جمعة (الهباب)

محمد عبدالله الموس
محمد عبدالله الموس

كعادتنا الأسبوعية، ذهبنا يوم الجمعة قبل الأخيرة من العام 2014م، التي صادفت يوم 19/12/2014م، إلى مصلى ساحة الاعتصام بخورمكسر لأداء صلاة الجمعة ولتوديع والصلاة على الجثمان الطاهر للشهيد د زين محسن آخر شهيد جنوبي سقط في ساحة الشرف، ميدان النضال السلمي، ونتمنى أن يكون آخر شهداءنا، بعد ان كنا يوم الثلاثاء الماضي في نفس الساحة في وداع الشهيد المهندس خالد الجنيدي الذي اغتيل بدم بارد برصاص (القتل المركزي).

كان خطيب هذه الجمعة الأخ محمد الهباب وقد تاه في خطبته بين الوعظ الديني والخطاب السياسي فلم يوفق لا في هذه ولا في تلك، تحدث فيها عن التصالح والتسامح ثم اتبع ذلك بسيل من التهم والتشكيك بصورة تخلو من تصالح وتسامح، في حين يفترض به، من على منبر خطبة جمعة أن يكون داعيا إلى الألفة والوحدة دون تحيز أو استعداء.

ردد في خطبته جملة (الاحتلال الزيدي) أكثر من مرة وهاجم فيها اللقاءات الجنوبية الهادفة إلى وحدة الصف الجنوبي وتحيز بشكل ممجوج لا يخلو من ضغينة تفقد أي خطيب هيبته ووقاره.

(يا جماعة الخير)… يبدو أن الخطاب السياسي الجنوبي أصبح يفتقد إلى الاحترافية والاتزان في كثير من الحالات فصار كل من صعد على منصة خطابة عبر عن وجهة نظره وجماعته فقط ونسي أن الجنوب قضية وطنية تهم كل جنوبي وأننا نخاطب العالم لا نخاطب أو نهاجم بعضنا.

نحن بصدد تحرير وطن وبناء دولة تقبلنا بكل توجهاتنا السياسية ليعبر كل منا عن وجهة نظره، أيا كانت، وصراعنا مع احتلال لا تعنينا ملته بقدر ما يعنينا تحرير وطننا وهذا المحتل فيه الزيدي والسني فيما الجنوب سني بالمطلق والخلافات بين المذاهب لها رجالها ولها مجال آخر غير التحرير والاستقلال.

أما موضوع الحوار الجنوبي الهادف إلى وحدة الصف فهو ضرورة ترقى إلى مصاف (نكون أو لا نكون) فنحن جزء من هذا العالم متشابك المصالح وهذا العالم ينشد الاطمئنان إلى مصير الجنوب بعد استقلاله، ليس حبا في سواد عيوننا ولكن حرصا على مصالحه كما نحرص نحن على مصالحنا، ولا نملك تطمينا للعالم إلا بمشروع سياسي نجمع عليه، يفهمنا العلم من خلاله، وقيادة توافقيه تطمئنه إلى إن الجنوب لن يذهب إلى صراع من أي نوع، وذلك لن يتحقق إلا من خلال مؤتمر جنوبي عام.

يا عزيزي (الهباب) من حقك ان تعبر عن وجهة نظرك كيفما شئت، لكن ليس من على منبر خطبة جمعة حيث ينتظر كل الطيف الجنوبي خطيبا يؤلف بين القلوب لا يشرذمها، ومن حقك أن تغني لمن أردت باللحن الذي يعجبك لكن ليس من حقك ان تستغل حضور الناس لأداء فرض ولتوديع شهيد لتغني لزيد وعبيد، ومع احترامنا لشخوص من وزعت عليهم نياشينك فان خطاب كهذا لا يفهمه العالم كما لم نفهمه نحن.

نتمنى على أحبائنا في الهيئة الشرعية الجنوبية أن يعلموا أن الجنوب تحت المجهر ولا نريد لتضحيات شهداءنا أن تذهب هدرا بفعل خطاب (مرجوج) يدمر ما يصنعه الشهداء بدمائهم وما يقدمه أبناءنا من تضحيات في فعالياتهم اليومية أو في ميادين الكرامة في ساحتي عدن والمكلا أو ما تبذل من جهود لوحدة الصف الجنوبي، كما يفعل بعض (الكتبة)، فنحن ننتظر من شباب الهيئة الشرعية صناعة ألفة لا تمزيق.

تحية إجلال لشهدائنا المهندس خالد الجنيدي ود زين محسن ولمن سبقهم في موكب الخالدين من شهداء الجنوب الأبرار ووفقنا الله الى ما فيه خير وطننا وأهلنا في الجنوب ونستغفر الله عن أي زلل في القول والعمل، والسلام ختام.
عدن 20/12/2014م

شاهد أيضاً

محمد عبدالله الموس

شهداء، لا بواكي لهم

كانت الواقعة الى الشرق من شقرة في جبل العرقوب، مجرد كلمة مست شرف عدن، حاضرة …

تعليق واحد

  1. الحزب الاشتراكي اليمني اخترق كل شئ في الجنوب العربي من اجل تنفيذ اجندات يمنيه !
    وهباب ايه عاوز يهبب بعد الهباب الي هببه بناء وبالجنوب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *