كنت احد المشاركين في مليونيه شهداء خيمة العزاء بسناح الضالع وصلنا عصر الأحد 12 يناير .. كان أبناء الضالع قد استعدوا لاستقبال المشاركين بطريقه غير مألوفة في المليونيات السابقة .
تسابق أبناء هذه المدينة الاستثناء لتفريق بيوتهم ومرافقهم لإيواء القادمين إليهم واستضافتهم وكانت لجان الاستقبال على تنسيق مع أصحاب تلك المنازل والمرافق وكنت احد المستضافين في منزل الأخ الكريم / عبد القوي صالح مانع الشاعري في حي اسكام بمدينه الضالع الذي جرى تفريقه بالكامل ( ثلاثة دور ) وتكليف عدد من الشباب لتلبية احتياجات القادمين إليه من غذاء وماء وغيرة منذ وصولنا وحتى مغادرتنا .
هكذا اختفت الأعداد الهائلة القادمة إلى الضالع في بيوت ومرافق أبناء هذه المدينة لتترسخ في ذاكرة القادم إليها اسم الضالع وأبناء الضالع من خلال العمل الجماعي الذي شارك فيه كل من يقطن الضالع بمختلف انتماءاتهم وشرائحهم وهو ما سيظل عالقا في الذاكرة ، هذا العمل الجماعي الذي يؤكد على الشراكة في الثورة والكرم والتعاون ويجعلك تشعر ان شهداء خيمة العزاء هم أبناء كل فرد وكل أسرة في هذه المدينة الصامدة العتيدة بأهلها شديدو البأس المتسابقين على نيل شرف التضحية من اجل التحرير والاستقلال للجنوب من أقصاه إلى أقصاه ، هؤلاء هم أبناء الضالع رجالا ونساء شيوخا وشبابا .
ترى الشباب يستقبلون المشاركين بحفاوة وتواضع وود وكرم ونبل أخلاق وعند الشدائد تراهم اسود مزمجرة متوعدة .. أنها الضالع الذي وجدت نفسي تنجذب لها ولمن ينتسب لها .. عند تحركنا صباح الاثنين لتشييع شهداء مجزرة خيمة العزاء كانت هتافات المشيعين تصم الآذان مودعه للشهداء وقاطعه وعد لهم بأننا على درب الشهادة سائرون حتى تحرير الأرض والإنسان الجنوبي من الاحتلال اليمني .. اما النساء فلم أراهن يولولن ويندبن بل يزغردن ويرفعن إشارات النصر أو الموت ..
ينتظمن في صفوف هن وأولادهن على الطريق أمام منازلهن الكائنة في المرتفعات شمالا ويمين المشاركين في التشييع إلى سناح . انه الموقف المؤازر للرجال على مواصله الثورة حتى نيل الاستقلال وطرد المحتل .. عدت من الضالع وانا أكثر إيمانا بقرب زوال الاحتلال ، فالشعب الذي لا يبخل بالتضحية من اجل الحرية لاشك سينالها وهو جدير بها .. وهمسه أخيرة إلى قادة الثورة بمختلف مكوناتها في الضالع .
ان الشعب الثائر الدائم العطاء بدماء اعز وأنبل أبناء الضالع يستحق قيادة توحد فعلها الثوري لتكون جديرة بقيادة الضالع بكل مناضليه ، وتعطي الضالع المكانة التي تستحقها في مسيرة الثورة الشعبية الجنوبية ، والضالع كبوابه للجنوب مع اليمن ومعقل لانطلاق الثورة الجنوبية تستحق ان تنفرد بتجربة تلاحم قوى الثورة ، الأمر الذي ان حدث سيعمم على كل مناطق الجنوب وتحتفظ الضالع بالريادة في توافق قوى الثورة الجنوبية والتعجيل بالنصر .