الرابطة .. عودة للهوية

صالح علي الدويل باراس
صالح علي الدويل باراس

عادت الرابطة إلى اسمها التاريخي عودة وعي غسلت بها أزمة الهوية التي عاناها الحزب وفرضت علية منذ أن ادخل الاشتراكي الجنوب في وحدة اندماجية فرضت على الرابطة التخلي عن جنوبيتها ومرغمة بعد مؤمراة اليمننة السياسية للجنوب التي ظلت تفتك بنسيج الحركة الوطنية حتى أوصلت الجنوب إلى الحالة الراهنة . وتحلل الحزب من اليمننة ويجعله منسجماً مع تاريخه كان الوحيد من أحزاب الحركة الوطنية الجنوبية الذي ظل مرتبطاً بالهوية الجنوبية وكان البوتقة الجنوبية التي تجمعت وتخلقت فيها الهوية الجنوبية يحتضنها ويرعى ملامحها سياج الإسلام الوسطي ولم يتحول الإسلام في مشروعها من مجتمع إلى جماعه كسائر مشاريع الإسلام السياسي المعاصرة التي تقلص الإسلام في مفهومها حتى لم يعد يشمل سواها . صاغ الحزب مشروعا سياسياً وطنياً من واقع الجنوب وينمي خصائصه واقع سمته الانقسامية ولم ينكرها المشروع بل وضع المعالجات التي تكبح حدتها وضررها ليس بالتكسير الثوري الذي يبعثها أكثر قبحاً وضراوة بل من خلال تمازج مصالحها وكان ذلك في مرحلة تاريخية كانت معاني الهوية والمشروع الوطني خارج إدراك القوى التقليدية الانقسامية حينها

لقد انتمت الرابطة للهوية الجنوبية في مرحلة كان الانتماء لها تترصده عدة مشاريع يجعل الانتماء للهوية الجنوبية خيانة عظمى فلم يكن أعداء مشروعها على الساحة الانجليز فقط الذين كانوا يأملون قبل هزيمتهم في السويس أن يربطوا الجنوب بالكمنولث لكن كان إلى جانبهم القوى التقليدية التي كانت السمة السياسية في الجنوب كما أن استقلالية مشروعها الفكري والسياسي والعقائدي لم يجعلها طرفا سواء لمشروع الإخوان المسلمين أو طرف للوهابية وهما المشروعان الإسلاميان اللذان شكلا ملامح المشروع الإسلامي المعاصر . ولم يكن مشروعها طرفا للمشاريع القومية سواء من ناصرية أو البعثية أو حركة القوميين للعرب قبل أن يتحول معظمها إلى النهج الماركسي كل تلك المشاريع كانت ترى في المشروع الوطني الجنوبي للرابطة سداً يمنعها من السيطرة على الجنوب فاتجهت كل سهامها ضد المشروع للاجهاز على جنوبية الجنوب من خلال محاربه مشروع الوطني الجنوبي للرابطه لكن أخطر السهام كانت من مشروع يمننة الجنوب التي استطاعت بدهاء وخبث أن تقلقل عبر تلك المشاريع لطمس الهوية الجنوبية الوليدة حينها ولتحل محل اليمنية السياسية .

يردد البعض إن الرابطة خذلت الجنوب وقضيته وهو كلام إنشائي متهافت باعتراف شخصيات جنوبية ارتبطت بمشاريع قومية كانت معادية لمشروع الرابطة اعترفوا بأن الجنوبيين لو ساروا في المسار الرابطي لأسسوا دولة خلت من دورات العنف وما وصلوا إلى باب اليمن ولم يجد بعضهم ألا موقف انتخابات 2006م علماً أن الجنوب وقضيته لم يكن موجود في تلك الانتخابات وكان المرحوم بن شملان مثله مثل الرئيس منصور حالياً ضرورة أزمة شمالية وليست جنوبية ولم يكن الاشتراكي المتحالف مع الإصلاح حينها حزبا جنوبيا بل حامل مبخرة للإصلاح والدكتور صالح باصرة في اعترافات له عن تلك الانتخابات أكد أن القيادات العليا للمشترك والمؤتمر كانت متفقة على هزيمة بن شملان وهو ما حصل أما رئيس حزب الرابطة حينها عندما طلب منذ الاعتذار عن حرب 1994م رفض وقال لو عادت نفس الظروف سنتخذ نفس المواقف . ولو عملنا مقارنه بالطرف الأخر الاشتراكي الذي هو المسؤول عن خذلان الجنوب فانه بعده بضع أشهر من الحرب أعلن في دمشق إدانته للانفصال كما أن نضاله السياسي في العملية السياسية بعد الاحتلال لن يتجاوز مشروع إصلاح مسار الوحدة أو المطالبة بأستعادة مقراته وأمواله بينما حزب الرابطة قدم بعد الحرب مشروع الحكم المحلي ثم بعد قدم مشروع الأقاليم والعاصمتين وقدما مشروع الفيدرالية الشطرية باستفتاء

لست بصدد الدفاع عن هذا الحزب فوجوده المميز في الساحة اكبر دفاع عنه لكن جنوب المستقبل يتطلب نعيد قراءة التاريخ ونصحح المغالطات التي زرعتها بعض القوى ضد البعض في الوعي السياسي الجمعي خاصة وإنها لم يتأسس حتى الآن أعلام محايد بل تحريضي الجنوبيون في هذه المرحلة أحوج ما يكونون لقراءة رموزهم وإعادة الاعتبار لرعيل من الوطنيين تعرضوا للظلم والإقصاء والتهميش والتشويه والاتهامات الزائفة لكي يتحصنوا سياسياً واجتماعياً وثقافياً ولا يرتكبوا ذات الأخطاء التي انحازوا فيها لشعارات براقة تحولت وبال في التطبيق السياسي ولكي نكون موضوعيين ولا نحمل أي مكون سياسي أكثر مما يحتمل أو نعطيه أكثر مما يستحق ويجب أن نقوم أي مكون جنوبي بما يحمله برنامجه من عموميات وتفاصيل وليس بما يردده من شعارات براقة.

شاهد أيضاً

عدن محافظة منكوبة

بداية، ببالغ الحزن والأسى نتقدم بأصدق التعازي والمواساة القلبية لذوي الشهداء جراء هذه الكارثة، فكل …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *