العالم الافتراضي هو الرديف التخيلي للواقع الذي نعيش فيه، وطالما والأمر تخيلي فيمكنك في هذا العالم الافتراضي أن تتخيل وتفترض ما شئت وستجد من الناس من تنطلي عليه خيالاتك.
أشهر موقع تخيلي هو (سخافة نت) وأدواته التي يستقي منها ما يتناوله من اخبار، وأنا هنا أهاجم (سخافة نت) لأنه الذي يتولى تجميع كل سخافات وهلوسات العالم الافتراضي التي لا نلمس أو نري لها صدى في الواقع ويغشنا بها، وعندما تقرأ خبرا عن صنعاء أو تعز فاعلم أن نصيبه من المصداقية كنصيب الخبر الكاذب الذي سبق وأن قرأته عن منطقتك، هذا إضافة إلى الضخ المكرر لخبر تافه كرسالة مقاومة تعز للرئيس والتحالف – يبدو أن حمود (لهف) ال(300) مليون ريال سعودي ورحل تركيا – وتجاهل سخافة نت لخبر سجن آمين عام جمعية شهداء شبوة من قبل عبدالرب الشدادي (قائد منطقة تبة المصارية) الذي مرت عليه سنة كاملة لم يحرر تبة ويتهم شبوة بالاستسلام للحوثيين رغم علمه بأن شبوة محررة منذ وقت مبكر رغم العبث والخطر الذي يمثله هو وأصحابه، طبعا نحن نتفهم الاهتمام هناك والتجاهل هنا، فهذا جنوبي (انفصالي)وذاك يمني (وحطوي) حتى لو كان سلوكه غير وحدوي.
تلفيق الأخبار عن عدن وعن دولة الإمارات الشقيقة هاجس مصادر (سخافة نت)، وإذا افترضنا أن التلفيق عن عدن والجنوب نابع عن سلوك (وحطوي) لكننا لا نفهم سر التلفيق عن دولة الإمارات العربية المتحدة التي شارك أبناءها الأبطال معارك التحرير في الجنوب العربي واليمن وكان للهلال الأحمر الإماراتي أياد بيضاء في نجدة الناس تحت دخان الحرب وقدمت دار زايد الدعم السخي في كل مناحي الحياة، ترميم مستشفيات وتجهيزات طبية وأدوية واطعمة – نقلت للمناطق النائية على ظهور الجمال، كما حدث في حضرموت- وآخر صور الدعم التي لم يجف حبر مداد اتفاقيتها بعد، كهرباء عدن، وغير ذلك مما يصعب حصره.
الإساءة للإمارات الشقيقة ليس له مبرر ،لا أخلاقي ولا عسكري ولا حتى سياسي، فليس منا من ينكر المواقف المشرفة لدولة الإمارات، قيادة وشعب وجيش، وإذا نظرنا إلى الأمر من زاوية عسكرية فإن الحرب لا زال مشتعل اوارها وليس من الحنكة أن تبين أن هناك خلاف بين أطراف الحرب ضد الانقلاب، وفي الجانب السياسي فإن حوار الكويت لا زال بحاجة إلى جهود الحلفاء ولا زالت البلاد بحاجة الى اعمار، وفوق هذا وذاك فالإمارات بلد جار لا غنى لنا عنه!! فأي انتهازية سياسية تحرك هؤلاء الذين يلفقون على الإمارات؟.. أي أخلاق وسياسة ودين ينطلق منها هؤلاء أدعياء الشرف والوطنية؟.
نحن نعرفهم والاشقاء في الامارات ودول الجوار يعرفونهم وجماعة (سخافة نت) يعرفونهم وهم يدرون أن كل العالم يعرفهم، ومع ذلك يستمرون في حماقاتهم وحماقات المطبلين والمتكسبين وباقي الجوقة… قال الشاعر العربي:
لكل داء دواء يستطاب به
إلا الحماقة اعيت من يداويها.