كان قرار الغاء الهوية السياسية لشعب الجنوب العربي والحاقه بالهوية اليمنية قد مثل الخطأ القاتل الذي وقعت فيه التجربة الجنوبية خلال الفترة 1967/1990م واصبح سببا رئيسيا في ما وصل له شعبنا اليوم من مأساة لا تطاق شملت كآفة نواحي حياة هذا الجيل واوصدت الأبواب امام تطلعه الى حياة حرة كريمة ، ويصبح عجز هذا الجيل على انهاء هذه المأساة يعني ضياع شعب هذه المنطقة ( الجنوب العربي ) وانغراض اجياله القادمة بذوبانها في هوية شعب آخر، يفوقه عشرات الاضعاف ويفوقه ايضا في القدرات المادية ومأوى لمافيا الفساد والإرهاب ، انها المأساة التي نسجت خيوطها اطماع المتسلطين تحت اوهام الجنة الموعودة لشعب يطمح الى حياة سعيدة .. ولكن النتيجة جاءت بفشل تحقيق اطماع هواة توسيع نفوذهم وتسلطهم خارج نطاق البلد الذي وصلوا لحكمه، فسقطوا ووقع شعبهم ووطنهم تحت هيمنه من ارادوا اسقاطه، وكان انتقامه من شعبنا المغلوب على امرة مريرا مهلكا مذلا، وصل حد انكار انتمائهم لوطنهم، وانسابهم الى شعوب اخرى جاء بهم الاستعمار البريطاني كجاليات … اما الأرض (الجنوب العربي) فقد عادت لأهلها الحقيقيين (حد قول المنتقم) بعد ان حرموا منها بقوة الاستعمار !! امام هذا الوضع الاحتلالي الاستيطاني الذي لم تشهد شعوب الأرض مثيلا له عدى فلسطين (اجتثاث شعب من وطنه واحلال شعب بديل) تحت وهم واحدية الشعبيين … قاد شعبنا الجنوبي ثورة سلميه شعبيه حدد هدفها بالتحرير والاستقلال والتمسك بهويته الجنوبية المستقلة وبناء دولته الديمقراطية الفيدرالية المستقلة على كامل تراب وطنه .. من اجل بلوغ هذا الهدف سالت دماء ابناء الجنوب في كل شبر من الأرض الجنوبية ولا زالت قافله المناضلين مستمرة مشاريع شهادة لتحقيق هدف الثورة … فرض ثوار الميادين اعتراف الإقليم والعالم بقضيه شعبهم وطالب امين عام مجلس التعاون الخليجي بأسم دول المبادرة وكذلك ممثل الامين العام للأمم المتحدة ومبعوثه لمتابعه حل ازمه اليمن وقضيه الجنوب طالبا من القيادات الجنوبية ومكونات الحراك السلمي الجنوبي ابراز قيادة جنوبيه تمتلك شرعية التخاطب مع دول المبادرة والدول الراعية باسم مكونات الثورة السلمية الجنوبية وقضيه الجنوب … وهنا ظهر خذلان بعض القيادات الجنوبية لثورة شعبهم وهدفها المعلن في مليونياته المتعاقبة … ليس هذا فحسب بل سعت بعض القيادات لشرذمة مكونات الحراك السلمي الجنوبي بنقل ماضيها الصراعي الى مكونات الثورة بل وربط الثورة بمحاور الصراع الاقليمي ، وهو ما يعني اجهاض الثورة !!! الاختراقات في صفوف الثورة من قبل نظام الاحتلال اليمني لا يضعف الثورة بل يصلّب عودها … لكن الأكثر ايلاما ذلك العبث والخذلان الذي تمارسه قيادات نحسبها مساندة للثورة، فاذا بها تضع العراقيل في الطريق الى النصر عبر اتباعها في الساحة الجنوبية … امام هذا العبث والاختراقات بدأ مؤخرا نشاط مكثف ولقاءات وتواصلات تقوده القيادات الميدانية والمكونات الشبابية الأكثر نضجا وعطاءا في مسيرة الثورة ، تهدف الى تحديد هدف الثورة بمفردات لا تحمل التأويل تحتل الهوية الجنوبية العربية الصدارة ، ويكون التمسك بها مقياسا للولاء للثورة والوفاء لدماء شهدائها وتجسيدا لتطلعات شعبنا الجنوبي العربي العظيم ، وقاعدة لنجاح دعوة التوافق الجنوبي ، بعد ان يصبح الطريق معّبدا لإجماع القوى الحاملة للثورة واهدافها على ابراز قيادة سياسية عبر مؤتمر جامع يعطيها الشرعية الثورية للانتقال بالثورة الى ابراز الفعل السياسي الناقل للفعل الميداني ، الى مختلف المحافل الإقليمية والدولية ، والمحقق لأهداف الثورة عبر اقرار دول المبادرة والدول الراعية بأحقية شعبنا في نيل استقلاله وبناء دولته الجنوبية المستقلة … انها مهمه قابله للتحقيق بمجرد ايقاف عبث العابثين من قبل المناضلين الجاعلين من انفسهم مشاريع شهادة في سبيل انتصار الثورة …
بقلم / عبدالله الحوتري