( في البداية استسمح الاستاذ السيد عبدالرحمن الجفري لأخذي عنوان الموضوع من احد جواهر مفرداته الواردة في مقابلته الاخيرة )
اطلعت على رؤية المؤتمر الشعبي العام الحاكم المنشورة في الصحافة بشأن ضمانات مخرجات الحوار اليمني الشامل وما قاله وزير الخارجية اليمني في مقابلته الاخيرة في صحيفة الشرق الأوسط حول رفضه فيدرالية الاقليمين .
وأقوال وأفعال مراكز النفوذ التدميرية الثلاث ـ هذا الثالوث الذي دمّر مشروع الوحدة بين الجنوب العربي واليمن . وكل يوم يؤكد للجنوبي الذي لم يصدّق حتى الان الاختلاف الجوهري لمفهوم الوحدة عند الجنوبيين ومفهومها عند اليمنيين .
نحن الجنوبيين كنا نسعى للوحدة كمشروع نهضوي في كل مجالات الحياة ، واليمنيين يرون الوحدة كما عبّروا عبر كل قيادات الثالوث ” إعادة وحد الأرض أي عودة الفرع للأصل .. هذا المشروع الذي دعى الامام يحيى لإقامته على أثر انتهاء الحرب العالمية الاولى وتسليمه صنعاء واليمن الأسفل من قبل الوالي التركي محمود نديم ثم دخوله في حرب مع الادريسي لاحتلال ما تبقى من أرضه بعد طرده من الحديده ، هذا الغزو الذي اتجه شمالاً للوصول الى الركن اليماني والطائف وغيرها من مناطق اليمن الجهوي ، بعد إعلان دعوة الامام وافتاء علماء عصره بحثّ القبائل اليمنية على الحشد لإقامة ” الدولة اليمانية ” مما دفع بالملك عبدالعزيز بن سعود للتدخّل العسكري بموجب معاهدة الحماية التي عقدها معه الادريسي و وصلت القوات السعودية بقيادة المغفور له الملك فيصل بن عبدالعزيز الى الحديده مما أجبر الامام يحيى على عقد اتفاقية 1934م الذي جاء في بعض نصوصها – ما يلزم الامام يحيى بالتنازل عن دعوته لإقامة ” الدولة اليمانية في الاراضي السعودية ” أي ما تشملها التسمية الجهوية .
وتنازل الملك عبدالعزيز عن الإدعاء بالحماية للأرضي الادريسية في تهامه وتسليمها للإمام ” الحديدة وما يقع شمالها ” وتبقى مناطق جيزان ونجران وعسير تحت الحماية السعودية لفترة زمينة معلومة ، هكذا وبالقوة أجبر الامام على التنازل عن أطماعه بإقامة دولته على ما يقع يمين الكعبة اي ” جنوبها ” ولم يبقى أمامه غير الجنوب العربي ( الحضرمي ) وها نحن اليوم وفي هذا الزمن نواجه استعماراً يدّعي امتلاكه لإرض الجنوب وحقه الشرعي في البقاء فيها وينكر على أهلها المطالبة بالاستقلال سلمياً ويسعى لفرض شروطه لمخرجات حوار صنعاء كما ورد في رؤية المؤتمر الشعبي العام الحاكم الذي يتصدرها شرط ” تشكيل لجنه لصياغة الدستور فوراً وإنجازه خلال ثلاثه شهور ” وأن ينص على تحريم اي دعوة لتجزئة اليمن أو الانفصال او الشروع فيه أو القيام به من قبل اي منطقة او محافظة أو اقليم .
اما السيد وزير الخاريجة اليمني فقد أكد رفضه الفيدرالية بإقليمين شمال/جنوب ورفضه ايضا لاستفتاء شعب الجنوب على خياره السياسي لانه سيختار الاستقلال عن اليمن !!!
كيف نفهم مثل هذه المواقف المعلنة التي لا تعترف بحق الشعب العربي الجنوبي في الاستفتاء على البقاء في وحدة مفروضه بالقوة أو العودة الى وضعه ما قبل وحدة مايو 1990م وبناء دولته الجديدة المستقلة … أي حق يجيز لهم الافصاح عن مثل هذا الطرح السياسي وفرض القيود على شعب دخل معهم في وحده ؟؟؟ هذا الطرح السياسي وفرض القيود على شعب دخل معهم في وحدة طوعية طمعاً في إقامة مشروع لنهضة تنموية شاملة فلم يجد غير خيبة الأمل وسقوط حقوقه المكتسبة ونهب ثرواته وتدمير مقوماته وإذلال انسانه و .. و.. وصل الامر الى توزيع المخدرات مجاناً على شبابنا الجنوبي لتدمير طاقاته .. بل الى تجميع الكلاب المسعوره ونقلها بسيارات الى المدن الجنوبية وإنزالها ليلاً هذا الى جانب تجييش الشباب الجنوبي لقتلهم في دماج بعد غسل أدمغتهم وتصديقهم أن القتال في دماج جهاد في سبيل الله ..
ما يعايشه الانسان الجنوبي أوصله الى اصرار على الاستقلال بالطريقة السلمية .. لكن مراكز النفوذ اليمنية لا تعرف السلم بل تراه ضعفاً ، فطوال تاريخها السياسي في إدارة نظام المحاصصة في السلطة والثروة لا تعرف العمل السلمي .. ومع كل جبروتها وغطرستها واساليب فسادها وجرمها لا تستطيع ان تثني الشعب الجنوبي على نيل استقلاله وسترى لاحقاً ان نهاية تسلّطها على اليمن ستكون من الجنوب .. وسيسقط وهم ( ان الجنوب في عصمتهم ) .. وإحقاقاً لقوله تعالى ( وتلك الايام نداولها بين الناس ) سيشربون الكأس الذي سقوه للجنوبيين والأيام بيننا .
شاهد أيضاً
عدن محافظة منكوبة
بداية، ببالغ الحزن والأسى نتقدم بأصدق التعازي والمواساة القلبية لذوي الشهداء جراء هذه الكارثة، فكل …