قدم الأخ رئيس النظام اليمني الحالي ( الرئيس هادي ) الكثير لليمن ( الشمال ) على امل بناء دوله تحقق تطلعات الشعبين اللذين دخلا في وحدة مايو 90م ، فقد كان الفضل له وللوحدات العسكرية الجنوبية في حسم حرب 94م لصالح صنعاء ، مقابل هذا احتل في عهد صالح مناصب قياديه كان آخرها نائب رئيس الجمهورية لكن قيّدت سلطه وظيفته ، وتعاطى بهدوء رغم عدم ارتياحه بوضعيته ، جاءت ثورة الجنوب السلمية وكسرت حاجز الخوف من ارهاب النظام وتلى ذلك اسقاط نظام تونس بثورة سلميه ، كانت الثورتين الهاما للمضطهدين في اليمن بإمكانيه اسقاط النظام بثورة سلميه ، فأعلنت ثورة التغيير من تعز في فبراير 2011م تلا ذلك معارك صنعاء والمبادرة الخليجية … صعد هادي كرئيس توافقي لليمن واعتقد ان بإمكانه تحقيق تطلعه لبناء دوله ينعم فيها الشعبين بالأمن والاستقرار والتنمية ، فقاد ما يسمى بالحوار الوطني الذي لم يشارك فيه الحراك السلمي الجنوبي الذي يحمل قضيه وطنيه ( وطن وقع تحت الاحتلال وشعب يطالب بالاستقلال ) تجاهلتها قواعد المبادرة والحوار الذي يرعاه رئيس اليمن هادي ، فكان هذا المأخذ الثاني بعد حرب 94م على هادي ، تجاه شعب الجنوب ولصالح الطرف الآخر في الوحدة … ولكن كيف لاقى رئيس اليمن هادي الجزاء من القوى المتنفذة اليمنية القديمة والجديدة ؟؟ في البداية التهميش واخيرا الإقامة الجبرية عليه وعلى رئيس حكومته ( جنوبيين ) ثم حملة اعتقالات لكل المحسوبين عليه بعد تهريبه من معتقله الى عدن .. تناسى شعبنا الجنوبي الطيب كل المآخذ السابقة على ابنه هادي واعرب عن تطلعاته بانحيازه الى قضية شعبه المطالب ( بالتحرير والاستقلال واقامه دوله الجنوب العربي المستقلة كامله السيادة على الارض الجنوبية ) وبلغ التفاؤل بثّوار الجنوب اعلانهم قبول هادي رئيسا للدولة الجنوبية في حاله اقدامه على اعلانها ، لكن الجميع صدم بإعلان هادي تمسكه برئاسة اليمن وبمخرجات حوار صنعاء الذي اسقطه الحوثيون بإعلانهم الدستوري واحتجاز الرئيس … السؤال الذي يتداوله الشارع الجنوبي ويبحث عن اجابه شافيه له …. هل تمسك هادي برئاسة اليمن وبمخرجات حواره يمثّل قناعته بتقديم حل صراع متنفذي صنعاء على قضية شعبه واهله في الجنوب ؟؟؟ من يرصد سير التطورات الاخيرة التي يقودها هادي يتضح له ان الصراع الاقليمي قد فرض نفسه على الساحة .. ولم يعد طرفي المشكلة الحالية في اليمن يتحركون تلبية لرغباتهم واهدافهم في الساحة المحلية … قد يكون غياب مؤقت للقضية الجنوبية هذا إذا ادرك الجنوبيون المؤثرون في المشهد ان قضية الجنوب العربي ارض وشعب تستدعي عدم المقايضة بها ، وان هذه الجريمة ان حدثت ستجرد شعب الجنوب العربي بأجياله المتعاقبة ليس فقط من هويته المستقلة بل من وطنه وحقوقه ليصبح اثر بعد عين .. من يفرح ان يكون شريك بهذه الجريمة ؟؟ من يتحدث عن بقاء الوحدة كمن يتحدث عن وهم مضحك .. ومن يسهم او يناصر مشروع الدولتين ( شافعيه / زيديه ) فان جريمته لا يحاسب عليها في الدنيا فقط بل ايضا في الآخرة وذلك بسبب سيول الدماء التي ستسيل بغير وجه حق … من مصلحة دول الاقليم والعالم الاستجابة لمطالب شعب الجنوب عبر مبادرة سلميه جديدة بعد ان ثبت للجميع استحالة بناء دوله في اليمن ، في ظل احتفاظ القوى المتنفذة اليمنية بمخالبها وانيابها ، وبإضفائها الطابع العقائدي على صراعها ، واحتضان كل طرف للجماعات المتشددة عقائديا ضد الطرف الآخر .. هذه الجماعات التي لا توجد لها بيئة حاضنه في الجنوب مما يسهل على دوله الجنوب القادمة استئصال ما تم تصديره للجنوب وحصرة في معقله ( اليمن ) والرئيس اليمني الحالي هادي من موقعه وتجربته ودرايته الدقيقة باختلاف البيئتين في الجنوب العربي واليمن يستطيع ان اراد ، تجنيب الجنوب اهوال الصراع اليمني المدّمر والتراجع عن اعلان عدن عاصمة لدولة الاحتلال ( اليمن ) … وحتى يحدد الرئيس اليمني هادي ( ابن الجنوب المحتل ) موقفه تجاه شعب الجنوب وقضيته ومطالبه ستظل علاقه مكونات الحراك الجنوبي للتحرير والاستقلال بالرئيس هادي تتسم بطابع الأمل والخوف .