هذه المقالة للكاتب محمد الغزالي شدة انتباهي لحظه من الزمن في التفكر في مضمون كلماتها ، فكرت في واقعنا المعاش ، قلبت صفحاته المتراكمة والمتشعبة ، على مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية ،عشت في تلك الصفحات المتشعبة رحلة طويلة يقطعها الشباب بين حلمهم وحقيقة الواقع المعاش الذي دائما ً ما يخالف أحلامهم ، عندما يكون لســـــــــان حالهم كشباب في فترة عمريـــــــــه أنا أريد أن أكون كذا والأخر أنا أريد أن أكون كـــــــــذا، على اعتبار أن لهم أحلام وطموحات محددة يسعون للوصول لها وعيشها واقعاً ، ويستغلوا الفرصة التي أحيانا كثيرة يجدوها بشـــــق النفــــــس ليلتحـــــــقوا بتلك الكلية التي رسموا على جدرانها مستقبلــــهم وأحيانا لم يحالفـــــهم الحظ ليلتحـــــقوا بالتعليم الحكـــــــومي فيلتحــــــقوا بالتعليم بالنفقة الخاصة والتعليـــــم المـــــــــوازي ،.
تمر سنوات الدراسة وتنتــــــــهي فيجـــــدوا أنفسهم حاملين لذلـــــك التخصص الذي كان حلمــــــاً وأصبح واقعـــــــاً ، تمــــر الأيـــــــام وتجدهم يبحـــــثوا عن تلك الوظيفة التي ظــــــلوا يحلموا بـــــــها، ولكن لم يجـــــدوها بسبــــب أن هناك الكثير من المخــــــرجات والخريجيــــــن من التخصصـــــات لا يـــــزالوا ينتظـــــروا دورهــــــم في الأحقية بامتــــــلاك تلك الوظيفة ، فيراود عقولهم سؤال مـــــتى يحين دورهم ؟ ، فإذا بهم يخـــــــوضوا معركة صعــــــبه مع الحيـــــــاة القاسية التي لن ترحــــــم ولن تعطــــــي من لا يسعى ، فيجدوا أنفسهم أمام واقــــــع إن استسلـــــموا بسهولة له ، لا شك أنهم سوف يتـــــعرضوا للكثيــــــر من المشاكـــــل الإجتماعية فهنـــــاك من هو عائــــــل لأسرة وهنــــــاك من هو على باب الزواج وهناك الكثـــــير والكثيـــــر ، طيب يسألوا أنفسهم ما هو الحــــل؟، هل نستسلم أم نكافح ؟، .
فيكــــــون الواقـــــع مع العمــــل إلى متى يظـــــل هذا الحال كما هو ؟!، تجد أحلامهم مع مرور الوقـــــــت تتبدد أمام أعينهم مثل الســــــراب تمر سريعـــــاً ، فهنــــــاك من يدخل فــــي دوامه تفكــــــير كنتيجة طبيعيـــــة لما وصل له الحــــــال ، فيبدأ تدريجــــــياً غير متحــــــكم في نفسه ، فتراه يتدحـــــــرج سريعاً إلى أحضان البطالة، فتراه تدريجياً وهو ما نراه عند الغالبية اليوم من الشباب يدخل في دوامه اليأس والانحراف فالغالبية من الشبــــــاب مروا من هنا مروا بهذه المعانـــــــاة ، لم يكونوا يومــــــاً كما نشاهدهم في هذه الحالة ، بل هي نتيجة حتمية وصلــــــوا لها بسبب الواقــــــع ، لقد تدحرجوا إلى أحضان البطالة بالقـــــوة وبدون إرادتهم ، لم يكونــــــوا يحلمــــــوا بهذه النتيجة التي أصبحوا يعيشون فصولها واقعاً .
لقد ضــــــاع مستقبـــــــلهم وأحلامهم وأصبحت سراباً ، آه آه آه كم أنــــــــت مؤلــــــــم أيها الواقــــــع!!! ، لا ألوم الشباب الذين نـــــــراهم اليــــــوم في الأركـــــــان وفي الشــــــوارع فلا شـــــــك أنهم مثل أي إنسان طبيعي يكون له أحلام ثم يـــــــؤثر عليه الواقـــــــع وصعوبــــــاته والبيئة المحيطة من حوله فيصبــــح كنتيجة طبيعيــــــة مثل ما نراه ، هذه النتيجة اليــــــوم من يتحملها وحده هو من كان مسئولاً عن هؤلاء الشباب ، من كانـــــــوا بيدهـــــــم سياسات الدول ومصالـــــح النــــــاس فقط ، أعان الله ملايين من الشبـــــــاب استسلــــــموا لصعوبــــــات الواقـــــع وخضعــــــوا له دون إرادتهم ، وأعان الله من كان حامـــــــلاً إلى اليــــــوم شعار أريد أن أبقى أريد أن أعيش وبدون استسلام ، من يصنعوا فرص لأنفسهم كالإغتراب في بلدان غير بلدانهم مؤمنين بمرارة بالقول الشعبي ” بلدك حيث ما رزقت وليس الذي تخلق بها “، لكنها المجازفة دوماً ولكنهم يعشقونها للإبتعاد قصراً لا طواعية عن واقعهم المعاش، هروباً من مشاهدات نراها اليوم كثيرة تتجلى فيها صور الجريمة ،والبطالة ، وانتشار المخدرات ، في الواقع المعاش من حولنا بين الشبــــــاب كانت محصـــــله لتدحرج أحلامهم إلى أحضان البطالة.