إخوتنا في الشمال يجمعهم موقف التمسك بالوحدة مع الجنوب والإساءة للإنسان الجنوبي المطالب بإلغاء عقد الوحدة الذي سبق أن الغي بالحرب على الجنوب في 94م ، الجنوبيون الذين كانوا أكثر توقاً للوحدة أصبحوا أكثر كرهاً لها ليس فقط بسبب ما لحق بهم وبأرضهم وثروتهم وغيرها .
بل إن هناك سبب رئيسي لما لحق بالجنوب لا يذكره الكثيرون في كتاباتهم هو وضع اللادولة في اليمن ، هذا الوضع هو الذي أجاز لتحالف قوى النفوذ اليمنية المسيطرة بالتعامل مع الجنوب بعد إحتلاله في حرب 94م كغنيمة حرب .. فلو أفترضنا أن هناك دولة في اليمن .. هل يمكن أن يحدث ما حدث للجنوبيين بعد هزيمتهم في حرب 94م ؟؟ أجزم بلا .
السؤال الآخر هل تعتقدون انه بإبعاد علي عبدالله صالح من رأس السلطة تستطيعون بناء دولة النظام والقانون والمواطنة المتساوية ؟؟ السؤال الثالث :- هل تعتقدون بإمكانية بناء دولة مدنية جديدة تدار بقوة النظام والقانون في ظل مشاركة قوى النفوذ والهيمنة القديمة في إدارة شئون تلك الدولة ؟ وهذا أيضا أمر مستحيل الآن مقارنة قوة النفوذ بين القوى القديمة وقوى الحداثة يرجح قوة قوى النفوذ والهيمنة القديمة .
وسؤالي الأخير هل تستطيع قوى الحداثة في اليمن إقصاء قوى النفوذ التي بنت نسفها وفرضت علاقاتها ونظام إدارتها للمجتمع على مدى أكثر من ثلاثون عام لإتاحة الفرصة لبناء دولة مدنية تحكم بقوة القانون لا بقانون القوة ؟؟ لا أعتقد ذلك .. ولو على مدى عقود قادمة .. إذن هل من حجة لإخوتنا اليمنيين المتمسكين بالوحدة ، غير أنهم يطالبوننا بتقبّل وضع اللادولة في الجنوب ؟؟ .
لن نقبل بوضع تديره عصابات لم يسلم عليها حتى استخدام الدين لاستمرار هيمنتها وجبروتها .. أقول لإخواني في اليمن إبنوا دولة أولاً ثم طالبونا بالوحدة ، ألا ترون أن موقفكم ضد تطلعاتنا بشأن استعادة سيادتنا على أرضنا وبناء دولتنا هو موقف مساند للقوى التي استعبدتكم وإهانة كرامة الإنسان اليمني وأًصبح الكثيرين يتسولون في المساجد والشوارع داخل اليمن وخارجه ؟؟ .
إنكم بذلك كمن يرضى بإذلال نفسه وتقبيل أقدام مستعبديه ، نحن في الجنوب بغض النظر عن مساوئ تجربتنا بنينا دوله فرضت قوة القانون واختفت كثير من علاقات النظام المشاعي واختفت ظواهر حمل السلاح والثارات بعد أن أمن الإنسان على نفسه وعرضه وماله ، ستجدون منا العون أن توجهتم لإنهاء نفوذ قوى الهيمنة التي أفسدت الحياة في اليمن وأصبحت البلد في ظل إدارتها مأوى لعصابات الإرهاب وتجارة المخدرات والفتن بين الناس وإشعال الحروب القبلية والمناطقية والمذهبية ولم يسلم عليها حتى قتل أبناءكم والتجارة بأعضاءهم كما حدث في كلية الطب صنعاء .
إخوتي في اليمن تحرروا مما أنتم فيه وأتركوا التمسك بوحدة لا تعزكم ولا تعزنا بل تطيل من فترة حكم من استعبدوكم وارادوا استعبادنا .