الفشل الحكومي حالة عامة، وربما هي القضية الوحيدة التي تحضى بإجماع، وقد تعود الناس في الجنوب، وفي مناطق أخرى، على العيش خارج مسؤوليات الدولة، حيث تعجز أجهزتها عن حماية أرواح وحقوق الناس وتطبيق القوانين على الجميع، بما في ذلك محاربة القاعدة التي واجهتها لجان شعبية تأسست وعملت بمعزل عن الدولة.
الوزير بن دغر حالة فشل استثنائية، فمن فشل خدمة الانترنت البدائية التعيسة إلى فرض غرامات على من يقدم على تخفيض سرعة الانترنت، والسرعة ليست موجودة في الواقع وإنما في حجم الرسوم وعلى الورق فقط، وصولا إلى الفشل في الكذب.
في حالة قلما نراها، حتى في اعتى الأنظمة عنصرية، تم قطع خدمة الاتصالات والانترنت على كل الجنوب، بصورة تدريجية، بدأت بقطع الهاتف الجوال (gsm) ثم تبعتها خدمة (يمن موبايل) بعد ساعات ثم الهاتف الأرضي وأخيرا خدمة الانترنت في السادسة من صباح الجمعة 20/12/2013م.
في التاسعة من صباح الجمعة غادرت منزلي للقيام بواجب زيارة والدتي الأسبوعية دون أن اسبق هذه الزيارة بالاتصال اليومي الذي نطمئن من خلاله عيها، وعند عودتي إلى منزلي الساعة الثانية، بعد صلاة الجمعة التي أديتها مع أعدادا كبيرة من الجنوبيين في شارع الشهيد مدرم بالمعلى ، كان هاتف المنزل يرن وكان المتصل صديق من صنعاء يسألني عن الأهل في عدن، بعد نهاية مكالمتي معه أردت الاتصال فإذا بالهاتف مقطوع كعادته منذ فجر ذلك اليوم!!!.
الوزير الهمام قال لنا أن الانقطاع بسبب عمل تخريبي، ولا لزوم للإشارة إلى أن الحكومة أصبحت تستثمر حتى فشلها، فهي لا تكتفي بعجزها عن معالجة الاختلالات من الإرهاب حتى التخريب وإنما تستخدمها ضد المواطنين بصورة اقل ما يقال عنها أنها قذرة.
لم يقل لنا معاليه كيف كان التخريب تدريجيا، بدأ في الواحدة صباح الجمعة وانتهى قي السادسة من صباح نفس اليوم، ثم لم يقل لنا كيف أن الهاتف الأرضي، كما حدث معي ولا ادري عن باقي الشبكات، كانت تستقبل المكالمات من صنعاء فقط؟.
أن قطع الاتصالات عن منطقة بعينها يدخل في حكم الأضرار بالناس في صورة عقاب جماعي، ليس لان الهدف كان محاولة عزل ما يحدث في المنطقة المستهدفة عن العالم ولكن لان الهاتف وسيلة حيوية يمكن أن تتسبب في إنقاذ حياة إنسان مريض أو مصاب، بالاتصال بطبيب أو بالطوارئ، ويمكن أن تكون سبب في وفاته، وحياة إنسان واحد يمكن أن تكون سببا لاستقالة حكومة في بلدان حيث تحترم الحكومات نفسها.
يملك كل من مسه ضر حق مقاضاة وزير الاتصالات بشخصه وصفته لان قطع خدمة الاتصالات عن مجتمع بعينه يدخل في حكم العمل العدائي يستهدف أناس عزل فيهم المريض والضعيف وذو الحاجة، وهذا بلاغ إلى المنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان، فالحديث عن عمل تخريبي تدحضه وقائع ساطعة سطوع الشمس في رابعة النهار.