانت تربيته سوية لما اعتدى على امراءة، انه ضحية شحن غبي وتربية سياسية غير سوية قد نرى شبيها له في قادم الأيام عند تدشين اليمن الجديد، يمن الرأي والرأي الآخر!!؟.
ماذا يمكن توقعه من ذهنيات لم تتقبل مجرد رفع علم مختلف كان ذات يوم علم دولة قدمت لمن كانوا يعتلون المنصة السبل التي جعلتهم يعتلون المنصات؟، بغض النظر عن اختلاف الرؤى حول ذاك العهد الذي لا يقارن بما عليه الحال اليوم من فلتان شامل، إلا في مواجهة الرأي الآخر.
نحن ندرك أن لا دولة ستحرك ساكنا انتصارا لكرامة امراءة، فقد ولى زمن المعتصم الذي حرك إمكانات دولة نجدة لصرخة امراءة (من عمورية) استنجدت (وا معتصماه) خلدها أبو تمام بقصيدة (السيف اصدق إنباء من الكتب) فحاكاها الشاعر الكبير عبد الله البردوني، بقصيدة (أبو تمام وعروبة اليوم) فيقول:
تسعون ألفا لعمورية اتقدوا وللمنجم قالوا إننا الشهب
واليوم تسعون مليونا وما بلغوا نضجا وقد عصروا الزيتون والعنب
يا بنت عدن الحرة (ابتسام عبد الصمد) ربما تشعرين بالخذلان حين يتعدى عليك ممن يفترض بهم حمايتك، وتشعرين بأن القانون أذل من أن ينصرك، لكن العيب ليس في الوطن ولا في القانون، أن العيب يكمن في شئ آخر غير الوطن والقانون والقيم والأخلاق، لكن دوام الحال من المحال، كما يقول العرب.
يا بنت عدن الحرة لقد سمعك من كانوا يعتلون المنصة، فصرختك (لامست أسماعهم لكنها لم تلامس نخوة المعتصم)