في فترة سابقة، قبل ثورة مران وسقوط صنعاء، بفرقتها الاولى واحزابها وقبائلها وما حوت من فن وعفن، في ايدي صبية مليشيا الحوثي في غمضة عين، وقد اتهموا، حينها، هادي بتسليم صنعاء، وكاني بهم يقولون انه منعهم من حمل بنادقهم للدفاع عن انفسهم وممتلكاتهم كما فعل فتيان عدن خاصة، والجنوب عامة، قبل تدخل التحالف العربي بعاصفة الحزم بقيادة المملكة والامارات، ولم نسمع حينها مقاتل جنوبي يتهم هادي بتسليم الجنوب رغم وجود الوية عسكرية ساعدت الغزاة، عيني عينك وكانت خنجرا في خاصرة الجنوب والجنوبيين.
اقول، قبل كل ذلك كنت كتبت موضوع عن ارهاصات تولي هادي رئاسة الدولة وكيف ان كل الاطراف كانت تراهن على استخدام “هادي” لتنفيذ اجندتها، فقد كان صالح يريده محللا للتوريث وكانت القبائل تريده وسيلة لفرض هيمنتها وكانت بعض الاحزاب تريده مشرعنا لتمكينها من السلطة، وكان الشباب يريدونه فرس رهان لتحقيق الدولة المدنية لكنهم لم يعملوا على اسناده بقدر كيل التهم له بانه نسخة من عفاش وهي تهم لا تبعد كثيرا عن تلك التي كانت تطلقها مراكز النفوذ التي تحطمت احلامها في ان يكون هادي اداتها لتحقيق مشروعها.
نحن في الجنوب نثور سلميا منذ ما قبل 7/7/2007م، وتجاوزت مليونياتنا الرقم (12) وطوال سنوات هذه المليونيات لم نستطع التوظيف السياسي لهذه المليونيات ولم نتمكن من انتاج اداة موحدة، رغم الجهود التي بذلت من شخصيات جنوبية كبيرة وكثيرة وفي مقدمتهم الاستاذ عبدالرحمن علي الجفري والشيخ صالح بن فريد ود. محمد حيدرة مسدوس وغيرهم من قيادات الصف الثاني والقيادات الشابة.
التحول الحقيقي الذي شهدناه كان في ثورة مارس 2015م، فقد شهدت هذه الثورة (الحرب) وحدة جنوبية حقيقية تذكرنا بانطلاقة الحراك السلمي، رغم المنغصات التي يطول شرح اسبابها، ومنها غياب وجود قيادة حراكية موحدة يمكن من خلالها العمل مع التحالف وتسخير طاقات القيادات العسكرية الجنوبية لخدمة المعركة، لكن لا يستطيع احد ان ينكر دور التحالف العربي ودور الرئيس هادي في صناعة هذا التحول.
نحن الان نعيش حالة اهل صنعاء بعد تولي الرئيس هادي في 2011م، فنحن نريد لهادي ان يكمل مشروعنا الذي لم نضعه ونجمع حوله اصلاً، ونحن نريد له ان ياتي بوزراء على مزاج كل واحد فينا وهناك منا من يعتذر عن تولي منصب لان ذلك خيانة، كما يعتقد البعض، وهكذا، ان جاء زيد اعترض عبيد والعكس..
الاجماع ضرب من الهوس، فلم يجمع الناس على سنن الاسلام الذي جاء به نبينا محمد عليه الصلاة والسلام، فكيف سيجمعون على شخص؟،
كما اننا لم نسمع صوتا واحداً خلال احتفالات نوفمبر من (خيالات المآتة) التي تم تعليق صورها في ساحة الحرية والتي يعتبرها البعض (شيوخه) ولم نسمع الا بالرسالة التي وجهها الاستاذ عبدالرحمن الجفري لدول التحالف ومجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية والامين العام للامم المتحدة..
واقع الحال ان هناك خللا جنوبيا مزمنا وهو عدم القدرة على الاتفاق، ايا كان هذا الاتفاق، وان هوس الزعامة ضرب اطنابه لدرجة ان تجد صبيا على الواتس يسيء لاي احد، مهما كان سنه ومركزه، نقترب معها ان نكون مجتمع خارج عن السيطرة والذوق العام.
لذلك فان موجبات السياسة التي تجعل غير الممكن ممكناً تقتضي ان نتعامل مع الرئيس هادي بوصفه السياسي الذي يملك شرعية القرار، وبوصف الرئيس هادي والجنوبيين الذين معه… هم في سلطة اﻹحتلال وليسو هم سلطة اﻹحتلال… وهذا ما كانت الحركة الوطنية قبل للإستقلال عن بريطانيا تعمله…حيث تعاملت سرا وعلانية مع من في سلطة اﻹحتلال البريطاني من الجنوبيين، كما على كوادر وقيادات الجنوب القبول باي منصب يسند اليها، وتستطيع من خلاله خدمة قضية الجنوب، مثلما قاتل شباب الجنوب تحت شرعية التحالف المستمدة من شرعية الرئيس هادي، عدى ذلك فسنظل نحارب طواحين الهواء..