* طرح جريء للأستاذ/ محسن محمد ابوبكر بن فريد (العولقي) حول ثورتي سبتمبر وأكتوبر في موضوعه المنشور في (الطريق) الخميس الماضي، والتفكير بالبديل المنطقي والمؤثر اليوم، بدلاً من التطبيل والتزمير على مدى نصف قرن لم نجن منه إلا المآسي والحروب التدميرية، وهو ما زاد أثره في ظل (واحد وعشرين سنة كبيسة) قاتل الله صناعها.
* والحقيقة دائماً أن (أهل الرابطة) يتجلون برؤاهم المعقولة، لكن لا من مستجيب لها، وأتذكر مبادرة الأستاذ/ عبدالرحمن الجفري قبيل الوحدة والمقدمة للمكتب السياسي للاشتراكي والمتضمنة أولاً مصالحة وطنية جنوبية، ثم الدخول في مفاوضات الوحدة التي كانت القدر والمصير، ولم يستمع للرجل ولا لمبادرته ومعه عدد من الأحزاب على ما أظن – وهكذا (وقع الفأس في الرأس) الذي لا يقدر على مداواته مرهم (أبو فاس)! · وقبل عام تقريباً تقدم حزب الرابطة بمبادرة هي ربما (الخامسة) لإنقاذ الوطن من المحنة والحرب والتمزق. ونشرتها عدة صحف ومنها (الطريق)، وهي رؤية وطنية ناضجة وهادفة، تعبر عن (وحدوية الرابطة) التي تعتبر أن (اليمن الطبيعية) هي الجنوب العربي منذ التاريخ القديم، وهذا قد أكده كاتب عربي مصري قومي عام 1968م في كتابه المرسوم (اليمن.. شماله وجنوبه، تاريخه وعلاقاته الدولية..) وأثبت نفس المعنى – (الكاتب هو: محمود كامل المحامي).
* إذن.. نحن نتفق مع الأستاذ محسن على طرحه ونختلف معه على جزئيات، كأن يحمل على الثورة والثوار ويحملهم الفشل وما آلت إليه البلد، لكن ذلك يتحمله القادة والأحزاب الحاكمة للوطن بشطريه (سابقاً) والموحد (حالياً) ولا غبار على الثورتين، ولا ننكر التضحيات والدماء التي سالت.. لكننا قد نتفق معه حول ما ذكره عن أفضلية وضع ما قبل الثورة مقارنة بوضعنا اليوم، وإن بتفاوت، ولكن ذلك لا يكون نقيصة في أن نقول الحقيقة بعد نصف قرن من الزمان..!
*ألم تسقط مصر مبارك بيد الثوار الشباب، وهو كان من سابع المستحيلات وأن ما يجري اليوم هو تصحيح المسار للمرحلة القادمة، بعد ظلم وجود وإنكار لمبادئ ثورة (23 يوليو) التي انحرفت بها القادة ما بعد عبدالناصر..؟!
* إن وضعنا وبما طرحه الأستاذ بن فريد يجعلنا نقول ما قاله الأولون: (شدت خيول العوالق يا ليتني عولقي..) وهو ما يعني أن ثورتي (فبراير – استنادا إلى أحداث 13 يناير 2007م في الجنوب، و 16 فبراير 2011) في الوطن كله يدفعنا للقول: لقد جبت الثورتان ما قبلهما وسبق الجنوب شماله بعكس الأسبقية في الماضي مع فارق السنوات ما بين (2007 ، 2011م) و (1962 و 1963م).
* المقال جريء ومليء بالأفكار التي تحتاج إلى تناولات الساسة والكتاب وكذا الأكاديميين والصحافيين المتخصصين بشؤون الثورات والمناضلين، ثم من تبقى من قيادات (سبتمبر وأكتوبر) أطال الله في أعمارهم.. لكي نرى جدلاً يرفع من شأن وإنقاذ الوطن ويخرجه من أزماته، ولكن ليس بالاجتثاث كلياً، بل (بالانقطاع والتواصل التاريخي) وأخذ ميزات الماضي التي هي منجزات فعلية لكي لا نبخس الشهداء والدماء التي روت تربة الوطن، ومن ثم إحقاق الحق لمن ضحوا في الماضي والحاضر، انطلاقاً في قوله تعالى : (بلدة طيبة ورب غفور)..
* شكراً أستاذ بن فريد العولقي..!
*نقلا عن صحيفة ” الطريق”