نعتقد أن احتفال الرابطيين بالذكرى الخامسة والستون لتأسيس حزب رابطة الجنوب العربي في 29 أبريل 1951بمدينة عدن لم تكن ذكرئ خاصه بالرابطيين فقط ،ولكنها ذكرى ومناسبة وطنية تخص كل أبناء الوطن قاطبةً باعتبار يوم ميلادها هو يومآ وطنيآ بكل امتياز!؟ لأن يوم ميلادها كان ميلادآ لأهداف وطنية أنشئت من اجلها ولم تكن تحمل أهداف خاصه أو أهداف مناطقية ضيقة أو جاءت لنشر وترسيخ مفهوم أو فكر أو نظرية أيدلوجية مستورده ولكنها جاءت من منشأ وطني وتراب يمني غيور على أرضه وبلده ،ومن أهداف سامية وواضحةالمعاني والأهداف أعلنتها منذ فجر تأسيسها في 1951م كان أساسها واولها هو تحرير أرض الجنوب من الأستعمار ثم توحيد إمارات الجنوب العربي ال23 سلطنة ومشيخة في إطار وطني موحد ،تحت أسم (اتحاد إمارات الجنوب العربي )واعتبار الشعب هو مصدر السلطة ومالكها الحقيقي..نقول مثل هذا الكلام ونحن أكثر ثقة أن ذكرى ميلاد حزب الرابطة هو ذكرى ميلاد الحركة الوطنية الجنوبية باعتبارها أول حركة نضال وطني وسياسي وفكري في إطار الجنوب والجزيرة العربية ،كما أن فترة مخاضها لم تكن سهلة مفروشة بالورود كما يتصورها البعض اليوم ،لكون القوانيين البريطانية في ذلك العهد لاتسمح بتأسيس أو إشهار أي كيان ثقافي أو اجتماعي إلاّ بموافقتها المسبقة فمابالك بتأسيس كيان سياسي مثل حزب الرابطة يدعو إلى الحرية ونيل الإستقلال من أقوى وأضخم مستعمره في العالم.
تحملت الرابطة وروادها الأفاضل تلك المغامرة الوطنية وأصبحت هي البوابة الأولى للنضال الوطني ،وهي من أرست مبادئ الإنتماء وحب الوطن،ونشرت الصحف والدوريات والخُطب المسجدية الداعية إلى تحرير الوطن من الإستعمار ،فكانت هي (المأوى) الذي آوت واحتضنت العديد من الشخصيات الوطنية بين صفوفها مثل الرئيس قحطان الشعبي والمناضل سيف الضالعي والمفكر عبدالله باذيب وغيرهم كثير والكثير من المعاناه وقدمت الانتفاضات والثورات الشعبية في الأعوام (59،60،61 )في كل من يافع ودثينة وردفان والصبيحة وأبين وشبوه .
اليوم وبعد مرور (65) عامآ على تأسيس هذا المنبر الوطني التاريخي العملاق نرى الإصرار الغريب من قبل بعض القوى السياسية على ممارسة تشويه وتشويه التاريخ وقلب الحقائق ومواصلة منوالها العقيم مع تواطؤ إعلامي وفكري لايبحث عن الحقيقة بقدر مايبحثُ عن دفنها تحت الرمال اليابسة إلاّ أن الرياح العاتية وتقدم الزمن قد أظهرت حتمآ تلك الحقيقة المدفونة وهي حتمآ ستكون الحقيقة التي لا طالما ناضل الآباء والآجداد من أجل إيجادها حتى تشمل الوطن كل الوطن، ويحذونا الأمل أن تعود تلك القوى الى رشدها وأن تبتعد عن المكايدات التي جعلت الوطن ممزقآ ومتصدعآ طوال تلك السنين وحتى هذه اللحظة.
لاشك أن مرور سته عقود ونيف من الزمن على تأسيس هذا الحزب إنما يدلُ على أصالة فكر وصوابية رواده نحو تحقيق الحرية والعدالة والنهوض بالوطن إلى مرافئ العلم والحضارة واللحاق بالوطن الى مصاف الشعوب التي سبقتها بإرادة حكامها قبل أن تسبقنا بتاريخها فكُلنا أمل أن التاريخ سيعاد كتابته بطريقة وطنية خالصه ومنصفه تحقق فيها حق القوى والأفراد في إرثها وتاريخها.