هي حالة من قلة الخير.. لا يقتصر وبالها على الآخرين بل تبدأ بصاحبها.. فهو بين تسطير جملة وأختها إنما يمسح بها موقفاً حسناً سابقاً له حتى ولا حسنة تبقى ليذكرها له الناس!!.. وتجده، في كل الأحوال، لاهثاً قلمه سيّالاً بين التضليل والتأزيم لصالح طرف على حساب طرف آخر، يا لرخصها من هواية مأجورة!!
هو في هذه الحالة عدو نفسه، وهو بهذا أقرب إلى الجاهل.. ومن يستعدي نفسه، يهون عليه استعداء الآخرين.. تجده يرفع الراية البيضاء لأحد الأطراف الذي تفرض عليه المروءة أن يعانقه صفحاً ووداً.. فيمكث، متلوّناً بما يتناسب معه، ما قدّر الله له أن يمكث.. ثم ينقلب رأساً على عقب، وقلمه المأفون معه، فيقذف نفسه لطرف آخر ممارساً هوايته لصالحه…. وهكذا دواليك!
نعم.. ليس له حل.. ((إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث)).. يسوقه التضليل والتزييف لتخيلات وتصورات ليس لها أساس من الواقع.. وتجذبه حالته المزرية للتشويه والانتقاص بحق شخصيات وطنية معروفة للقاصي والداني بسلامة منهجها وصدق لسانها، فلا تملك حياله إلا أن تتمثل بقوله تعالى ((وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً)).
تباشر شعب الجنوب العربي بانعقاد لقاء نظمه المعهد الوطني الديمقراطي – الامريكي في الأردن، لما له من دلالة واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار.. فالقطب الأوحد العالمي يعقد لقاءً يناقش فيه قضية وطنهم.. ويدعو فقط ابناء الجنوب العربي.. وتدور حوارات ذات معنى واضح جلي وهو تحقيق إرادة شعب الجنوب العربي.. ثم يصدح الأستاذ محسن بن فريد، أمين عام حزب رابطة الجنوب العربي الحر”الرابطة”، بتصريح يحوي انطباعه المتولّد لديه من خلال مشاركته في اللقاء، بقوله [قبل ندوة عمّان كنت مؤمناً بأن الدولة الجنوبية الجديدة قادمة، أما بعد الندوة فقد أصبحت على يقين من تحقيق ذلك]، فيشحذ الهمم ويؤكد جازماً بإمكانية المضي في تحقيق إرادة شعب الجنوب العربي إذا قمنا بما أكدت عليه حوارات اللقاء من وحدة “القيادة والرؤية وبنية تنظيمية للعمل”، ويقدّم باسم حزبه (مشروع لاستقلال الجنوب) تم نشره في أغسطس الماضي يمثل خارطة طريق لتحقيق إرادة شعب الجنوب العربي، وتم تسليمه للجنة التحضيرية للمؤتمر الجنوبي الجامع، لمن أراد الاطلاع عليه:
http://salparty.org/docs/52/
فإذا بأحد المأزومين، بلا خجل ولا وجل، يهمز ويلمز ويسخر ويقدح ويذم ويثبط الهمم، بمقالة على صفحته في الفيسبوك حول اللقاء في الأردن!! بإسقاطات ليس لها محل من الإعراب في الجملة السياسية الإقليمية!! وينكز جهود المخلصين لوطنهم وشعبهم!! ويصمهم بما ليس فيهم مضللاً ومزيفاً للقاء وما دار فيه وما خرج به المشاركون!!.. ويشبّه مواطنين مخلصين لوطنهم بمحتلين لهم!! ويخلق جو توتر وعدم انسجام بين القياديين الجنوبيين وشعبهم الجنوبي بتحميلهم أوزار المحتلين اليمنيين المتمثلة في سوء الحالة المعيشية والأمنية!! بل وينتقل بكل بجاحة ووقاحة من التضليل إلى إثارة الفتنة، النائمة الملعون من يوقظها!! فماذا يريد أمثال هذا الفتّان من النفخ الشيطاني إلا أن يصنع فاشية في كل محافظة!!.. ويحشر نفسه كجزء من الأزمة، لعله يجد قوتاً من هنا أو هناك!!..
لا شك أنه يحتاج لدروس في الأخلاق والوطنية.. وبالمرة في النحو والإملاء!!
الغريب والعجيب.. أنك ترى أناساً تحسبهم من العقلاء لا يتورعون عن شكره على تخرصاته!! هل صدّقوه؟ أم أن شيئاً مما قاله وجد صدى في نفوسهم، لماذا إذاً لم يحددوا على أي شيء كان شكرهم؟!!
عموماً ”عند الصباح يحمد القوم السُّرى“.. ولله في خلقه شؤون.
21 يونيو 2014م