مع ارتفاع وتيرة الإجراءات الأمنية التي أخذت تؤتي ثمارا.. وزراء سابقون ووزيرات، وأصوات أخرى خرجت من تحت الركام وغيرهم من جوقات التطبيل وحاملي المباخر (حسب طلب الزبون)، كل هؤلاء ملئوا المواقع ضجيجا دفاعا عن عدد من الأشخاص جرى القبض عليهم لأنهم لا يحملون هويات، بالمناسبة ليسوا كلهم من اليمن، فبينهم بعض من محافظات الجنوب العربي.
لم نسمع من هؤلاء نواحانا، أو حتى مجرد احتجاج حين تحصد التفجيرات أبناء الجنوب في أكثر من محافظة، بعض الضحايا من المواطنين وبعضهم مجرد رجال مرور ينظمون سير المركبات وبعضهم عسكريون يصطحبون أطفالهم، فأين كانت نخوة وإنسانية هؤلاء البكائين؟، أليس القتل أكثر مدعاة للألم والحزن من مجرد شخص طلب منه تقنين إقامته وتحديد عنوانه؟.
الغريب والعجيب ان تتناغم هذه (البقبقة) مع موقف أخر، فقد طالعتنا وسائل الإعلام برفض وفد الانقلاب الضربات التي تستهدف التنظيمات المتطرفة وهم بذلك يلتقون مع النائحين على معالجات تأمين عدن ولا ندري إلى ماذا يهدفون؟ فالإجراء في الحالتين امني ويهدف إلى الحفاظ على أرواح الناس بغض النظر عمن يكونون.
ايستطيع إي من النائحين هؤلاء ان يجزم ان الأدوات التي تقتل الناس لم تكن من هذه الشرائح، الغلابى أصلا؟، ثم ماضير ان يلجاء الأمن إلى شرعنة تواجد الناس وجعله تحت الرقابة حماية للأمن العام بدلا من التواجد السداح المداح بلا حسيب ولا رقيب؟.
كما يقول إخوتنا أهل مصر (فأن البعض يبحث عن جنازة يشبع فيها لطم) وهذا المثل يسري على أولائك الذين انطقهم إجراء احترازي امني ولم ينطقهم القتل والتفجير والحصار ..الخ مما يصعب حصره.
أبناء الجنوب هم من نظموا أنفسهم كمقاومة جنوبية وحملوا أرواحهم على اكفهم دفاعا عن عدن ومدن الجنوب وقدموا الشهداء والجرحى، والمواطن في الجنوب، نساء ورجال وأطفال، كانوا حاضن لهذه المقاومة وتحملوا الحصار والتجويع، ويتحملون اليوم بجلد انعدام الكهرباء في صمت لكي لا يصرفوا الأمن عن مهمته في حماية عدن.. هؤلاء فقط من يملكون حق الكلام، اما الندابات من وراء الحدود أو من المخابئ فهم أخر من يحق له الكلام.. وبكل أدب نقول لهم (كلوا وانتم ساكتين وخلوا الرجال تشتغل).. وكفى بقبقة..