بن فريد : وهم فدرالية إقليمين، لمدة عدد من السنوات مع أي حاكم في صنعاء، هو جري وراء السراب

من عدن ”مدينة النور“
الأستاذ محسن محمد أبوبكر بن فريد، الأمين العام لحزب رابطة الجنوب العربي الحر ”الرابطة“
في لقاء مباشر، ببرنامج ”قصارى القول“، في قناة روسيا اليوم
أجراه الأستاذ سلام مسافر
الثلاثاء، 16 ديسمبر 2014م

* الهدف الرئيسي والأول للمؤتمر الجنوبي الجامع، أثناء انعقاده، هو قيام دولة الجنوب العربي الإتحادية ذات السيادة على أرض الجنوب

* القيادة الجنوبية القادمة ستكون هي مرجعيتنا التي تحدد المسار منذ الآن إلى أن تقوم الدولة المنشودة

* وهم فدرالية إقليمين، لمدة عدد من السنوات مع أي حاكم في صنعاء، هو جري وراء السراب

* قيام دولة جديدة في الجنوب سوف تؤمّن مصالح الإقليم والعالم ومصالح ابناء الجنوب

* على المملكة العربية السعودية أن تتلمس حقيقة إرادة شعب الجنوب والتعاطي مع هذه الإرادة.

خاص / استماع

جدد الأستاذ محسن بن فريد، الأمين العام لحزب ”الرابطة“، إدانته الكاملة للجريمة البشعة باغتيال أحد أبرز شباب الحراك، الشهيد خالد الجنيدي؛ مقدماً التعزية لوالده وأهله ولكل شعب الجنوب العربي.
معلناً في نفس الوقت، إدانته لقوات الاحتلال اليمني، التي قتلت الشهيد بدم بارد، اعتقاداً منهم أن قتل مثل هؤلاء الشهداء العظماء سيفت من عضد شعب الجنوب..
ومؤكداً أن مثل هذه الأساليب لن تدفع شعب الجنوب إلا إلى مزيدٍ من الصمود والإصرار على تحقيق الهدف الذي يسعى إليه أغلبية شعب الجنوب، اليوم، وهي قيام دولة الجنوب العربي الجديدة الاتحادية كاملة السيادة على كامل ارض الجنوب.

وفي ذات السياق التأكيدي، أردف الأمين العام لحزب ”الرابطة“، الأستاذ محسن بن فريد:

أن ”الرابطة“ كانت واضحة منذ البداية بعدم تبعية الجنوب لأحد رداً على ما كان يُروَّج له من عودة (الفرع) إلى (الأصل)، أو كيان يجب أن يُضم من قِبل المملكة المتوكلية اليمنية حينها أو ممن أتى بعد الثورة.

ومشدداً على أن الجنوب كيان عربي شأنه شأن أي كيان عربي آخر.
وأن الوحدة مع الأخوان في اليمن أو ما يُسمي بالشمال هو أمر مشروع إذا أراده شعب الجنوب، تماماً، كما هو مشروع أن نقيمه مع دولة عربية أخرى.

ومتكأً على استدلاله – بأن الجنوب مر بتجربة قاسية لمدة 24 سنة في وحدة مع الإخوة في اليمن– ليعكس إرادة أغلب شعب الجنوب، ومفهومه لمقتضيات العلاقات الدولية، قال:

أن البقاء على وحدة بهذا الشكل الذي ألغت الجنوب، وأذلت الجنوب، واستباحت الجنوب، أمر لم يعد متاحاً ولم يعد وارداً لغالبية شعب الجنوب اليوم.. فبعد هذه التجربة المريرة، خرج الجنوب، اليوم، بقناعة مطلقة أنه لا مخرج لنا إلا أن نعود إلى هويتنا الجنوبية وقيام الدولة الاتحادية كاملة السيادة على كامل الأرض الجنوبية. ونقيم أفضل العلاقات مع إخواننا في اليمن وأفضل المصالح.

وأضاف الأمين العام لحزب ”الرابطة“ في حديثه إلى أن (حزب رابطة ابناء الجنوب) هو أول حزب في جنوب الجزيرة العربية تأسس رسمياً في عام 1951م.

وأنه في ظل الاستعمار البريطاني حين كانت بريطانيا تمنع قيام الأحزاب، أفصح بن فريد بأن قيادة الرابطة فكرت حينها في أن تقدم مدخلاً لتبدأ ممارسة النشاط السياسي وبالتالي سميت (رابطة ابناء الجنوب) في حين أن اسم الرابطة الرسمي هو (حزب رابطة الجنوب العربي) وهو الاسم الذي ظل منذ التكوين، عام 1951م، وإلى اليوم.. موضحاً إلى أن القيادة الحالية للحزب هم من الجيل الثاني في ”الرابطة“ بعد جيل الرواد، جيل الشخصيات العظيمة التي كان لها دور عظيم في إذكاء الحركة الوطنية وفي مقارعة الاستعمار، أمثال السيد محمد علي الجفري وشيخان الحبشي ورشيد الحريري، جيل كامل لا يُعوّض.

وأشار بن فريد في حديثه إلى أنه عندما قامت الرابطة في عام 1951م كان طرحها واضحاً، وهو التخلص من الاستعمار البريطاني وتوحيد ”مستعمرة عدن“ و 23 سلطنة ومشيخة وإمارة في كيان سياسي واحد.. ثم تأتي بعد ذلك مسألة الوحدة إن كان مع اليمن أو مع أي قطر عربي فهذا أمر يحدده شعب الجنوب.. مؤكداً أن شعب الجنوب العربي، اليوم، عقد العزم على قيام دولة الجنوب العربي الاتحادية الجديدة كامل السيادة على كامل أرضه.

وأضاف بن فريد خلال إجاباته على مقدم البرنامج بأن قيام دولة الجنوب العربي الاتحادية الجديدة كاملة السيادة على كامل الأرض الجنوبية، هذا المشروع الجديد هو قيام دولة جديدة تنتهج النظام الاتحادي المتعارف عليه في العالم كله.. مبيناً أنهم في حزب ”الرابطة“ قدموا مشروعاً متكاملاً للجنة التحضيرية للمؤتمر الجنوبي الجامع يحدد السياسات الداخلية والخارجية.. وقال أنهم في حوار وتواصل مع مختلف المكونات الجنوبية لكي يصلوا إلى رؤية واحدة لهذه الدولة الاتحادية مع انعقاد مؤتمر الجنوبي الجامع نهاية الشهر بإذن الله تعالى.

وقال أمين عام ”الرابطة“ أن النظام الاتحادي نظام سياسي متعارف عليه في العالم كله، يُطبّق في الولايات المتحدة الامريكية، والمانيا، والامارات المتحدة.. لافتاً إلى أنهم في الجنوب يرون أن أفضل نظام يمكن أن يكون للمستقبل هو نظام اتحادي في إطار الجنوب الواحد بدلاً من نظام ما قبل الوحدة الذي كان نظام مركزي.

وأشار الأستاذ محسن بن فريد، أمين عام ”الرابطة“، في اللقاء إلى أن وصول الحوثيين للسلطة دفع الأمر في الجنوب إلى أنه لا مخرج لهم إلا السير إلى نهاية الشوط وهو التحرير والاستقلال للجنوب.

وعن شكل الدولة القادمة قال: ”إن هذا أمر لا نستطيع أن نحسمه نحن كحزب ”الرابطة“، هذا الأمر سيكون محل نقاش وتوافق في ما بيننا.. نحن قدمنا مشروعاً متكاملاً للدولة القادمة بل قدمنا مسودة لدستور هذه الدولة، لكننا قدمناه كمقترح للجنة التحضيرية للمؤتمر الجامع.. وبالتأكيد بقية الأطراف الجنوبية لديها رؤى في هذا الاتجاه. كل ما يخص ذلك سيكون خاضعاً للحوار والنقاش والتوافق في المؤتمر الجنوبي الجامع القادم.. وأيضاً عبر (لجنة الوثائق) في المؤتمر التي كما أعلم أنها استقبلت الكثير من الرؤى من مختلف المكونات الجنوبية في ما يتعلق بشكل الدولة الجنوبية القادمة“.

وعن حواراتهم السابقة مع بعض الأحزاب اليمنية قال، في ما قبل الحوثي، تحاورنا مع النظام السابق، علي عبدالله صالح، فوصلنا إلى قناعة مطلقة أنه لا يؤمن إلا بأن يكون الجنوب تابعاً، فرعاً يعود للأصل.. وللأسف نفس النظرة كانت عند الأخوة في حزب الإصلاح.. ونفس الأمر اليوم عند الأخوة الحوثيين.. مشيراً إلى أنهم ”أي الحوثيين“ قبل أن يصلوا إلى صنعاء، كنّا نسمع من كثير من قياداتهم السياسية تقول ”نحن مع شعب الجنوب، لا يمكن أن نتعارض مع حق شعب الجنوب في تقرير المصير“.. وعندما وصلوا إلى صنعاء، فهذا الكلام تغيّر.. ولم نعد نسمع تقرير المصير وإنما يُطرح أن هناك مظلومية لابناء الجنوب سننظر لهذه المظلومية.

وشدد في حديثه جازماً بأن أغلبية شعب الجنوب في مربع التحرير والاستقلال وقيام دولة الجنوب العربي الاتحادية كاملة السيادة على كامل أرض الجنوب، ومجمع عليها مختلف مكونات الحراك.. موضحاً أن الهدف الرئيسي والأول للمؤتمر الجنوبي الجامع، أثناء انعقاده، خلال الأسبوعين القادمين هو قيام دولة الجنوب العربي الاتحادية ذات السيادة على كامل أرض الجنوب.

وبيّن أمين عام ”الرابطة“، في إطار إجاباته على مقدم البرنامج، أن الهدف الثاني للمؤتمر وهو اختيار قيادة جنوبية واسعة من مختلف الطيف السياسي وعلى رأسهم الشباب والمرأة لتكون هذه القيادة هي المرجعية لشعب الجنوب وهي التي تحدد كل الخطوات التي ينبغي أن نسير بمقتضاها، إن كان فيما يتعلق بالتصعيد السلمي الثوري في الداخل أو بالتفاوض مع الخارج والداخل.

وعن مستقبل الجنوب، قال أنه سيكون هناك عنوان للجنوب.. القيادة الجنوبية القادمة ستكون هي مرجعيتنا التي تحدد المسار منذ الآن إلى أن تقوم الدولة المنشودة.. أما عند الوصول إلى الدولة المنشودة سوف نشرع في عهد جديد بكل معني الكلمة.. مؤكداً أن القيادة التي ستنبثق عن المؤتمر الجنوبي الجامع ستقود المسيرة الجنوبية منذ الآن إلى أن تقوم الدولة الجنوبية القادمة في أقرب فرصة ممكنه.

وأشار بن فريد إلى أن من يأتي إلى هذا المؤتمر هو دليل عملي على أنه في مربع التحرير والاستقلال وقيام الدولة الجنوبية.. وأعضاء المؤتمر هم من سوف يحددون موقع من يحضر للمؤتمر الجنوبي الجامع من قيادة الجنوب.. وستكون له الكلمة والتقدير.. وسوف يتم اختياره من قِبل قوام المؤتمر.. مشيراً إلى أن من سيكون خارج المؤتمر وله خيار آخر، فهذا خياره ونحن نحترمه وبطبيعة الحال نختلف معه.. مبيناً أن الأغلبية من شعب الجنوب ومكوناته الحراكية في مربع الاستقلال وقيام الدولة الجنوبية القادمة.

وقال محسن بن فريد أن الدولة الجنوبية المنشودة هي تلك الدولة التي كانت تُسمى جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية عندما تم التوقيع على الوحدة في عام 1990م.. هذه هي دولة الجنوب العربي الجديد القادمة بحدودها واضحة المعالم، وهذا بمفهومهم ومفهوم كل المكونات الجنوبية.

وبيّن بن فريد وجود تواصل وحوار وتنسيق من قِبل بعض الأخوان في الجنوب حول الفيدرالية رغم أن شعب الجنوب حدد مساره بالتحرير والاستقلال.. مشيراً إلى أن استمرارهم في وهم فدرالية إقليمين لمدة عدد من السنوات مع أي حاكم في صنعاء هو جري وراء السراب، قائلا ”فبدلاً من أن نهدر سنوات من عمرنا ونجري وراء هذا السراب، يُفترض في شعب الجنوب وخصوصاً في قيادته التي أوصلتنا إلى ما وصلنا إليه أن يلبي مطالب شعب الجنوب والتي يلمسها وهي قيام الدولة الجنوبية الجديدة.. أما الجري وراء وهم فدرالية إقليمين أو ستة فهو لا يلبي مطلب شعب الجنوب، ومن يسير في هذا الإتجاه سوف يكون مخالفاً لإرادة الأغلبية من شعب الجنوب.

وقال أمين عام ”الرابطة“، محسن بن فريد، أنهم يسعون لعرض قضيتهم العادلة للإقليم والعالم، متمنياً من دول الإقليم وخاصة المملكة العربية السعودية أن تتلمس حقيقة إرادة شعب الجنوب.. مطالباً بالتعاطي مع هذه الإرادة الشعبية في الجنوب.. مشيراً إلى أن العمل السياسي هو مصالح متبادلة بين الدول.. والجنوب، حسب قوله، موقع في غاية الأهمية والخطورة.. معتقداً أن قيام دولة جديدة في الجنوب سوف تؤمّن مصالح الإقليم والعالم ومصالح ابناء الجنوب الذين عانوا لأكثر من خمسة عقود.. متصوراً أن دول شبه الجزيرة العربية والمملكة العربية السعودية سوف تأخذ هذا بعين الاعتبار.

واختتم أمين عام ”الرابطة“، محسن بن فريد، إجاباته في برنامج ”قصار القول“ تحت عنوان (اليمن ينشطر) بقوله: نسعى لأن نقيم دولة معتدلة تؤمّن موقع في غاية الأهمية، يمر عبره يومياً خمسة ملايين برميلاً من البترول وهو باب المندب.. وفي نفس الوقت سوف نسعى للحد من ظاهرة التطرف.

 

شاهد أيضاً

عدن محافظة منكوبة

بداية، ببالغ الحزن والأسى نتقدم بأصدق التعازي والمواساة القلبية لذوي الشهداء جراء هذه الكارثة، فكل …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *