في كل زمان ومكان هناك، دائما، متخلفون عن الركب، بعضهم لاسباب موضوعية تقتضيها حسابات او التزامات، فيما البعض الاخر ذاتي يتفاوت بين عدم القدرة وعدم الاقتناع بمشروع الركب.
خروج المارد الجنوبي في 7/7/2007 بفعالية العسكريين التي قادتها ثلة من القادة بقيادة العميد ناصر النوبه ورفاقة، جديرة بان نطلق عليها فعالية المواجهة لانها تحدت سلطة 7/7 وهي في عز مجدها وتسلطها وقد كانت هذه الفعالية هي (البلدوزر) الذي كسر باب السجن الكبير الذي تم بناءه بالالة العسكرية حول شعب الجنوب العربي،، اتذكر ان مسؤولا جنوبيا بارزا قال لي في مرحلة لاحقة: كنتم (الانفصاليين) في الدواوين والمنتديات ونحن (الوحديون) في الميدان، واليوم اصبحتم في الميدان ونحن عدنا الئ الدواوين وعلينا اعادتكم الئ الدواوين،، فقلت له (نحن مثل المارد اذا خرج من القمقم لن يعود اليه) وهي جملة استعرتها من كتاب (خريف الغضب) لمحمد حسنين هيكل.
سبق ذلك مواجهات الاصوات العالية التي كانت تحملها (صحيفة الايام)، الصوت الجنوبي الابرز، التي واجه ادارتها وكتابها مضايقات شديدة وصلت حد محاربتهم في قوت اطفالهم وليس هناك قضية اكثر شهرة من قضية الصديق والزميل فاروق ناصر علي الذي منع عنه الراتب الشهري في واقعة مشهودة فيما واجه اخرون انواع اخرئ من التضييق والمضايقة يصعب سردها في هدا الحيز وان كان ما تعرض له ال باشراحيل، وفي المقدمة عطر الذكر هشام، يغني عن اي دليل.
خلال تلك المرحلة كان الركب صغيرا، ومن يلتحق به كان يجد متسعا ولا اتذكر، في تلك الفترة، تسابقا علئ الصفوف الاولئ في هذا الركب او من التحق به فيما بعد، لان الصفوف الاولئ كانت هي من يواجه (الطلقة الاولئ)، ولان الشئ بالشئ يذكر، فان الذين كانوا في الصفوف الاولئ في مواجهة غزو 2015 لم يكن احد منهم من ابطال المنصات او عشاق الميكروفونات وانما كانوا شبابا حملوا ارواحهم علئ اكفهم واستشهد منهم الكثير ويكاد البعض ينساهم في زحمة التسابق.
التحالف العربي الذي كان له الفضل في انتصار مقاومتنا، وله الفضل في تقديم الدعم خلال معركة تحرير عدن وبعدها، وهو لا زال حتئ اللحظة يقدم الدعم والمساندة القتالية لحماية عدن ولاستكمال التحرير، هدا التحالف له حق علينا في التناغم معه، سياسيا وميدانيا وحتئ عسكريا ونحن اذا تجاهلنا هذه الحقيقة نكون، اما اغبياء سياسيا او جاحدين او نخدم اهداف اخرئ بوعي او بدون وعي.
الصورة التي يحملها الغير عنا هي اننا في الجنوب العربي نفتقر الئ المرجعية والمشروع السياسي المجمع عليه ويتجلئ ذلك بوضوح في ان كل طرف يصرح بما يراه حتئ لو كان مناقضا لما يصرح به الجنوبي الاخر، ويدعو الئ فعاليات دون حسابات سياسية ودون تفاهم مع الجنوبي الاخر، وقد قال قائل ان الشمال (اليمن)، برغم ما يحدث فيه من تناحر الا انه يحتفظ بمرجعياته ويتحرك من خلالها بصورة افضل مما عليه الحال في الجنوب العربي.
لا يستطيع اي جنوبي ان ينكر القيمة التاريخية ل 14 اكتوبر 1963 ولا رمزيتها في حياة شعب الجنوب ولا ان ينكر حقنا في الاحتفاء بها لكن هذه القيمة الرمزية تقتضي ان نرتفع الئ مستواها وان نتشاور حولها مع كل (الفسيفساء) في الجنوب العربي، ثم التشاور بشانها مع شركاءنا في الحرب، قيادة التحالف العربي، هكذا تقتضي الاخلاق السياسية، ان جاز التعبير..
وهناك امر اخر علينا ان ندركه وهو ان البلاد تعيش حالة الحرب وان معظم محافظات الجنوب تشهد عمليات عسكرية بدرجات مختلفة وان الوضع الامني غير مستتب ما قد يؤثر علئ حجم المشاركة وبالتالي يحمل صورة سلبية لا نتمناها.
يجب حساب ومراعاة هذه المعطيات، وفي المقدمة التشاور مع قيادة التحالف، ان اردنا فعالية وطنية اما اذا كان الهدف عبارة عن مباراة لابطال (الركمجة) فهذا شان اخر، لكنه لن يخدم الجنوب العربي ولن يسجل نقطة لصالحه..
هوامش:
الركمجة: رياضة ركوب الامواج.
عدن 3/10/2015م.