لـ “اليوم السابع” : الإخوان عندنا أحلوا قتل النساء والأطفال في حرب 1994م.. ووصولهم إلى السلطة «مستبعد»

youm7-jifri3حوار : مصطفى عنبر- اليوم السابع
تصوير : أحمد إسماعيل

لاتزال دول الربيع العربى تعيد بناء كياناتها فوق الخراب الذى خلفته أنظمة قبعت على صدور شعوبها سنوات طوال، فاليمن مازال يعانى أزمة كبيرة بدأت منذ زمن طويل بين الشمال والجنوب، أزمة يصر فيها الجنوبيون على الانفصال والاستقلال فى قضية يرى الكثيرون أنها سياسية، أما عبدالرحمن الجفرى، والد الداعية الاسلامى، الحبيب الجفرى ورئيس حزب رابطة الجنوب العربى الحر «الرابطة»، فقد أكد لـ«اليوم السابع» أن قضية الجنوب «وطنية» ولا يجوز التنازل عن أركانها الأساسية وهى: التحرير، الاستقلال، التمسك بالهوية وإقامة الدولة. وإلى نص الحوار..

ما نظرتكم لقضية الجنوب؟ وما هو التوصيف الخاطئ الذى حذرتم منه؟ – فى البداية أود أن أوضح جزءاً تاريخياً مهماً فى القضية الجنوبية، فتاريخ جنوب الجزيرة العربية هو تاريخ انقسامى فى الأصل، والكذبة الكبرى أنه كان هناك يمن واحد، وهو الأمر الذى لم يحدث فى التاريخ سواء قبل الإسلام أو بعده، بل لا توجد دولة فى التاريخ تسمى دولة اليمن إلا فى عهد الإمام يحيى عام 1918م، ووقتها أطلق على مملكته اسم المملكة المتوكلية اليمنية بعد أن كانت الإسلامية ثم الهاشمية، وكانت أول دولة فى التاريخ تسمى اليمن، قبل ذلك كانت تسمى باسماء أخرى كدولة حضرموت، دولة معين، دولة حمير، دولة سبأ، وبعد الإسلام لم يكن هناك دولة باسم اليمن ولكن كانت هناك اسماء أخرى كالدولة الذريعية والصالحية الأيوبية، أما الجنوب العربى «يقصد جنوب اليمن» فى تعريفنا كجنوبيين فكان عبارة عن مستعمرة بريطانية تسمى «مستعمرة عدن» وكانت هناك محميات لهذه المستعمرة شرقية وغربية عبارة عن سلطنات وإمارات ومشيخات، وحزب الرابطة أطلق على كل هذا اسم «الجنوب العربى» بغرض إطلاق هوية واحدة لهذه المنطقة التى كانت تحت الحكم الاستعمارى البريطانى، لاحقاً تواترت دعوات بأن الجنوب تابع لليمن وهذا الكلام غير الصحيح تبنّته حركات باليمن خاصة حركة القوميين العرب، وكان ادعاؤهم مبنياً على أن هدفهم وحدة اليمن وتمت الوحدة عام 1990م على عجل بين نظام كان يحكم اليمن يسمى الجمهورية العربية اليمنية وبين جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية.

ولماذا ترفضون الوحدة؟ – نحن الجنوبيين أيدنا الوحدة من منطلق أننا دعاة وحدة عربية شاملة، [وبعد أن قامت الوحدة بين مصر وسوريا عام 1958، أصدر حزب «الرابطة» بياناً يفيد بأننا فى الجنوب سنرتبط بهذه الوحدة التى تمت بين القاهرة ودمشق]، ولكن تمت الوحدة بارتجال وبلا أسس، وكانت اتفاقية الوحدة عبارة عن صفحة و 5 أسطر لا غير ونصت على إلغاء الشخصيتين الاعتباريتين لكل من الجمهورية العربية اليمنية «اليمن» وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية واندماجهما فى شخصية اعتبارية جديدة تحت مسمى الجمهورية اليمنية وأودعت تلك الاتفاقية بالأمم المتحدة والجامعة العربية، ثم جاء الخلاف فى السلطة بين الشريكين ودخل شعب الجنوب فى هذا الخلاف ووقعت حرب 1994م، والتى بدأها النظام فى اليمن وهجم بقواته على شعب الجنوب الذى دافع عن نفسه فى هذه الحرب لحوالى 60 أو 70 يوماً، وفى النهاية انهزم شعب الجنوب لعدم تكافؤ القوى، وكان قد أعلن الأخ على البيض إقامة دولة تحت مسمى جمهورية اليمن youm7-jifriالديمقراطية للجنوب ورفعنا نفس علم اليمن ونفس النشيد ونفس الدستور وكان هذا من أكبر أخطائنا لأنه كان من المفترض أن يكون لدولة الجنوب كيان جديد بعلم ودستور جديدين ولكننا لأننا كنّا خارجين من حرب قاسية فلم يكن لدينا وقت كاف لمناقشة مثل هذه الأمور، ثم تحول الجنوب تدريجياً إلى أرض محتلة بكل ما تحمل الكلمة من معنى وازداد اجتياح اليمنيين للجنوب، وأصبح المواطن الجنوبى يُعامل كمواطن درجة ثانية بل إن علي محسن الأحمر، وكان الرجل الثاني فى الدولة، قال وقتها فى كلمة متلفزة «لقد حكم علي صالح الشمال بالاستبداد وحكم الجنوب بالاستعمار».

حذرت من أى محاولة تكتيكية للتلاعب بقضية الجنوب ماذا كنت تقصد بالمحاولة التكتيكية؟ – هناك بعض المحاولات عند زملائنا فى الكفاح تهدف إلى تسهيل الأمور أو التفاوض عبر المناورات، وهذا ما حذرت منه، فنحن مصرون على الاستقلال لاستنفاد محاولات التفاوض التكتيكي، فقد طرحنا القضية على أساس الحكم الفيدرالي لخمسة أقاليم ورفض اليمنيون هذا الطرح، ثم طرحنا القضية مرة أخرى بنفس التصور الفيدرالى ولكن على إقليمين ثم استفتاء، فرفضوا مرة ثانية، وعند ذلك أيقنّا نحن الجنوبيين بعدم وجود أمل فى الاستجابة، لكننا أثبتنا للعالم أن صنعاء لا تقبل بأي حل ومن ثم أثبتنا حقنا فى الاستقلال.

وهل استفاد الجنوب من الحوار الوطنى الذى عقدته القوى الحاكمة والسياسية والثورية بصنعاء؟ لم يستفد الجنوبيون شيئاً من الحوار الوطنى، وأعتقد أن عدم ذهاب أحد من الجنوبيين للحوار كان أفضل، من شارك قال إنه ذهب لإعلان القضية الجنوبية مع العلم بأن القضية معلنة فى الشوارع وبين الناس ووسائل إعلام، لم أشارك فى الحوار لأنني أعلم أنه لن يلبي مطالب الجنوبيين.

ولكن الحوار أفضى إلى تقسيم اليمن إلى 6 أقاليم فهل أفاد ذلك القضية الجنوبية؟ – هذا التقسيم لا يفيد القضية الجنوبية، وأراد به اليمن إحداث فتنة بين الجنوبيين لإضعاف الحراك الجنوبى وهذا لن يحدث ولن يمر المشروع لا فى اليمن ولا في الجنوب.

هل يدعم شباب الثورة فى الشمال متطلبات شعب الجنوب؟ – كنّا فى الجنوب نتواصل مع الشباب فى اليمن أثناء الثورة، وأيضاً الحراك الجنوبى كان متواصلاً معهم واتفقوا مع الحراك على دعمهم وبالفعل حدث ذلك وأصدر حزب «الرابطة» بياناً فى 2011م يؤيد مطالب الشباب، وكان الاتفاق أن يدعم الجنوب مطالب شباب الثورة حتى يرحل النظام ثم يحدد الجنوب مصيره وكان الاتفاق شفوياً ووافق الشباب فى اليمن ثم انقلبوا على عهدهم بعد سقوط علي عبدالله صالح ولم يعد حل القضية الجنوبية ضمن أولوياتهم.

بماذا ترد على من يقول إن انفصال جنوب اليمن يمثل حلقة من مسلسل تقسيم المنطقة؟ – قضيتنا ليست وليدة ثورات الربيع العربى بل إن الحراك الجنوبى بدأ نشاطه منذ عام 2007م وقبل ذلك بدأت قضيتنا فى الخمسينيات وبالتالي فهى مستقلة عن أي مخططات تقسيم لأن لها جذوراً تاريخية.

أرسلت برقية إلى المشير عبدالفتاح السيسى بعد ثورة 30 يونيو تهنئه باستعادة الثورة.. فلماذا؟ – أنا كنت متواجداً فى مصر فى 2011م، و2012م ولا شك أن الشباب الذين خرجوا فى 25 يناير لم يكن هدفهم أن يأتوا بحكم الإخوان، والمشهد كان يشي بأن الأمور تسير فى غير مسارها الطبيعى، الذكرى السيئة لي مع إخوان اليمن تتمثل فى أنهم أفتوا خلال حرب عام 1994م بين اليمن والجنوب بأن الجنوبيين كفرة، كما أحلوا قتل النساء والأطفال، أما عن وصولهم إلى السلطة فهو مستبعد.

هل ترى أن الحكم العسكري أفضل وأنجح من الحكم المدنى فى الدول العربية؟ – إذا استقال الحاكم العسكري من المؤسسة العسكرية وارتدى الزي المدني ودخل الانتخابات ونجح وكانت مؤسسات الدولة عبارة عن برلمان ووزارات فالحكم ليس عسكرياً بل إنه مدني، هناك مقياس بسيط يستطيع الشعب من خلاله قياس ذلك فإذا وجدوه متعاوناً مع المؤسسة العسكرية فقط لإدارة البلاد فهو «عسكري» أما إذا تعاون مع كل مؤسسات الدولة فهو «مدني» وأعتقد أن المشير عبدالفتاح السيسي سيكون الرئيس «المدني» لمصر.

رابط الحوار في اليوم السابع

شاهد أيضاً

عدن محافظة منكوبة

بداية، ببالغ الحزن والأسى نتقدم بأصدق التعازي والمواساة القلبية لذوي الشهداء جراء هذه الكارثة، فكل …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *