ورد هذا المصطلح ( ذهنيوديناميكية ) في سياق مقابله طويلة مع الأخ نصر النقيب عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي وقد ذكرتني هذه المفردة بمقوله كان يرددها أحد الأصدقاء الحضارم تعليقاً على ضحالة تفكير بعض القيادات التي كانت تقود الجنوب وأوصلونا إلى حيث ألقت برحلها أم قشعم، كما يقولون، فقد قال صاحبي الحضرمي ( كنا نعتقد أن مفردات الإمبريالية ، والأيديولوجية ، والرجعية .. الخ ، تعني أن هناك عقول كبيرة وراء هذه المصطلحات، ثم تبين لنا اننا كنا راكبين باص سواقه ما يشوف الطريق) الله يسامحك يا نصر النقيب ، أنت تعرف أن 99% من القراء لن يدرك معنى مفردة ذهنيوديناميكية بما في ذلك أنا وأن كنت أتوقع معناها ديناميكية التفكير ليتعاط مع المتغير وهي تذكرني بمصطلحات المساطيل ( كبر الجي وروق الدي ) يعني كبر الجمجمة وروق الدماغ .
لم أتمكن من قراءة الجزء الأول من المقابلة ولا أجد ذلك مهم ونحن نكرر أنفسنا بطريقة ( حارقة )، نحن كمان نخترع مفردات، بس أكيد يفهموها الناس.
أهم ما لفت انتباهي في مقابله القانوني نصر هي مقولة أننا كنا شعب بلا هوية حتى من علينا اليمن بمنحنا هويته، وهو لم يستطع أن يخفي الطابع الإقصائي في ثقافتنا التي عصفت بالجنوب طوال السنوات ما بعد الاستقلال حتى تم البيع في 22/5/1990م بشعار الوحدة ، لم يستطع أن يخفي عدم رضاه ، نقولها مجازا ، عن الرافع شعار هوية الجنوب العربي ليس لأنها ليست وارده ولكن لأنها جاءت من طرف لوثت علاقتنا به ثقافة صناعه الكراهية التي أصابت الجنوب في مقتل وأوصلته إلى ما هو عليه اليوم (متناسيا أخونا نصر أن هناك تصالح وتسامح شهده الجنوب لكن لم نعلم ألا اليوم أن هناك استثناءات من هذا التصالح والتسامح حسب الحالة النفسية للمتصالح والمتسامح .
منذ كنا صغارا ونحن نسمع بمفردة اليمن بوصفها بلد أخر غير الجنوب وكنت أسمع جدتي فلان سافر اليمن أو جاء من اليمن وكانوا يرددون أن الوصول، برا، إلى الأراضي المقدسة يتم عبر اليمن ولم أسمع يوما أن عدن أو حضرموت أو غيرها من مدن الجنوب يمنيه ، ليست المسألة في أسبقية صك الملكية لكن الأسبقية لشرعية وصحة هذا الصك أيها القانوني الفذ .
أن الخلط بين مسمى الجنوب العربي كجغرافيا وبين إتحاد الجنوب العربي التي تأسس خلال السنوات الاخيرة للاحتلال البريطاني يشكل عوار في الحجة كما تقول مفردات أهل القانون وقضيه كهذه تستوجب على رجل بحجم الأخ نصر النقيب البحث والتمحيص لأن هذا الخلط وقع فيه آخرين بصورة لا تليق بسياسي ومثقف وكاتب ..
يا نصر ، باشا ، نحن عشنا حاله هستيريا جنوبيه عقبه الاستقلال هذه الهستيريا تمثلت في المطالبة بتخفيض الرواتب وإحراق الشيادر وتأميم التاكسي والدكان و(غلقنا الحساب) بيمننة الجنوب فطالما وقد عدنا إلى رشدنا وشرعنا في تصحيح أخطاء هذا الهوس فمن باب أولى أن نعيد إلى جنوبنا العربي مسماه وهذا لا يتعارض مع أي وحده كانت فمشكلتنا مع دعاة اليمننة أنهم يريدون تملك الجنوب فيما ينطلق دعاة الجنوب العربي من أنه أذا تمت وحده فلتكن وحده شراكه لا تملك للجنوب باسم الوحدة .
اللهم أنا بلغنا اللهم فشهد.