لقد نجحت قوى التحرير والاستقلال بتنويع وسائل نضالها منذ احتلال 94م وحتى الغزو الثاني للجنوب 2015م ، فسجلت ملاحم بطولية في فترة النضال السلمي واستطاعت الصدور العارية هزيمة مختلف وسائل القمع الهمجية لتثبت عدالة القضية ، ومع نجاح الانقلاب الحوثعفاشي على نظام صنعاء والاتجاه للسيطرة على الجنوب كانت طلائع الحراك السلمي اول من حمل البندقية في وجه العدوان وسطّرت ملاحم بطولية تكللت بهزيمة العدوان وتحرير الجنوب بمشاركة قوى التحالف العربي بقيادة المملكة السعودية ودولة الامارات العربية واختلط الدم الجنوبي بدم الاشقّاء من دول التحالف العربي .. لقد تشبّع الشعب الجنوبي بوعي مقاوم للاحتلال، لم يكن موجوداً في حرب 94م وكان الفضل للحراك السلمي الجنوبي في نشر هذا الوعي.
امام مرارة الهزيمة لجيش محترف مزود بكل انواع الاسلحة امام مقاومة مدنية بإمكاناتها الخاصة لم يكن امام الاحتلال اليمني غير تسخير كل امكاناته وقواه للاغتيالات وتفخيخ السيارات وغيرها للإخلال بالأمن وتعكير صفو الانتصار، معتقداً يفشل المقاومة في ضبط الأمن في ظل انعدام مؤسسات الدولة في الجنوب .. وعلى اثر اغتيال قائد عمليات تحرير عمران وعدن اللواء جعفر محمد سعد واعترافاً بدور قوى التحرير والاستقلال في تحقيق النصر وحفظ الأمن صدر قرار تولي منصب محافظ عدن ومدير أمنها للقائدين عيدروس وشلال ،خروجا على رغبة اللوبي اليمني من قبل الرئيس عبدربه منصور مدعوما من دول التحالف العربي الفاعلة ، وهي رسالة واضحه علينا التقاطها والتعاطي بإيجابية تجاهها باعتبارها موجّهة لقوى التحرير والاستقلال ولشعب الجنوب دون استثناء مفادها ( احفظوا أمن الجنوب وشاركوا في بناء مؤسسات دولته المستقلّة القادمة ) ، انها رسالة تضع الجميع امام محك الولاء للوطن والقبول بالجنوبيين دون استثناء في جنوب جديد يتّسع لكل ابناءه .