الاخ عوض كشميم، الكاتب الصحفي، صاحب القلم الرشيق، تناول في مقال له علئ صدر عدن الغد (السلفيون الرقم الصعب في المعادلة الجنوبية) كما عنونه ذكر فيه الاوضاع الاستثنائية التي انتشرت فيها السلفية في الجنوب وختم مقاله بضرورة حصولهم علئ نصيب في السلطة في الجنوب.
بغض النظر عن الاتفاق او الاختلاف في ما تناوله الكاتب فان ما لفتني هو المطالبة بتقاسم سلطوي لسلطة لم تتضح معالمها بعد، وهو لم يفصح عن السلطة التي يقصدها بين سلطة الوحدة التي تجاوزتها الاحداث ام السلطة في الجنوب الذي يناضل ابناءه منذ 1994، وقدموا الاف الشهداء والجرحئ والمعتقلين، من اجل الاستقلال وبناء الدولة الجنوبية الفيدرالية التي تحفظ للجنوب وحدته والحفاظ علئ خصائص محافظاته، وهي اهداف واضحة لا لبس فيها، ذلك ان القفز للحديث عن سلطة لم تتضح معالمها هو نوع من الحديث (الملغوم) يا عزيزي عوض.
كل صراعات الجنوب السابقة كانت، في الواقع، صراعات علئ السلطة مهما تعددت تسميات اطرافها، عملاء او يسار الانتهازي او يمين الرجعي وصولا الئ الطغمة والزمرة، والسبب ببساطة شديدة هو الغاء التنوع في الحياة السياسية والاقتصادية الامر الذي جعل مصدر الثروة والامتيازات الوحيد هو السلطة فقط، وعندما يتجاوز احدنا طرق الوصول ليتحدث عن السلطة فهو يؤسس لصراع بقصد او بدون قصد وهذا يتناغم مع رهان الخصوم علئ ان ابناء الجنوب لن يقبلوا ببعضهم بسبب ذهنية الاقصاء التي تحكم تفكيرهم وولد لديهم ثقافة الصراع، بدلا من التعايش وتبادل المنفعة القائمة علئ تكافؤ الفرص الذي غاب عن حياتنا ردحاً طويلا من الزمن.
السلفيون ادوا دورا لا احد ينكره علئ الرغم من التساؤلات التي يثيرها البعض حول دورهم في اليمن (الشمال) وعدم قدرتهم علئ احداث اي تغيير يذكر علئ الارض وفي تقديري ان ذلك يرجع الئ ان سلفيو الجنوب كانوا جزء من مقاومة جنوبية حقيقية تعرف ما تريد وان تنوع انتماءات الشهداء يعكس بجلاء ان كل قوئ الجنوب خاضت الحرب، وان شباب الحراك كان لهم الدور الاكبر والشهداء الاكثر والجرحئ الاكثر والأسرى الاكثر وان دورهم كان علئ امتداد الجنوب وليس في عدن فقط.
كما اسلفنا، فان الحديث عن تقاسم سلطة اشبه بالحديث عن تقاسم وطن، وان حديث كهذا يؤسس لصراع سلطة، فالية الوصول الئ الحكم المتوافق عليها القائمة علئ ارادة جميع الناس هي ما يجنب المجتمعات صراعات الحكم ولنا في المجتمعات التي سبقتنا ابلغ مثال.
مايجري الان هو انتاج الية ادارة مناسبة تحافظ علئ ما تحقق وتنظم جهود الجميع في تحقيق هذه الغاية، دون تمييز، وحين ترسو سفينة الوطن الئ بر السلامة فليس امامنا سوئ اللجؤ الئ صناديق الاقتراع للانتخاب علئ اساس القوائم، تقدم خلالها، الاحزاب، برامجها الانتخابية وتترك للناخب حق اختيار التوجه والبرنامج الذي يراه وستنمو التوجهات التي تحقق للناس الامن والاستقرار والعيش الكريم، وتحفظ مصالح الوطن خلال تبادل المصالح مع الاخرين، بغض النظر عن اصحابها وتوجهاتهم، فما يحقق صالح الناس سيلتفوا حوله، وعدئ ذلك فسنعود الئ المربع الاول وربما يلجا البعض الئ تدريب اولادهم علئ استخدام السلاح بدلا من استخدام وسائل وعلوم العصر، وهكذا نظل اجيال تلعن وتقتل بعضها.
عدن 18/12/2015م
الموضوع رائع وروعته في اسلوبه .. فقط صححوا الخطأ الاملائي فالكاتب قصد {الأسرى} الواردة في الفقرة الرابعة السطر قبل الأخير من الفقرة اي المأسورين من المقاتلين وليس الإسراء اي السفر ليلا.. فشتان بين معنى كل منها.
وتقبلوا تحياتي
شكرا أخي الكريم .. وتم تصحيح الخطأ الإملائي