عدن- فاروق عبدالسلام:
أعلن أمين عام حزب “رابطة الجنوب العربي الحر” محسن بن فريد العولقي، أن هناك جهوداً سياسية تشهدها الساحة السياسية الجنوبية، يجريها حالياً الحزب مع مختلف القوى والمكونات الجنوبية الوطنية من أجل تقريب وجهات النظر والتوافق على خيار الاستقلال وقيام دولة الجنوب العربي الاتحادية الفيدرالية الجديدة كاملة السيادة على كل أرض الجنوب، وليس استعادة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية السابقة وفك ارتباط جنوب وشمال اليمن بعد وحدة الشطرين عام ،1990 وانعقاد المؤتمر الجنوبي الجامع والاتفاق على رؤية واحدة واختيار قيادة موحّدة .
وقال العولقي في حديث لـ “الخليج”، إن حزبه قدّم للجنة التحضيرية للمؤتمر الجنوبي الجامع مشروعاً متكاملاً للدولة الجنوبية الجديدة يعتبر من أضفى المشاريع السياسية، نظراً لما يشمله من خطوات عملية وفترات زمنية محددة لتحركات كل مرحلة، وتأمين مسيرة الجنوب مع مراعاة النواحي الأمنية والمعيشية من الوقت الراهن وحتى ولادة الدولة القادمة .
وقال إن المشروع تم تقديمه كاجتهاد لتحضيرية المؤتمر الجامع التي تعمل منذ أكثر من عام على التحضير ومحاولات التوفيق بين فصائل وقوى ومكونات الجنوب التي لديها مشاريع بشأن مستقبل الجنوب للمشاركة في المؤتمر .وأضاف: “إن استحسنت اللجنة مشروعنا فذلك خير وبركة، وإن رأت فيه نقصاً أو عيباً سيتم إصلاحه، وإذا كان هناك مشروع آخر أفضل من مشروعنا لا مانع من إلغائه واختيار الأفضل” .
ودعا جميع القوى الوطنية إلى التعامل مع بعضها باحترام والإيمان بالرأي والرأي والآخر وتحريم استخدام السلاح في ما بينها والاستفادة من تجربة ال 50 عاماً الماضية، وقال: “إذا كان التوجه العام وأغلبية شعب الجنوب يطالب بالهوية الجنوبية وتمييز وجه الجنوب، فعلى القيادات احترام رأيه، ومن سيصر على غير ذلك فحزب الرابطة لن يخالفه ويحاربه، وإنما شعب الجنوب هو الحكم” .
وأضاف أن هدف مشروع قيام دولة الجنوب يحتاج لعمل سياسي راق تديره قيادة وطنية وسياسية حكيمة تجيد كيفية التخاطب مع كافة القوى والجيران في اليمن والإقليم والعالم بلغة السياسة لتذليل الصعاب، كما يحتاج لوقت بحكم استمرار ارتباط مصالح الجنوب بصنعاء، ولا يحتاج لمبادرات واجتهادات وقفزات في الهواء . وشدد على ضرورة التمسك بالسلمية خلال مراحل الوصول لتحقيق هدف الدولة، باعتبار أن قيمة ووزن الحراك الجنوبي بسلميته وفي حال تحوله إلى عمل مسلح سيفقد التعاطف الإقليمي والدولي معه .
وقال العولقي: “ليس في ذهننا ونيتنا الدخول في صراع وحرب، وكفى بلادنا نزيفاً وعلينا دعم إرادة بنائها وتنميتها بشكل سليم وإقامة علاقات جيدة مع صنعاء والإقليم والعالم” . وذكر، أن المؤتمر الجنوبي الجامع يهدف إلى اتفاق جميع فصائل التحرير والاستقلال المبعثرة حالياً على رؤية واحدة، واختيار قيادة جنوبية وطنية واسعة من مختلف الطيف السياسي وفي مقدمتهم الشباب والمرأة، ليتعامل معها الداخل والخارج بخصوص القضية الجنوبية .
ولفت العولقي إلى أن جهود الاتفاق على الرؤية واختيار القيادة بدأت قبل أيام بلقاء جمع قيادة الرابطة والمجلس الأعلى للحراك الثوري السلمي لتحرير واستقلال الجنوب، وتم خلاله الاتفاق والتوقيع على أن يكون شعار المرحلة والرؤية القادمة للجنوب والفصائل الجنوبية “إقامة دولة الجنوب العربي الاتحادية الفيدرالية الديمقراطية الجديدة كاملة السيادة على كل أرض الجنوب” .
ورأى أنه إذا كانت لدى القيادات الجنوبية مفاجأة لشعب الجنوب في 30 نوفمبر الجاري، فإن أفضل هدية ممكن تقديمها هي تتويج ذلك اليوم بإعلان اتفاق جميع فصائل الجنوب على موعد انعقاد المؤتمر الجنوبي الجامع والرؤية الواحدة واختيار القيادة الموحّدة .