عدوانية المحتلين تعجل بزوالهم .. طوبى لأحرار عدن والجنوب ..

علي الكثيري
علي الكثيري

باتت فظاعات ووحشية جحافل القوات والمليشيات العسكرية اليمنية الغازية مجددا للجنوب المحتل شاهدة على أن الجنوب واقع تحت نير أبشع صور الاحتلال العسكري وأكثرها دموية، وهي فظاعات دالة في الوقت ذاته على أن قوى الاحتلال القديمة الجديدة تتعامل مع الجنوبيين كافة على أنهم شعب مستباح الأرواح والدماء والحقوق لا ينبغي له إلا أن يرتضي التبعية المذلة لـ”أسياده” اليمنيين امتثالا لخرافة أن الجنوب مجرد فرع يتعين ضمه لأصل هو “يمنهم” ..

من يتابع المجازر الوحشية التي تواصل جحافل الغزاة اليمنيين ارتكابها هذه الأيام في عاصمة الجنوب العربي عدن وفي الضالع ولحج وشبوة وغيرها من مدن الجنوب،وما يتخلل ذلك من عمليات قصف بقذائف الدبابات والمدفعية الثقيلة للأحياء الآهلة بالمسالمين والمنازل المكتظة بالأطفال والنساء والشيوخ،وما تتعرض له المستشفيات والمساجد ومحطات الكهرباء وخزانات المياه من قصف بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة،فضلا عن ما تتعرض له الطواقم الطبية الاسعافية من عمليات قنص وقتل متعمد،سيقف دون شك على حقيقة أن الحرب العدوانية الجديدة التي يتبناها تحالف “الحوثي – صالح” ليست إلا حربا يشنها محتلون بغاة على شعب ووطن يرومون تكريس احتلالهم له وتصفية قضيته العادلة وثورته التحررية التي تمضي بزخم متعاظم لانجاز أهدافها المتمثلة في تحرير الجنوب وانتزاع استقلاله وبناء دولة الجنوب العربي الفيدرالية الجديدة على كامل التراب الوطني الجنوبي وفق الحدود الدولية المتعارف عليها قبل عام 1990م .

لقد تجلى واضحا خلال الأسابيع الماضية من هذه الحرب العدوانية المشئومة أنها حرب يمنية جديدة على الجنوب المحتل،فإذا كانت مليشيات الحوثي وقوات الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح هي التي احتشدت لغزو الجنوب وإعادة اجتياحه واخضاعه،فإن القوى السياسية والقبلية والتيارات الدينية والنخب المثقفة في دولة الاحتلال،قد شاركت بصورة غير مباشرة في هذه الحرب من خلال صمتها وتسويغها للغزو وسماحها لجحافل الغزاة وترسانتهم العسكرية بالزحف عبر محافظات اليمن الشمالية والوسطى صوب الجنوب،بل أن الكثير من اليمنيين الذين استوطنوا مدن الجنوب طوال العقدين الماضيين سواء كانوا عسكريين أو مدنيين،كشفوا عن حقيقة أنهم خلايا احتلالية نائمة،حيث تدافعوا زرافات ووحدانا للانضمام إلى جحافل الغزاة الزاحفين صوب الجنوب، ووجهوا أسلحتهم الغادرة إلى صدور الجنوبيين في عدن ولحج والضالع وشبوة وأبين،وبموازاة ذلك فإن أبناء الجنوب على اختلاف رؤاهم ومكوناتهم وتوجهاتهم احتشدوا تلبية لواجب الذود عن الجنوب أرضا وإنسانا وهوية،وانخرطوا جميعا في جبهات المقاومة والمواجهة لدحر الغزاة المعتدين،وما طفقوا ينسجون بتلاحمهم واستبسالهم ملاحم بطولية رائعة في عدن الأبية تحديدا وفي غيرها من محافظات الجنوب،على نحو يثير دهشة واعجاب المتابعين في العالم كله،إذ تمكنوا رغم محدودية امكانياتهم التسليحية مقارنة بترسانات الأسلحة لدى الجحافل الغازية،من تكبيد المعتدين خسائر غير محدودة في الأرواح والعتاد واشعال أرض الجنوب تحت أقدامهم على النحو الذي هزم كل محاولاتهم لفرض أي وجود ملموس لهم على الأرض .

في غمرة كل ما جرى ويجري من فظاعات لا يزال الغزاة المحتلون يرتكبونها بحق شعب الجنوب،ومع تصاعد أعداد الشهداء والجرحى الذين قدموا أرواحهم ودماءهم سخية في معارك الذود عن الجنوب أرضا وإنسانا وهوية وقضية،ومقاومة الجحافل اليمنية الغازية ومحاولاتها تكريس احتلالها الغاصب للجنوب العربي، ومع ما ظل يتجلى من احتشاد يمني وفر للمليشيات والجيوش الغازية متطلبات الحشد والامداد والدعم والاسناد لتصعيد حربها العدوانية على الجنوب،في غمرة كل هذا وذاك لا نعتقد أن أي جنوبي سيقبل اليوم أو غدا أي حديث عن أي مشاريع تكرس الاحتلال اليمني للجنوب وتؤبد تبعيته لليمن بأي صيغة من الصيغ.

ولا نعتقد أيضا أن أي جنوبي حر سينبري لقبول أي حلول أو تسويات لا تفضي بشكل واضح ويقيني إلى تحقيق الخلاص التام والكامل من ربقة الاحتلال اليمني وتحقيق الاستقلال الناجز للجنوب أرضا وشعبا وهوية وتمكين أبناء الجنوب من بناء دولتهم الفيدرالية الجديدة كاملة السيادة على كامل الأرض الجنوبية،ذلك أن ما تواصل ارتكابه جيوش الاحتلال ومليشياته من مجازر وفظاعات في سياق حربها العدوانية الجديدة على الجنوب،لن يبقي في أعماق أي جنوبي أي قناعات بامكانية التعايش مع المحتلين بأي صيغة من الصيغ،ولن يضاعف في أعماق كل الجنوبيين إلا التصميم على أن لا حياة ولا سؤدد ولا عزة لهم إلا في المضي بثورتهم المباركة حتى انجاز أهدافها كاملة غير منقوصة وصولا إلى جنوب عربي حر مستقل معتز بهويته آمن متصالح ومتعاون مع أشقائه وأصدقائه .
ولله الأمر من قبل ومن بعد ..

شاهد أيضاً

محمد عبدالله الموس

شهداء، لا بواكي لهم

كانت الواقعة الى الشرق من شقرة في جبل العرقوب، مجرد كلمة مست شرف عدن، حاضرة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *