بأي عين ترى، السيدة ماريوت ؟

محمد عبدالله الموس
محمد عبدالله الموس

تخلت السيدة الجميلة جين ماريوت ، سفيرة المملكة المتحدة، عن دبلوماسيتها حين قالت، في بيان صادر عن السفارة بصنعاء، قالت (ضمنا) أن حكومتها لا تعترف بحق الجنوبيين في إقامة دولتهم، وهو ما يعني (ضمنا) أيضا أنها لم ترى الملايين التي خرجت يوم 14 اكتوبر 2014م في المليونية الأضخم الـ (13) لتطالب بحق طبيعي لشعب الجنوب العربي، مثل كل شعوب الأرض في إقامة دولتهم ورعاية مصالحهم وتبادل المصالح مع الآخرين.

اعرق ديمقراطيات الأرض، المملكة المتحدة، التي أقرت بحق الاسكتلنديين في الاستفتاء على البقاء في المملكة المتحدة أو الاستقلال وتدعم بقوة استقلال شعوب أوروبا، تنكر على شعب الجنوب هذا الحق.

أن الحقوق التي يتمتع بها المواطن الاسكوتلندي في ظل دستور وقوانين المملكة المتحدة جعلت الاسكوتلنديين يصوتون للبقاء في المملكة المتحدة، فيما المواطن في الجنوب العربي لم يحصل حتى على الحقوق التي أقرت في النقاط العشرين السابقة لحوار الموفمبيك.

يا سيدتي،، أن الوضع أشبه بإنسان تدوس على رأسه بقدميك وحين يصرخ تلتفت إليه وتقول (أن هذا وضع مؤلم بالفعل لكن حكومة المملكة المتحدة تدعم هذا الوضع).

وإذا قال قائل أن هناك هوية اسكوتلندية فنقول له أن الجنوب العربي جزء من الأمة العربية لكنه لم يكن يوما يمنيا، وذلك ليس انتقاصا من الهوية اليمنية لكن هذا هو واقع الحال، وقد اقر بهذا احد القادة المؤسسون لدولة الجنوب بعد الاستقلال وهو الرئيس علي ناصر محمد حين أشار مؤخرا، في حوار صحفي، إلى أنهم وضعوا مجموعة تسميات للجمهورية الوليدة كان من ضمنها (جمهورية عدن) وهذا يدل دلالة قاطعة على أن يمننة الجنوب كان قرارا سياسيا.

أن الجنوب دخل في وحدة طوعية في 1990م، وكان جزء كبير من شرائح المجتمع في الجمهورية العربية اليمنية يرفضون هذه الوحدة، بل وتصدوا لها بقوة، وحين تم الانقلاب على هذه الوحدة في 1994م كان رافضو الوحدة في مقدمة الصفوف لقتال الجنوبيين، ومورس بحق الجنوب والجنوبيين، من العبث والتدمير والسلب والنهب والتسريح القسري خلال بضع سنوات بما لا يقارن مع ما فعلته بريطانيا العظمى على مدى 129عاما.

بل على العكس من ذلك تماما، فقد عملت بريطانيا على إحداث نهضة نسبية في الجنوب، خصوصا في عدن وبعض مدن المحميات، في مجالات التعليم والمنشاءات ونظام الإدارة والتشريعات وغيرها.

يا سيدتي السفيرة، لست دبلوماسيا محترفا، لكني اعرف أن الدبلوماسي يخدم حكومة بلاده ويرعى مصالحها وينقل لحكومته قراءته لما يراه ويسمعه، وأظن أن سكان (10 داو ننج ستربت) قد رأوا وسمعوا ملايين 14اكتوبر 2014م التي لا زالت حتى اللحظة في ساحة الحرية تفترش الأرض وتلتحف السماء، فمصالح الدول ترتبط عادة بما يرضي الشعوب ولا نعتقد أن اعرق ديمقراطيات الأرض تملك وسيلة جديدة تحمي بها مصالحها تقوم على قمع إرادة شعب الجنوب.

عدن 17/10/2014م

شاهد أيضاً

محمد عبدالله الموس

شهداء، لا بواكي لهم

كانت الواقعة الى الشرق من شقرة في جبل العرقوب، مجرد كلمة مست شرف عدن، حاضرة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *