دموع من لؤلؤ

محمد عبدالله الموس
محمد عبدالله الموس

(أنت أول عاصفة تهب من الشرق لتكتسح الغرب، لكنها لم تحمل إلى شواطئنا غير الزهور)، هذه العبارة قالها الرئيس الأمريكي روزفلت في حق الأديب اللبناني جبران خليل جبران.
ورد هذه العبارة في كتاب (أدبنا وأدباءنا في المهاجر الأمريكية)، لجورج صيدح، كنت قرأته أيام كان جل وقت فراغنا للقراءة دون مزاحمة من وسائل التواصل الاجتماعي التي تسرق من وقتنا الكثير، وقد تاه عني هذا الكتاب في استعارات الأصدقاء التي لا تعود في أحيان كثيرة.
تذكرت هذه العبارة لروزفلت وساعدني محرك البحث جوجل في التحقق منها، وتذكرت معها قول المتنبي:
الخد يعلم ما في الدمع من حرق.
وليس تعلم ما فيه المناديل.
ان البكاء على قدر الشعور فكم.
تبكي الرجال ولا تبكي التماثيل.
أما مناسبة التذكر فهي تلك المشاعر الجياشة التي اكتسحت شواطئ البريقاء، خلال أمسية ترفيهية أقيمت يوم عيد الأضحى المبارك، حين صعد المسئول في الهلال الأحمر الإماراتي (راعي الحفل) ليهنئ الحضور بعيد الأضحى فارتج الشاطئ بزغاريد النساء وهتافات الصبيان والصبايا بحياة قادة وشعب الإمارات، ودموع الحضور التي فاضت تأثرا بردة الفعل العفوية تلك، وكانت أولها دموع المسئول الإماراتي، وهي (دموع مواقف) ترقى إلى مصاف ان تصير عقود لؤلؤ على صدور مذرفيها.
لم تتوقف، لا الزغاريد ولا هتافات الصبيان ولا دموع المشاعر الجياشة المتأثرة بذلكم المشهد، فاختصر المسئول الإماراتي القول (لم أتوقع هذا الترحيب لنا في عدن).
لا ياسيدي ابن الإمارات، فالإمارات هي التي مدت يدها الحانية لتمسح دموع أطفال عدن وكل الجنوب وهي، ومعها مملكة الحزم والخير، التي أغاثت الملهوفين وأسعفت الجرحى وانجدت من فقدوا الأمان والماوئ وأنارت شوارعنا وبيوتنا المظلمة وأطعمت الذين فقدوا مصادر طعامهم، وهي من تعمل اليوم على إصلاح ما خربه الغزاة.
عندما كان من يدعي إننا ننتمي إليه يسقط علينا قنابل الموت ويحرق بيوتنا ومنشاتنا ومراكز خدماتنا، كان شباب الإمارات يقفون في الخنادق مع شبابنا وتختلط دماءكم بدمائنا، ودموعكم بدموعنا، وفي ذات الوقت كانت الإغاثة تصل إلى عدن تحت حمم الأعداء، أدعياء الإخوة.
يا سيدي ابن الإمارات، قد لا تعلم إنني سمعت بأذني زغاريد نساء لمجرد رؤية راية دولة الإمارات أو راية مملكة الخير في شوارع عدن أو على سيارات شبابها ونساءها.
كل إنسان في الجنوب مدان بأكثر من مجرد دموع وزغاريد العرفان لقادة وأبناء دولة الإمارات، فكل مواطن في الجنوب يشعر انه مدان بحياته لإمارات الحسم ومملكة الحزم..
ياسادتي أهل الحسم والحزم، انتم العاصفة التي اكتسحت شواطئنا لكنها لم تحمل ألينا غير الحب والبطولة والفداء وكل الصفات الحميدة..
تحية عرفان لأمهات واباء شهداء دولة الإمارات التي امتزجت دمائهم الزكية بدماء شهداء الجنوب، وتحية أخرى لأمهات واباء شهداء المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين.
تحية لكل قطرة دم سالت على تراب الجنوب ذودا عن تراب الجنوب، وتحية لكل قطرة دم سقطت حماية للسلطة الشرعية في مواجهة انقلاب يتعدى مجرد السيطرة على السلطة.

شاهد أيضاً

محمد عبدالله الموس

شهداء، لا بواكي لهم

كانت الواقعة الى الشرق من شقرة في جبل العرقوب، مجرد كلمة مست شرف عدن، حاضرة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *