في موروثات الإغريق حالة يسمونها (التحول) وتطلق على حالة الهيام المطلق في معشوقة ما ليس بالضرورة ان تكون أنثى فهي يمكن ان تكون فكرة، أو عقيدة سياسية أو قتالية، أو حتى مكان جغرافي معين، وحين يكتشف العاشق زيف المعشوق يتخلق لدية كره لهذا المعشوق مساو لدرجة الهيام والعشق التي كان عليها، وهذا هو (التحول) كما أسلفنا، وحال أبناء الجنوب مع الوحدة سار وفقا لهذه المعادلة.
من منا لا يتذكر ما صار للرئيس علي سالم البيض الذي اخذ الجنوب بما حمل إلى باب اليمن ثم طردوه خارج حتى وطنه، الجنوب، بل وأصدروا بحقه حكم، مع ثلة من قادة الجنوب، بين الإعدام والسجن.
ومن منا ذاكرته (ذبابيه) لينسى ما حدث للرئيس عبدربه منصور هادي حين خرج من صنعاء تهريب وهو يحمل صفة رئيس الدولة ويلاحقه طيران (الوحلة) ليقصف منزله في عدن، هذا على الرغم من ان هادي قاد معاركهم ضد الجنوب في 1994م مستغلين جرح 1986م الذي تجاوزه الجنوب بالتصالح والتسامح الذي أصبح حالة يعيشها كل جنوبي مهما كان جرحه، بمن في ذلك هادي والبيض.
وفي ملهاة تكرر نفسها بسماجة، تجري في صنعاء محاكمة الرئيس هادي بنفس التهمة التي حوكم بها الرئيس البيض مع قادة الجنوب في العام 1995م.
واقع الحال ان من لايزال يريد من الوحدة لبن يذكرنا بالحمار الذي حلم بان يصير ملكا.
فقد قيل ان الثعلب قال للأسد سآتيك بالحمار عشاءً لك، فذهب الثعلب إلى الحمار وقال له، ان الأسد يريد ان ينصبك ملكا للغابة، وحين وصلا إلى العرين انقض الأسد على الحمار ففلت الحمار من بين يديه بعد ان خلعت أذناه.
فذهب الثعلب إلى الحمار وقال له، ان الأسد أراد من خلع إذنيك ان يضع التاج على راسك، فعاد الحمار بصحبة الثعلب لكنه هذه المرة كان مذعورا وحين انقض عليه الأسد لم يمسك إلا ذيله الذي انقطع بمخالب الأسد.
حينها قال الثعلب للأسد لا تنقض هكذا فجأة بل يجب طمأنة الحمار حتى يجلس، فقال الأسد لا أظنه سيعود، رد الثعلب هذا شغلي.
حين وجد الثعلب الحمار قال له ان الأسد قطع ذيلك لتتمكن من الجلوس على كرسي الحكم، فعاد الحمار إلى حتفه.
يقال ان الثعلب أكل مخ الحمار خلال نوم الأسد وحين سأله الأسد أين المخ رد الثعلب قائلا: وهل للحمار مخ يا مولاي وهو الذي أتى لحتفه ثلاث مرات ..
فهل من واعظ لأولئك الذين لا زالوا يسهنون من الوحدة لبن.
هذا واستغفر الله لي ولكم.