حين وضعت الأقدار الرئيس عبدربه منصور هادي على قمة هرم السلطة في دولة مهلهلة في فترة من أسوأ السنوات وجد الرجل نفسه في مواجهة كم هائل من التعقيدات ليس اقلها مطالب قوى النفوذ في المركز المقدس، التي تعمل حسابا لكل ما يعنيها وتترك ما يخص دولة القانون وحاجات الناس وحتى حق الرئيس في اختيار طاقمه الإداري والأمني، وظل الرجل عرضه للانتقادات والهجوم، البعض يصرخ من الم ومعاناة، كحالنا في الجنوب، وهناك من يهاجم لتحسين وضعه في قسمة السلطة والثروة، وهكذا لم يجد احد إلى جانبه، حتى من أولائك الذين جنبهم الصراع والاقتتال.
كانت قمة الملهاة حين حوصر الرئيس في مقر سكنه إذ لم يلتفت احد إلى حجم معاناة عبدربه منصور هادي، الإنسان وليس الرئيس، رب الأسرة وليس القائد، فالبعض من مراكز النفوذ سيطر والبعض نفذ بجلده وثروته إلى الخارج والبعض الآخر ذهب إلى الموفنبيك ليحاور على التقاسم، ما بعد هادي، وهكذا وجد هادي نفسه وحيدا إلا من قلة من الأوفياء وأفراد أسرته، في مواجهة خطر يهدد حياته وحياة عائلته، معتمدا على خبرة القائد العسكري الذي اعتاد على مواجهة الأخطار طوال تاريخ ناصح في العسكرية الجنوبية المشهود لها بالبطولة والمقدرة على تحدي المخاطر.
لأحدنا أن يتخيل حجم خطر مغادرة صنعاء والعودة إلى دفئ الجنوب وأهل الجنوب، ولان الشئ بالشئ يذكر فقد تذكرت حين غادرنا الجنوب هروبا في 1994م، كنت حينها مسئولا عن ترتيب رحلة السفينة، بحكم وظيفتي في الشركة التي تتبعها السفينة، التي أقلتنا مع عدد من الهاربين وبعض العائلات، جلهم أحياء يرزقون، كنا في (غبة) البحر ومع ذلك كانت عيوننا معلقة بشاشة رادار السفينة خوفا من سفن تتعقبنا، فما بالكم برحلة برية، بدون حماية وبسيارة واحدة وفي دروب ليست ودودة أو آمنه وفي بلد لا تساوي فيها روح الإنسان (بيستين).
بعد وصول الرجل سالما، البعض (هرانا) بالتحليلات حول خروج الرئيس وبعضهم تفضل بإعطاء هادي دروس في فنون (المريسة) وبعضهم يتملق بعد صمت الكهوف ونحن في الحراك غضبنا عندما لم يذكر الجنوب،، يا جماعة الخير ،،، أريد لنا أن لا نتخلى عن نخوتنا وإنسانيتنا، فمن الواجب أن نقول لهادي، القائد الجنوبي، مرحبا بك بين اهلك وفي بلدك وحمدا لله على سلامتكم انتم وعائلتكم الكريمة وعزاءنا لكم في من استشهد دفاعا عنكم وعن العرض والدار،، ولكل حادث حديث، ولنتمثل قول الشاعر:
بلادي وان جارت علي عزيزة
وأهلي وان ظنوا علي كـــــرام.