هاهو عام يمضي على استشهاد الفارس النبيل الخلوق الشاب سعيد محمد الدويل ، في منطقته ، في العوالق ، وهو يقاتل بشجاعة وإقدام، قوات الغزو الحوثي /العفاشي التي أرادت ، وبإصرار متعمد ، أن تكسر شوكة محافظة شبوة .
الشهيد سعيد محمد الدويل ، شاب من قبيلة ” آل باراس” ، وهي إحدى قبائل العوالق الرئيسية ، في محافظة شبوة . كان الشهيد سعيد شابآ في عز الشباب . أستشهد وعمره 30 سنة وشهرين . تزوج في عام 2007 . له من البنين بنتين . ” حنين ” وعمرها 6 سنوات . و ” أسيل ” وعمرها 4 سنوات . كان فارسنا النبيل مقبلآ على الحياة.. كما كانت الحياة مقبلة عليه . كان حاصلآ على شهادة البكالاريوس من جامعة حضرموت…وأرتبط بحضرموت وأهلها الطيبين ، وأسس ، مع مجموعة من زملائه ” مؤسسة الشباب الديمقراطي ” ، وهي مؤسسة تهتم بمجال حقوق الآنسان ، وتقيم ورش متخصصة لتدريب الشباب على ” المهارات القيادية ” . وكان الشهيد سعيد رئيسآ لهذه المؤسسة حتى يوم إستشهاده .
كان سعيد محمد الدويل شابآ طموحآ مليئآ بالهمة والنشاط . كان يحلم بجنوب عربي جديد .، لهذا التحق مبكرآ بالحراك الجنوبي التحرري ، وألتحق بحزب رابطة الجنوب العربي . ولأن الشهيد سعيد الدويل كان يمتلك القدرات ” القيادية ” ، فقد نصبه زملائه رئيسآ عليهم ، رئيسآ لفرع حزب الرابطة في محافظة شبوة .
ولأن أحلامه وطموحاته كانت كبيرة ، إن بالنسبة لأسرته ، أولمحافظته ، أولجنوبه ، فقد قاتل شهيدنا سعيد بقوة وبسالة ، هو وكوكبة من زملائه في الرابطة ، ومن قبيلته ، ومن مختلف مناطق محافظة شبوة ( أستشهد ، كما كشفت ، مؤخرآ ، مؤسسة شبوة للحقوق والحريات ، في تقرير لها عن انتهاكات وجرائم الغزو الحوثي/العفاشي ، استشهد 281 من محافظة شبوة من مختلف المناطق ، من بينهم من شباب حزب الرابطة كذلك الشهيد عبدالقادر بعلول والشهيد يوسف سعيد بن شملان الخليفي ، وسقط 750 جريحآ من المدنيين ضمنهم عشرات أصيبوا بعاهات مستديمة ، وتم تشريد ونزوح أكثر من 10 آلاف مدني . )
قاتل أبطال شبوة هؤلاء ، وعلى رأسهم الأخ الشيخ صالح فريد بن محسن والأخ الشيخ عوض حسين بن عشيم والأبن المبارك السيد عبدالعزيز عبدالرحمن الجفري ، قاتلوا دفاعأ عن بيوتهم وأعراضهم ، و دفاعآ عن ” جنوبهم ” ، بل ودفاعآ عن الجزيرة العربية كلها ، في وجه الغزو الحوثي /العفاشي .. ومن ورائه الأحلام الأمبراطورية الإيرانية .
كان الشهيد سعيد محمد الدويل ” قائدآ ” لديه كل صفات القيادة. كان متواضعآ ، خلوقآ ، شديد الذكاء ، عزيز النفس ، نظيف اليد ، كريمآ . وكنا نؤمل عليه في حزبنا ، حزب الرابطة ، أن يكون من ضمن الربابنه الذين سيقودون ، ليس فقط حزبنا…بل الجنوب العربي كله ، في رحلة ” السفر الى المستقبل “.
ولكن …
في ليلة 23 مايو 2015 ، تمكنت ميليشيات الحوثي وعسكر عفاش من فارسنا سعيد ، وأمطرته بوابل من الرصاص ، وأرتفعت روحه إلى ملكوت السماء .
قتل هؤلاء الغزاة ” الحلم “…
وعطلوا” السفر إلى المستقبل “…
ولكن إلى حين .
وهنا من المهم أن نؤكد لكل من يهمه أمر الجنوب ، إن الشهيد سعيد ، وكل الشهداء من أبناء المقاومة الجنوبية ، كانوا يتسابقون من أجل الشهادة في مختلف مناطق الجنوب ليس من أجل مخرجات حوار صنعاء وليس من أجل فيدرالية مع صنعاء ، وإنما من أجل التحرير والإستقلال وقيام دولة الجنوب العربي الفيدرالية الجديدة على كامل التراب الجنوبي وفق حدود ماقبل عام 1990 .
نعم..
مصابنا وخسارتنا في الشهيد سعيد محمد الدويل كبيرة…ولاتعوض .
ولكننا نعاهده إننا على الدرب سائرون…وذلك حتى يتحقق ” حلمه ”
ألا وهو ” قيام دولة الجنوب العربي الفيدرالية الجديدة على كامل الآرض الجنوبية ”
فليغفرالمولي الكريم للشهيد سعيد محمد الدويل وصحبه ويرحمهم ويدخلهم فسيح جناته ولا حول ولا قوة الآ بالله .
وإنا لله وإنا إليه راجعون .