لست من محبي مشاهدة التلفزيون إلا خلال نشرات الأخبار، وفي المرات القليلة التي أكون فيها مشدودا للشاشة الصغيرة في غير مواعيد نشرات الأخبار هي عندما أصادف مادة كمادة الإعلامي الساخر الجميل محمد الربع في برنامجه اللاذع (عاكس خط) وكانت أكثر مشاهداتي له خلال فترة ثورة شارع الستين الشمالي حين كان شباب هذه الثورة وأنصارهم يؤكدون على الظلم الذي وقع على الجنوب وأهله، وصل أن اقر اللواء علي محسن بأن الجنوب مستعمرا.
وقرأت مؤخرا في (عدن الغد) موضوعا منقولا من صفحته على الفيس (الأخ محمد الربع) يتناول فيه تغير موقف محمد علي احمد، من قبل الغداء إلى بعد القات، من الوحدوية إلى الانفصال.
يا أستاذ محمد، ومن خلالك إلى عشاق الحرية في الشمال الحبيب، نحن في الجنوب لم نكن عشاقا للانفصال، وأنا من الذين ذرفوا دموع فرحة حقيقية يوم رفع علم دولة الوحدة في عدن، وما حدث أن ممارسات أصحابك هم من دمر الشعور الوحدوي الحقيقي لدى الجنوبيين وذبحوا هذا الشعور من الوريد إلى الوريد، بالله عليك تخيل لو انك وجدت نفسك وأصحابك جالسين في البيوت بعد طردكم من وظائفكم ولو أن حقوقك المعنوية والمادية تسلب منك ولو انك تشعر بالغربة في وطنك وغير ذلك مما لا يحصى، وكل هذا باسم الوحدة، ما سيكون عليه شعورك تجاه هذه الوحدة.
يا عزيزي محمد، لا تعتقد أن الفلوس تشكل أولوية عند كل البشر، واعلم أن أصحاب الأموال لا يصنعون أمجادا لأن أولوياتهم هي الحرص على زيادة الأرصدة وتحقيق الربح ولم تكن مصالح الناس في أولوياتهم ولو اصطدمت أو (عكست الخط) مصالحهم مع مصالح الناس لوقفوا في وجه الناس.
ما حدث في واقع الأمر هو تغير مواقف ثوار الستين وأنصارهم إلى النقيض تماما من القضية الجنوبية رغم أن الجنوبيين توقفوا عن رفع أعلام دولة الجنوب خلال ثورتكم- (اذكر ذلك اليوم الذي رافقت فيه الأستاذ محسن محمد بن فريد، أمين عام حزبنا(رأي) إلى ساحة الحراك في المنصورة الذي طلب فيه من الشباب عدم رفع أعلام الجنوب لان هناك شباب زملاء لنا يصنعون ثورة في الشمال، كان ذلك بحضور الإعلامي البارز محمد سعيد سالم) – على أمل أن هناك يمنا جديدا سيأتي تتحقق فيه أحلام الناس في كل الوطن ولا داع لسرد أمثلة حفاظا على مشاعر أناس نحترم قناعاتهم المتغيرة.
تخيل لو أن هذه الأصوات الشمالية استمرت في الضغط باتجاه معالجة قضايا الجنوب، هل كان ذلك سيؤثر إيجابا في مواقف الجنوبيين من الوحدة؟ ولو أن ناهبي الجنوب، من أنصار الثورة على الأقل، تنازلوا عن هذه المنهوبات لصالح أهلها، ما سيكون عليه شعور أبناء الجنوب تجاه الوحدة في اليمن الجديد الذي لن يأتي في المدى المنظور؟.
كانت مشاركة طرف جنوبي في حوار الموفنبيك عملا شجاعا كونه يأتي ضد رغبة باقي المكونات الجنوبية وكانت القضية المطروحة هي الفيدرالية الثنائية (تحت سقف الوحدة) وهي ضد طرح باقي المكونات الجنوبية، لكن حتى هذه لم يقبلها أصحابك، الثوار والمثار عليهم.
أيها الساخر الجميل محمد الربع، الحق ليس له أرجل لكن له أناس يحملونه، فأرجو أن تراجع حسابك وتتأكد من هو الطرف الذي (عكس الخط).