ياشاكي السلاح – شوف الفجر لاح
حط يدك على المدفع – زمان الذل راح
هكذا كان الشاعر الوطني المبدع ، عضو حزب الرابطة ، الأستاذ عبدالله هادي سبيت ، يهز مشاعرنا ووجداننا ، ونحن طلبة في مصر في ستينيات القرن الماضي . بل كان يهز وجدان كل الجنوب العربي حينها… ويبشر بالفجر الجديد .
كان الأستاذ شيخان الحبشي ، ثم شيخان والسيد محمد علي الجفري ، أول من طرق أبواب الأمم المتحدة في نيويورك في عام 1959 ، وعرضا القضية الجنوبية كقضية تحرير واستقلال .. ووحدة الثلاث وعشرين سلطنة ومشيخة وإمارة ، في كيان سياسي جنوبي عربي واحد .
كان سفير ومندوب الإمام أحمد حينها، إن في الأمم المتحدة أو في جامعة الدول العربية ، أو في المؤتمرات الآسيوية والأفريقية، وكذا مؤتمرات دول عدم الانحياز ، كان مندوب الإمام هو من يتصدى لقيادات الرابطة في تلك المنتديات والتجمعات الدولية ، من منطلق إن الجنوب “تابع” لليمن.. وإن “الفرع” ينبغي أن يعود إلى “الأصل”.
وفي وسط هيجان المد القومي و “الثوري” الذي كان طاغياً في النصف الأخير من القرن الماضي ، ووسط الصراعات الإقليمية والحرب الباردة بين الشرق والغرب في تلك الفترة ، تاه الجنوبيون وتاهت قضيتهم في تلك الصراعات ، التي لم يكن لنا فيها ناقة أو جمل، وتم محاربة و “تغييب” و “تشويه” صوت العقل . وضاعت الحكمة والبوصلة الوطنية الراشدة .
وفي ليلة الاستقلال، ركب الجنوب والجنوبيون المركب الصعب ، الذي أوصلنا في نهاية المطاف إلى باب اليمن في عام 1990. ثم كانت تجربة الوحدة ” المريرة ” ، التي تحولت ، بعد حرب صيف 1994 الظالمة ، إلى “استعمار” ، كما قال جنرال الحرب علي محسن الأحمر .
هذه حقائق تاريخية أعتقد جازماً إن كثير من شباب الجنوب، الذين يفترشون اليوم ساحات الشرف، في ساحة العروض في عدن.. وفي بقية الساحات الجنوبية، أعتقد انهم لم يسمعوا بها أو يدركونها. فقد تم تشويه وطمس هذه الحقائق التاريخية بطريقة مقصودة وممنهجه طوال العقود الأخيرة.
وما أشبه الليلة بالبارحة ..؟
فها هو شعب الجنوب يقف اليوم في فترة تاريخية ومصيرية فاصلة، شبيهه بالفترة التي كانت سائدة قبيل الاستقلال عام 1967.
فهل علينا، وعلى شعب الجنوب، وأجياله الشابة بالتحديد، بعد أن دفعنا جميعاً أثمان باهظة في العقود الستة الأخيرة، هل علينا أن نكرر نفس الخطاء.. ونركب مركبا صعبا آخر مرة ثانية. ونضيع فرصة تاريخية لن تتكرر .
إننا نجزم بأن هذه هي اللحظة التاريخية التي، من الواجب الوطني، أن نصطف فيها وراء مشروع وطني جنوبي واضح المعالم يفضي لقيام دولة جنوبية اتحادية جديدة، كاملة السيادة، على كامل الأرض الجنوبية. ومن الواجب الوطني، ومن أجل أرواح الشهداء، وقف العبث والمناورات والتكتيكات، والجري وراء مشاريع ناقصة لا تحقق طموح وأمال شعب الجنوب. بل تؤدي إلى تمزيق الصف الجنوبي وتشتيت قواه.
إنني على ثقة بأن “المخاض” الصعب الذي يتفاعل الآن في ساحات الشرف، ساحة العروض في عدن، وفي مختلف الساحات الجنوبية، سيفضي إلى “ولادة” جديدة وعظيمة لجنوب عربي جديد:
جنوب يتسع لكل أبنائه…
جنوب يتعلم من أخطائه وخطاياه…
جنوب يقوم على أكتاف الأجيال الجديدة الشابة من أبنائه وبناته…
جنوب يكون سياجا لأمن واستقرار جزيرة العرب، ويكون جزء من نسيجها.
فلنصبر ونصابر يا أبناء الجنوب..
وليتحمل كل منا الآخر، ولنخفض رؤوسنا لبعضنا البعض، ولنتنازل لبعضنا البعض ” من أجل الجنوب”
ومن أجل مستقبل مشرق وكريم لنا ولأبنائنا وأحفادنا .
اصبروا…
وما النصر إلا صبر ساعة..
فإن .. الفجر لاح (كما قال شاعرنا عبدالله هادي سبيت).
شعب الجنوب عرف طريقه جيدا استاذي العزيز بن فريد
عداء بعض المنغصات التي ستزول بفعل العمل الثوري والميداني
اشكرك ومن خﻻلك الى حزب الرابطة على مواقفكم الرصينة والثابته .
وأنا على ثقة كبيرة بشعب الجنوب وخياراته اﻻصيلة .. وما حصل
بالماضي كان بفعل ايادي قذرة يرفضها الجنوب اليوم .
كما ان تعزيز العﻻقات بين مختلف المكونات وزرع الثقة والقبول
بالرواء المتباينة وبناء الصرح التعليمي والثقافي حاضرا ومستقبﻻ
سوف يكون البلسم الشافي انشاء الله تعالى .