إلى من يصطاد في الماء العكر، بانتهازه يوم الـ30 من نوفمبر الماضي بما اكتنفه من أحداث قبله وبعده والتي منها أصيلة طبيعية في العمل السياسي السلمي، ومنها دخيلة مفبركة يعلم الانتهازيون مصدرها.. داعساً ومستهتراً بكل ما قدمه ويقدمه الحراك الجنوبي السلمي من شهداء وجرحى ومعتقلين في سبيل التحرير والاستقلال والعيش بكرامة على أرضه.. أقول:
أولاً: لا يوجد حراك انفصالي، وحراك غير انفصالي.
فالموجود، واقعاً أدهش العالم وأرعب الاحتلال وأزلامه وأقلامه، هو (حراك جنوبي) واحد ذو إرادة شعبية واحدة تتمثل بالتحرير والاستقلال والتمسك بهويته الجنوبية العربية وإقامة دولته الجنوبية العربية الفيدرالية الديمقراطية كاملة السيادة على كامل أراضيه.
ثانياً: ابحث عن الذي روّج ليوم الـ30 من نوفمبر على أنه يوم لنيل الاستقلال!! فمآربه للفت في عضد الحراك الجنوبي واضحة، وفشلها أوضح.
فهدف التحرير والاستقلال منذ 7/ 7/ 2007م والحراك الجنوبي يسعى لتحقيقه عبر مليونياته.. ويستثمر (ايام الجنوب العربي) لشحذ الهمم لمواصلة سعيه الحثيث لتحقيق هدفه.. وما الـ30 من نوفمبر عند الحراك الجنوبي إلا أحد تلك الأيام، والتاريخ سيسجلها كـ(أيام العرب).
ثالثاً: لن يجدي نفعاً التقوّل بالباطل على (الحراك الجنوبي السلمي)، وبث البلبلة في صفوفه والتشنيع عليه بما ليس فيه من فشل وفرقة وعسكرة ونكسة وسلبية، والمحاولات اليائسة لإضعافه بالاستدلال بعدم تحقيق مطالبه، واستمرار تعنّت المحتل بعدم التسليم بالحق لأهل الحق.
فالحراك الجنوبي ذو مسار نضالي سلمي.. بدأ ولن يتوقف عن السير لنيل حقه مهما طالت المشقة.. ويدرك تماماً مقتضيات المسار السلمي من صبر على مواجهة التحديات الجسيمة، وتضحيات مشرفة تزيده متانة وصحة وقوة لمواصلة تصعيد نضاله السلمي وتنويع وسائله وتطويرها وتقديم حزمة وراء حزمة من المطالب التي تعكس بحق إرادة أغلب شعب الجنوب العربي، بلا تجاوز واقعه المحلي، ولا إغفال عن ما تفرضه العلاقات الدولية من أمن واستقرار وتبادل للمصالح.. وأهم ما يرومه هي محصلة هذا المسار النضالي السملي، فما ضاع حق وراءه مطالب.
رابعاً: أين فهمك من القيادات اليمنية التي اعترف أحدهم بأنهم حكموا الشمال بالاستبداد والجنوب بالاستعمار؟!! ومن إصرار القيادات اليمنية اللاحقة على استمرار احتلال الجنوب!!.. ومن الواقع اليمني المتفجر قيادياً والمهترئ شعبياً!! أم أن الأفهام متطابقة!!؟؟ عش الجو اليمني وكِلْ له بجميع المكاييل.
فالقيادات والمكونات الجنوبية تناضل من أجل تحقيق إرادة شعب الجنوب العربي.. ولا يضيرها –أنت وأمثالك– أن تكيل لها اتهامك، تصريحاً وتلميحاً، وتسوق سخريتك التي تنقلب عليك، فغيرك قال نفس المثل الشعبي “ارحبي يا جنازة فوق الأموات”، فأين هو الآن يا فهيم؟!!
خامساً: سواء كنتَ جنوبياً غراً أو يمنياً أو من بلاد الواق واق.. فأين كنتَ قبل يوم الـ30 من نوفمبر؟؟!! لتتحفنا بما توصلت إليه قريحتك!!
فجئت الآن بعد انقشاع غبار الترويج اللاعقلاني، المدبّر بليل، لتشرح وتحلل وتستنتج!!
وبيننا التوالي.