التمسك بالهوية الجنوبية امام اطماع تدحضها حقائق التاريخ

عبدالله أحمد الحوتري
عبدالله أحمد الحوتري

اليمن والشام تسميتين جهوتين لما يقع شمال ويمين البيت الحرام … أقيمت في كل منهما عدد من الدول .. لم نرى سوريا وهي الدولة العربية الاكبر والأقوى في جهة الشام تدعي ان بقيه مناطق الشام هي أرض سوريه بخلاف ما يحدث من حكام صنعاء سابقا ولاحقا – فالإمام يحيى بعد ان سلمت له الدولة التركية كل المناطق التي كانت تحت نفوذها وذلك على اثر هزيمتها في الحرب العالمية الأولى 1918م قام بتغيير اسم المملكة من المملكة الهاشمية الى المملكة المتوكلية اليمنية وبذلك ظهرت لأول مره في التاريخ الهوية اليمنية كهوية سياسية لشعب تلك المملكة فقط ، وظهر لاحقاً إن إطلاق تسميه اليمنية على مملكة الأئمة كانت مرتبطة بتحقيق أطماع توسعيه لحدود المملكة تمتد لتشمل كل مناطق التسمية الجهوية من الركن اليماني في الكعبة المشرفة شمالا إلى البحر العربي جنوبا .. ولتحقيق ذلك نشر الامام عبر ( أعمدة النظام وعلماؤه) الدعوة لتحقيق وحدة الارض اليمانية في دولة واحدة ، ووجدت هذه الدعوة قبولاً واستعداداً لتحقيقها باستخدام فتاوى ( تحليل غنائم الحرب ) وأطلقوا على حروبهم تسمية ( غزوات الفتح ) لاستمالة القبائل ومشاركتها في حروبهم التوسعية بدا بالحرب على اليمن الأسفل ثم تهامة والاتجاه شمالا لاكتمال احتلال الاراضي الإدريسية وانتهت حرب الشمال باتفاقيه 1934م بين الملك عبدالعزيز والامام يحيى..

وفي الجنوب توقفت اطماع الامام يحيى عبر استخدام القوة فاتبع الغزو الفكري ليمننه الجنوب العربي وقاد هذا الغزو الفكري ابناء المملكة المتوكليه الوافدين الى عدن اما هروبا من حكم الامام او طلبا للعيش الكريم وساعدهم لاحقا انتشار الفكر القومي الداعي الى الوحدة العربية ثم استخدموا تقديم دعمهم للكفاح المسلح في الجنوب وسيله ليمننه الجنوب العربي ولا زال الشهود على هذه الفترة احياء وهم من أوائل مناضلي الكفاح المسلح ..

اما ما ورد في مقابله الاخ / محمد غالب احمد عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي اليمني المنشورة في صحيفه عدن الغد فقد ظهر التباس وخلط بين التسميه الجهوية والهوية السياسية .. فمثلا نراه قد استشهد بقصيدة امرؤ القيس ( دمون انا معشر يمانيون ) مع ان هذه القصيدة قيلت في فترة لم تكن هناك هويه سياسيه يمنيه او أطماع اقامه دوله يمانيه على حدود التسميه الجهوية ، ذلك ان الهوية السياسية والأطماع لم تظهر الا بعد الحرب العالمية الأولى ( عام 1918م ) ولذلك فما قاله امرؤ القيس حجّه داعمه لما نقول وليس حجه داعمه لمن يقول اننا جزء من المملكة / الجمهورية العربية اليمنية ، ايضاً قول عمر بن ابي ربيعه ( فقلت كلاً ولكن منتهى اليمن ) حجه أخرى تؤكد التسمية الجهوية للمنطقة ، فلحج المنتهية جنوبيا بالبحر العربي هو الحد الجنوبي للتسمية الجهوية لليمن .. أما تهنئة ملكة بريطانيا فالعرف الدبلوماسي لا يسمح لها قول غير ما قالت ، يا استاذ محمد وانت اخبر منا بذلك .. وحتى يتوقف الجدل حول (هل الجنوب العربي جزء من دولة المملكة المتوكليه اليمنية ثم الجمهورية العربية اليمنية ؟؟ ) دعونا نحتكم لتفسير الحديث النبوي الشريف ( الايمان يمان والحكمة يمانيه ) هذا الحديث الشريف الذي اقيم له نصب امام جامعة صنعاء مدّعين انه قيل في من سبقهم من أهلهم فأن وجدنا ان هذا الحديث الشريف ينسب ( الايمان والحكمة ) لأناس كانوا يعيشون في حدود المساحة التي اقيمت عليها المملكة اليمنية ثم الجمهورية … فقد صدقوا فيما ادعوه ونسبوه لأنفسهم ، وان وجدنا غير ذلك فماذا نقول لمن لم تسلم الاحاديث النبوية من تطاوله عليها وانسابها لقومه وهو يعلم بخطأ ما يفعله ؟؟ .. هل نلومه على الخلط المتعمد بين التسميه الجهوية والهوية السياسية بإضافة (اليمنية) على أسم دولته وادعاءه بشمول الهوية السياسية اليمنية لسكان المنطقة الجهوية في المملكة العربية السعودية والجنوب العربي ؟؟؟… هل نلومه على تزوير التاريخ ليثبت ان الجنوب فرع من أصل (أقرأ مجلدات واحديه الثورة اليمنية 26 سبتمبر62م و14 اكتوبر 63م ) ليثبت ان ثورة الجنوب لم يكن لها ان تقوم لولا نجاح انقلاب سبتمبر متجاهلا التاريخ النضالي للمقاومة الجنوبية التي لم تتوقف منذ احتلال عدن 1839م حتى خروج المستعمر في 1967م .. هل نلومه على تدمير المعالم الأثرية والمساجد القديمة والأبنية في الجنوب بعد احتلاله في 94م وفرض النمط المعماري اليمني عند اعادة البناء ؟؟ نحن امام قوى طامعة متنفذة بدون التخلص منها لن تستقر الاوضاع في هذه المنطقة ولن تعرف الأمن والاستقرار وقد أصبحت تشكل خطرا في وجه المستقبل الآمن لشعبها ولدول الجوار في جنوبها وشمالها بل ومصالح الإقليم والعالم في هذه المنطقة …

شاهد أيضاً

محمد عبدالله الموس

شهداء، لا بواكي لهم

كانت الواقعة الى الشرق من شقرة في جبل العرقوب، مجرد كلمة مست شرف عدن، حاضرة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *