لقد غيرت رابطة أبناء الجنوب مسماها وقد تعرفنا على الكثيرين من كوادرهم بيننا خلال مسيرة ثورتنا الجنوبية السلمية وقد شاركونا بداياتها ونشهد لهم بأطروحاتهم العقلانية وجلهم كهول أما كوادر الرابطة من الرعيل الأول فلم نتعرف عليهم بحكم العمر وبحكم وجود سياسة الحزب الواحد الذي منعهم من بلادهم فلم نتمكن ولم يتمكنوا من المساهمة في بناء وطنهم وقيادة المرحلة الماضية وبالتالي لم نستطع التعرف عليهم وهو ماضي مؤلم لسنا بصدد مناقشته.
لقد تعرفنا على الرابطة كحزب جنوبي في حكومة الحرب المهزومة في صيف 1994م ولم يكونوا سببا مباشرا أو غير مباشر في هزيمة الجنوب بل نجدهم قد رفدوا الجنوب وحكومة الحرب أبان صيف 1994م وقد جلبوا بعلاقاتهم المتطورة مع الجارة السعودية جيش الانقاذ ودعم مالي وعسكري متنوع بمليارات الدولارات التي ذهبت أدراج الرياح بين ليلة وضحاها وخسروا وخسر الجنوب دولته وثروته وكل مؤسساته وكانت الرابطة تشغر نيابة الرئيس علي سالم البيض بشخص السيد عبدالرحمن الجفري .
اليوم الرابطة جاءت بشكلها الاعتباري المؤسسي كحزب وقد استقبلناها الاستقبال الذي يليق بها وكانت حضرموت قد صورت لوحة جميلة لرد الجميل للرابطة التي شاركتنا أيام عصيبة وقت الهزيمة حين كانت جموع كثيرة تناصب الجنوب وحكومته العداء من ألوان الطيف الجنوبي ولكن اليوم مختلف عن الماضي بحكم قدرة النخبة في تفنيد الامور وقراءة الحاضر مستلهمين من الماضي السيئ العبرة .
اليوم الرابطة تأتي للجنوب ولنا كثورة من خلال كادرها المتقدم في أيام مفصلية صعبة نعاني من قصور الكادر السياسي لثورتنا السلمية لتعطي الثورة الجنوبية زخما سياسيا واعلاميا فاتحة لنا ابواب شبكة علاقاتها الوطيدة بالشقيقة الكبرى لتستثمر علاقاتها المتقدمة في خدمة ثورتنا وشعب بلادهم الجنوب ولتفتح خطوطا جديدة نحن في أمس الحاجة لها مع دول الجوار التي طالما حلمنا بتكوين علاقات معهم وقد خاطبنا دول الجوار مرارا لتقف بجانب ثورتنا والجميع يتذكر خطاب السيد علي سالم البيض الشهير حين توجه لدول الجوار وحين قال لهم إنكم تجبرونا للتعامل مع قطر وإيران وكان ذلك وقت مختلف مع مصالحهم .
اليوم خريطة التحالفات قد تغيرت بالمنطقة بحكم وصول الحوثي سدة الحكم في اليمن وصاروا حلفاء الحوثي يريدون من قادة الثورة الجنوبية ان يكونوا إلي جانب الحوثي ضمن الاطار اليمني وقد أقفلت مكاتب الضاحية ولن يكون لهم ما يريدون لذا فرضت علينا تغيير خارطة التحالفات الاقليمية تغيير سياسة شبكة علاقات ثورتنا وفق مصالحنا الثورية ومصالح شعبنا .
إننا نتوجه للمصرين على بقاء ثورتنا تراوح في مكانها مع قوى التفكيك الجنوبية لمؤسساتنا الثورية نقول لهم لقد تغيرت الخارطة اليمنية بتحالفاتها وتغيرت التحالفات الاقليمية وكذا علينا بمعرفة خارطة تحالفاتنا الجديدة وإن من يعمل على عرقلة مسار الثورة هم من يتعاملوا بيننا مع عدونا لكبح جماح الزخم الثوري السلمي الجنوبي المتصاعد ونوعد بأن لا مجال اليوم لتمرير مخططاتهم التي تتعارض مع مصالح شعبنا .
اليوم نتوجه لقوى العبث ونقول لهم كفى فإنكم تخدمون عدو شعبكم فلماذا تسخرون قواكم لخدمة قوى الثورة المضادة ولمصلحة من تخدمون ؟
أم أنه العبط الثوري لخدمة قوى الحمق والجهل التاريخية بالجنوب التي لا تريد سوى أن تتقدم بجهلها صفوف ثوار الجنوب وهي غير مؤهلة لقيادة شعب الجنوب ولم نستطع بهم قفز الحلقة المغلقة التي وضعونا فيها اليوم وقد تسببت في الماضي لما نحن فيه اليوم فلتمسح ذنوب الماضي بترك المقدمة ولتلتحق بالمؤخرة وبهذا تفوز بالحسنات فالحسنات يذهبن سيئات ما مضى وليقبلوا الآخرين وليتعودوا على قبول الرأي الآخر حينها سننجح وسننتصر على الذات الجنوبية المكسورة والمهزومة في صيف 1994م وليفسحوا لشباب الثورة المجال بابتعادهم عن مقدمة الصفوف فشباب الثورة هم من يواكبوا المستجدات ومنهم من يستطيع استباق المراحل برؤاهم ومن الله التوفيق .