رابطة الجنوب

محمد بالفخر
محمد بالفخر

مطلع الأسبوع الماضي صدر بيان تاريخي عن حزب رابطة أبناء الجنوب العربي الحر يعلن في خطوة جريئة العودة إلى الأصل العودة للجذور العودة للجنوب بعد رحلة اغتراب مضنية استمرت 23 عاما

عانوا فيها الأمرين كمعاناة وطننا الجنوبي الذي تم اختطافه والسير به في نفق اليمننة المظلم منذ الثلاثين من نوفمبر 1967 ومازال يتلمس طريق الخروج الآمن وبأقل التكاليف عبر مرحلة نضال سلمي فريدة

سطرها أبناؤه الأشاوس منذ السابع من يوليو 2007م. ومازالوا يكتبون فصولا متعددة من روايات المجد والحرية بدماء الشهداء وأنات الجرحى وعذابات الأسرى والمعتقلين والمشردين وبدموع الأطفال

اليتامى والأمهات الثكالى، والتي بدون أدنى شك تساهم في تبديد الظلام الحالك ليسطع فجر الحرية القادم على أرض الجنوب يضيء أرضها بنوره الساطع الذي سيشع على كل قرية وبيت ويحمل معه العدل

والحرية والمساواة والتنمية والسير بخطى سريعة ومتزنة للحاق بركب الحضارة والمجد والعلياء.

بيان الرابطة التاريخي جاء في الوقت المناسب ليسجلوا بذلك أسبقية على غيرهم بالعودة إلى أهلهم ووطنهم وقضيتهم، وحق لهم ذلك فالروّاد المؤسسون، نسأل الله أن يتغمد برحمته من انتقل إلى الحياة الأخرى

وأن ينعم بالصحة والعافية وحسن الختام على من تبقى منهم، كانوا من خيرة أبناء هذا الوطن ثقافة وعلما ومكانة، هم من هذه الأرض أرض الجنوب الطاهرة وثقافتهم وأفكارهم مستمدة من ثقافة وتاريخ وطنهم

المنبثقة والمستمدة من عقيدتنا الإسلامية وسماحة منهجها الوسطي التي جاء بها سيد الأولين والآخرين الحبيب المصطفى محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم، وليست من خزعبلات أفكار

فلاديمير ولا العفلق ميشيل ولا الجورجين ومن على شاكلتهم، فشتان بين ثقافة وثقافة وفكر وفكر.

وهذا يكفيهم فكيف بهم وهم الأوائل على الساحة السياسية الجنوبية بل هم أول حزب سياسي تأسس في الجزيرة العربية في مطلع خمسينيات القرن الماضي، ودورهم النضالي مشهود ومعلوم في مقاومة

الاستعمار البريطاني فتعرضت قياداتهم للسجن والاعتقال والتشرّد وقصفت قراهم بالقنابل الحارقة من الطيران البريطاني، وأكمل الرفاق الذين سلمتهم بريطانيا الحكم مسلسل التهجير والإبعاد في مرحلة ما بعد

الاستقلال.

وأتمنى وآمل من كل الأحزاب والمكونات والتي لها من القواعد الجماهيرية العدد الكثير أن تحذو حذو الرابطة مستلهمين قول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم “خيركم خيركم لأهله” وأنه لا مجال في

الوقت الحاضر إلا برص الصفوف والتعاون جميعا لما فيه مصلحة أهلنا ووطننا.

وقد يقول قائل أو يتحدث بعض المحللين ويعدد بعض المواقف السياسية لحزب الرابطة وخاصة موقفهم المساند لرئيس نظام الاحتلال اليمني في انتخابات 2006م.

قد يكون لهم عذرهم وما يبررون به ذلك الموقف
وهو على كل حال مجرد موقف سياسي لم يرق للكثير في حينها، لكنه لم يترتب عليه إلغاء هوية أو تسليم وطن وأرض وثروة ولم يترتب عليه إزهاق أرواح أو قتل النفس التي حرم الله.

وعلى كل حال كما قال الشاعر احمد البيض:
من مننا معصوم ما قد يوم زل
من مننا واحد بعمره ما عمل زلة
الآدمي دائم معرض للزلل
في حين له وعليه.

ثم إن ثقافة التصالح والتسامح الجنوبية المنشأ أليست تظل كل شعب الجنوب بكافة أفكاره ومكوناته السياسية والاجتماعية والثقافية، أم أنها تخص فريقا واحدا أو طائفتين من نفس الفريق وما سواه أو ما

سواهما فليس له حتى حق الحياة أو البقاء؟!.

إذن هذه هي سياسة الإقصاء والتهميش التي أوصلتنا جميعا إلى سراديب هذا النفق المظلم.

والتي نسأل الله أن يجعل لنا منه فرجا ومخرجا.
خاتمة شعرية للشاعر احمد مطر:
أينما يممت أقدام الدروب!
وعلى جبهتك النور مقيم
والجهات الأربع اليوم: جنوب
يا جنوبيّ..
فمن أين سيأتيها الغروب؟!.

شاهد أيضاً

عدن محافظة منكوبة

بداية، ببالغ الحزن والأسى نتقدم بأصدق التعازي والمواساة القلبية لذوي الشهداء جراء هذه الكارثة، فكل …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *