- بداية، ببالغ الحزن والأسى نتقدم بأصدق التعازي والمواساة القلبية لذوي الشهداء جراء هذه الكارثة، فكل شيء يمكن تعويضه إلا الإنسان.
إن ما أحدثته الأمطار الغزيرة في عدن كلها… نكبة غير مسبوقة في التاريخ… وأبرزت عدة قضايا رئيسية:
- أولاً: عظمة شعبها كله… نساءً ورجالاً وشباباً… بطولات لن ينساها التاريخ رغم انعدام الإمكانات بل ومعاناة شعبها المعيشية والصحية وتوقف كل الخدمات الذي كان عقاباً واضحاً لسكان عدن النور.
- ثانياً: غياب كامل لسلطة الفساد ما عدا النادر من مدراء المديريات ومَنْ دونهم من بعض الأمن أو العسكريين… وهذا الغياب ليس جديداً بل رافق كل مراحل فوضى البناء والأراضي والخدمات بل ساهمت السلطات في تدمير البنية التحتية التي لم يتجدد معظمها منذ أكثر من نصف قرن.. كل هذا كان السبب الرئيسي لما أحدثته الأمطار الغزيرة من دمار لكل شيء… وخسر المواطنون كل ما يملكون بل خسر البعض أرواحهم وأرواح أطفالهم وكل شيء… إن الدمار قد شمل كل شيء سواء خاصاً أو عاماً.
- ثالثاً: إننا نناشد أشقاءنا في التحالف العربي بنجدة حقيقية، منها العاجل جداً بإغاثة عدن وشعبها، معيشة وسكناً مؤقتاً وصرفاً عاجلاً للرواتب المتأخرة.. وإزالة آثار السيول الجارفة.. وفي نفس الوقت مشروع حقيقي لإعادة الإعمار لما دمرته الحرب ولما دمرته الأمطار والسيول…. كل هذا بعيداً عن السلطات التي اشتهرت بالفساد… وأن تستعين بمن يمثلون شعبهم خير تمثيل وبشخصيات وشباب عدن، من الجنسين، الذين يتحلون بالأمانة وبحب عدن النور، وهم كثيرون.
- رابعاً: كف جميع أيدي مؤسسات الفساد عن إيرادات عدن وكل المؤسسات العامة في عدن وتسليم إدارتها لهيئة مؤقتة من الكفاءات من ذوي الأمانة، وأن توجه كلها لتطوير عدن وتنميتها…
- خامساً: الحزم الكامل ضد العشوائيات وفوضى العبث بالأراضي العامة والخاصة مع توفير بدائل لسكان العشوائيات من أبناء عدن. وإزالة كامل البناء على المساحات المخصصة للمرافق العامة كمجاري السيول والكهرباء. وإزالة كل المعوقات التي منعت سريان المياه عبر قنوات تصريفها من الجبال.
- سادساً: لا تسامح مع أيٍّ من أهل الفساد الذين تسببوا في كل ما حدث في عدن في الفترة الماضية وصولاً إلى ما تسببوا فيها من معاناة في الخدمات والرواتب وغيرها وصولاً للكارثة التي نُكِبت بها عدن النور.
- إنني أضع هذا أمام الأشقاء في التحالف العربي، وأمام المجلس الإنتقالي، وأمام كل جنوبي في أيِّ مكون، وأمام جنوبيي السلطة الذين يهمهم وطنهم وشعبهم، وهم كثيرون.
- إنني أناشد الأشقاء في التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، وكل الأشقاء، أن يتولوا هذا الأمر عاجلاً فالكارثة كبيرة… وأناشد بصفة خاصة خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز المدرك لمثل هذه القضايا وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان الذي يدرك آثار هذا على الجنوب العربي وعلى المنطقة.
- في الختام أحيي شعبنا العظيم في عدن النور الذي انتشر لمواجهة الكارثة يعين بعضه بعضاً، رغم كل المعاناة، في ملحمة لن تنساها الأجيال. كما أحيي جمعيات يافع المدد في عدن التي تحركت للوقوف مع أهلهم في عدن النور.
نسأل الله أن يجعل قدوم شهر رمضان الكريم قدوم خير وبركة وفرج.
عبدالرحمن علي بن محـمد الجفري
رئيس حزب رابطة الجنوب العربي الحر(الرابطة)
تاريخ:29 شعبان 1441هـ.. الموافق:22 أبريل 2020م