ثورة الهوية ومخاوف الآخر !

عبدالله أحمد الحوتري
عبدالله أحمد الحوتري

خلال الفترة من 21-27 نوفمبر 1967م جرت في جنيف مفاوضات بين ممثلي المملكه المتحدة وممثلي الجبهه القوميه وتوّجت بالتوقيع على مذكرة النقاط المتفق عليها نصت الفقرة الاولى منها ..( ان ينال الجنوب العربي الاستقلال في 30 نوفمبر 1967م ) والفقرة الثانيه ( تقام في يوم الاستقلال دوله مستقله ذات سيادة بأسم ” جمهوريه اليمن الجنوبيه الشعبيه ” )

حملت وثيقه الاستقلال هويتين سابقه ولاحقه لأرض واحدة وشعب واحد ، هذه الوثيقه وبأعتراف طرفيها تؤكد الشرعيه القانونيه الدوليه للهدف الذي يعلنه شعبنا في مليونيات ثورته الشعبيه المباركه ..( التمسك بهويته الجنوبية العربية المستقلة ) ورفضه للهويه اليمنيه التي فرضت عليه ، في تجربه كان شرها اكثر من خيرها وكانت الهويه اليمنيه المفروضه علينا هي اس كل مصائبنا في الجنوب العربي ..

شباب شعبنا المتصدرين لتفجير ثورة الجنوب السلمية كانوا على قدر من الإدراك والمسؤوليه الوطنيه عندما هيئوا لانطلاق ثورة الهوية بالدعوة للتسامح والتصالح الجنوبي / جنوبي كرسالة للثورة تلزم المنخرطين فيها والملتحقين بها بمختلف توجّهاتهم وانتماءاتهم وخلافاتهم بإقفال ملفات الماضي بكل مآسيه ، والتوجّه للحاضر والمستقبل احتراما للتضحيات الجسيمة التي قدمها ويقدمها شباب الثورة الجنوبية في مختلف محافظات ومناطق الجنوب … الملفت تزايد إشهار المكونات المختلفة وكلها تدعي انتسابها للثورة السلمية الجنوبية وتبدي حرصها على إنجاحها ، وهذا التعدد أمر مقبول في ظل الوعي الجديد الذي تسعى الثورة الى ترسيخه ( قبول الرأي الآخر ) رغم أن الامر لا يسير في هذا الإتجاه بل أن كلً يريد إلاعلان عن وجوده ليجد مكان شاغر في قيادة الثورة أو عند بناء الدوله !!!

حملت جماهير الثورة أثناء فعالياتها السلمية كثير من الشعارات وتقبّلت بعفويه كثيرا من المصطلحات ولم تهتم بالتسابق على المنصات والظهور الإعلامي وتركت ذلك للهواة .وشيئا فشيئا بدأت المكونات الشبابية المتصدرة في الأساس للفعاليات والتضحيات تدقق في ما يجري حولها .. فرأت غياب كثير من الوجوه المشاركة في تفجير الثورة ، وحمل رأيه الرفض للأمر المفروض بالقوة وبدلا عنهم ظهور المتسابقين على قيادة الثورة واستخدامهم لغة التشكيك بولاء الآخر للثورة ، والتمسك بالهوية اليمنية بطريقه غير مباشرة عبر مصطلحات لا يدركها الإنسان العادي مثل استعادة الدولة وغيرها ، وبدأنا نسمع من يقول أن المطالبه باستعادة دولة ( جمهوريه اليمن الديمقراطية الشعبيه ) هي خطوة أولى وبعدها نستطيع الوصول الى هويتنا ( الجنوب العربي ) عبر استفتاء لشعب الجنوب !! وهذا ما يسمى بخلط الاوراق .

شباب الثورة أول من تصدى لهذا التوجّه خوفا من حرف مسار ثورة الهوية ووفاء لدماء الشهداء التي سالت على ارض الجنوب لتحقيق هدف التخلص من الهوية اليمنية التي كانت سببا اساسيا في كل ما لحق بشعبنا وبلدنا وثروتنا من ويلات ومآسي واستنزاف ، ووصل الى إنكار حقنا في بلادنا وإنسابنا الى جاليات وأعراق أجنبيه !! وإصدار النصائح لبعضهم البعض بوضع خطة للاندماج الوطني في الجنوب لتجنّب خطر دعوات الانفصال المتزايدة … كل جنوبي بما فيهم من يتقلد مناصب في نظام صنعاء يدرك إستحالة تخلص اليمن من قواه المتنفذة التي اوصلت الجنوبيين اليوم إلى إعلان تمسكّهم بهويتهم الجنوبيه العربيه وخلع الهويه اليمنيه التي فرضت عليهم 27 سنه لم يجنوا خلالها الا كل ما يكرهون ..

ومن يتمسك بها بوعي او بدون وعي إنما يقف في صف من يسعى لاحتواء الثورة من داخلها ، أو انه لا يدرك خطورة هذا التوجه الذي يسير فيه ، ولكي نجلي الشك باليقين ندعو اللجنه التحضيريه للمؤتمر الجامع الى اعداد ( وثيقة ضمانات ) لطمأنة كل من شارك في حكم الجنوب وادخله الوحدة بضمانات مكتوبه توقع عليها كل مكونات الثورة الجنوبيه تضمن عدم فتح أخطاءات التجربة مستقبلا مقابل ان الكل يصدق في موقفه مع الثورة واهدافها وأولها التمسك بالهويه الجنوبيه وخلع الهويه اليمنيه استجابه لاجماع الشعب الجنوبي في مليونياته المتتاليه … كما فعل الأخ الاستاذ علي سالم البيض رغم تكتيفه باغلال اخرى نأمل له التخلص منها ، ومطلوب من البعض التوقّف عن محاولات شق الصف عبر توجيه دعوات حوار في فترة كانت اللجنه التحضيرية للمؤتمر الجامع قد أكملت مهامها وبدأت خطوات لإعلان موعد مؤتمر الجنوب الجامع

ثورة شعبنا تمر بمرحله دقيقه وتتعرض لمحاولة الاحتواء من الداخل كما يعتقد من يقوم بذلك ، لكنها ثوره غير قابلة للتراجع
رحلات صنعاء تثير تساؤلات بين شباب الثورة وما يدار اليوم وراء الكواليس لا يضل سرا ، والمشتري أول من يحتقر البائع لقضيته والخاذل لثورة شعبه والمستهتر بدماء الشهداء .
من سيتساقطون في مسيرة ثورة شعبنا لا يشكلون أضعاف للثورة بل هم أدران في جسم الثورة بتنظيفها تتجّذر الثورة ويقوى عودها وتتقدمها العناصر المؤمنة بها ويصبح ممكنا نيل الاستقلال وبناء الدوله الجنوبيه الفيدرالية كاملة السيادة على كامل تراب الجنوب العربي ، الضامنه للأمن والاستقرار والتنمية والحافظة لمصالح الوطن والمواطن وتبادل المصالح مع الآخر .

شاهد أيضاً

عدن محافظة منكوبة

بداية، ببالغ الحزن والأسى نتقدم بأصدق التعازي والمواساة القلبية لذوي الشهداء جراء هذه الكارثة، فكل …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *