العالم يتابع حوار واحدا يخص اليمن وهو ذلك المنعقد في الكويت (سنطلق عليه الحوار A لأغراض هذا المقال)، لكن نحن في الجنوب، وعدن على وجه التحديد، نتابع حوارين، فأضافة لحوار الكويت فإن لدينا حوار يخص كهرباء عدن طرفاه الأخ عدنان الكاف، وكيل محافظة عدن لشؤون الاستثمار والأخ محمد مانا المدير العام لكهرباء عدن ويقال أن الأخ د رشاد شائع، وكيل المحافظة، يمثل جزء من ذلكم الحوار رغم أنه نفى لي شخصيا علاقته المباشرة بموضوع الكهرباء وان كان على علاقة بموضوع أزمة الوقود (سنطلق عليه الحوار B لأغراض هذا المقال)، بالنسبة لنا فأن حوار كهرباء عدن يمثل أولوية لكننا قبلنا بالمستوى B تقديرا للعالم المشغول بحوار A.
في الحوار A يتسرب إلى وسائل الإعلام ما يمكن أن ينم عن حصيلة ما أما في الحوار B فلا شيء سوى (الدعممة) والتذكير بأن هناك شيء في الكهرباء لا نعرف كنهه، ديزل أو مازوت أو قطع غيار أو شراء مولدات او ربما مس شيطاني كما يحدث في بيوت الاشباح او هي اعمال عفاريت من الجن كما حدث التمديد لاحد الفنادق من المحطة مباشرة الله يرحم سالمين حين صادق على اعدام مختلس جالون سمن ولا عاد سمعنا بعدها باي سرقة.
المهم أننا أصبحنا خبراء في مفردات ادواء الكهرباء (ادواء جمع داء) لكننا لا نعرف العلاج، ويبدو أن الحوار B ليس لديه علاج وإنما مسكنات (كلامية).
في الحوار A هناك دعم وضغوط دولية أما في الحوار B فلا نمارس أي ضغوط خوفا على أمن واستقرار عدن وخشية أن يستغل الطابور الخامس أي فعالية، أو يعمل الطبالون وحاملي المباخر إياهم للتطبيل والتهليل بأن عدن ليست آمنة، وفي الحوار A هناك ملاقفة بين ملقوفي الوفد الحكومي ومحمد عبدالسلام لكن الطبيخ يجري في غرف أخرى غير التي نراها أو نتابع أخبارها، أما الحوار B فيجري في غرفة واحدة دائمة التكييف لهذا لم يشعر المتحاورون بالمعاناة التي يتعرض لها أهل عدن والمحافظات المجاورة وبالتالي يعتقدون أن لا أحد يريد سوى معرفة أخبار اجتماعاتهم.
ربما في اجتماعات B تجري معالجة المتطلبات الخاصة بالمولدات الشخصية، في منازلهم أو منازل (اللي مشغلينهم)، رغم أن المسؤولية الوطنية تقتضي أن يعانون كما يعاني الناس من عذاب (الثلاث ساعات) بل يفترض أن يشارك رئيس الوزراء وحكومة النحس معاناة أبناء عدن، بالفعل لا بالكلام، وسبق وقلت في مقال سابق أن هراوة عفاش ذهبت وبقي فساده المتمثل في سلوكيات الكثير من القائمين على شؤون الوطن والناس.
في الحوار B لا متحدثون ولا يحزنون، في الحوار A حدث ولا حرج رئيس الوفد يصرح والمستشارين يصرحون والإعلاميين يصرحون، وكل هؤلاء من الوفد الحكومي وعيالهم وانسابهم (لو تم تسليحهم وارسالهم للجبهة يمكن يحرروا تعز) فيما لم نسمع متحدثا من الطرف الآخر سوى محمد عبدالسلام واتذكر أن (ملقوف حكومي) صرح بأن قبول المليشيات المسلحة في العمل السياسي غير وارد فكان رد محمد عبدالسلام أن هذا استحقاق وطني جسده حوار صنعاء، يعني أنهم شاركوا بحوار صنعاء وسلاح الحوثيين معهم، والآن هات لي حد من شلة الطبالات يرد عليه، ألا تعلمون ان العالم يراقب اداءكم وان هذا الأداء غير منضبط ومتجانس كالطرف الآخر.
الحوار A أصبح في مطابخ أكبر مما نراه، لذلك سنكمل موضوعنا مع B ، ولأن الشي بالشيء يذكر فقد تذكرت انتخابات 2006 حين كان عفاش مرعوب من بن شملان رحمه الله، وكان بعض الشباب يتندرون على وعوده في حملته الانتخابية حين بدأ من الحديدة بالوعد بتوليد الكهرباء بالطاقة النووية وهكذا تراجع خلال مروره في تعز ثم عدن وصولا إلى المكلا حيث قال سنشتري الكهرباء من المستثمرين، وفي آخر المطاف لم نجد شمعة نضئ بها ليالينا، وبيت الفندم وجامع الصالح مسرجين، أتذكر أن الناس عندما يبحثون عن الشمع في الدكاكين كانوا يسألون (عندك نووي؟؟).
كنا في عدن نسمع عن دعم إماراتي ب200 ميجاوات، وللإمارات أياد بيضاء على الجنوب وعدن وأهلها لا ينكرها إلا (إبن حرام)، المصيبة هي تراجع الآمال بحدوث تغيير بعد حديث الوكيل الكاف في آخر تسريب عن الحوار B عن ضرورة إصلاح المولدات ونحن نعلم أن المولدات الكهربائية في عدن لا تغطي إلا أقل من نصف حاجتها، فعل ننتظر تراجع مطرد كنووي عفاش.
لم يعد في قوس صبر الناس منزع وليس هدا وقت تنظير وانما اشياء ملموسة نعيشها