صالح أحمد البابكري

فلننتصر لأرواح شهداء الجنوب

محسن محمد بن فريد
محسن محمد بن فريد

في أربعينية الرمز الوطني الجنوبي الشامخ، أحد أبرز مؤسسي التصالح والتسامح، والحراك الجنوبي، والمجلس الوطني الأعلى للتحرير، وخير من مثل وعبر عن الروح الوطنية الجنوبية، الإنسان، المثقف، المتبحر في التاريخ الجنوبي قديمه وحديثه، الأخ العزيز الشهيد الأستاذ صالح أحمد البابكري.
لا ينبغي أن نقف فقط على سجايا ومزايا وتضحيات فقيدنا الكبير..
بل يجب أن نعاهد أنفسنا على أن ننتصر اولاً وأخيراً للقضية التي آمن بها الشهيد البابكري .. ودافع عنها.. ونذر سنواته الأخيرة من أجلها، إلا وهي القضية الجنوبية.

وأعتقد إن خير انتصار لقضية فقيدنا الكبير، وخير راحة لروحه وروح شهداء المقاومة الوطنية الجنوبية تتمثل في توجيه الرسائل المختصرة التالية:

▪ إن الفقيد الكبير البابكري وشهداء المقاومة الوطنية الجنوبية الباسلة لم يقاتلوا ويستشهدوا من أجل فيدرالية مع عفاش او الحوثي او نظام صنعاء، وإنما ضحوا واستشهدوا من أجل قيام دولة الجنوب العربي الفيدرالية المدنية الجديدة على كامل الأرض الجنوبية عام1990م.

▪ إن أرواح شهداء المقاومة الوطنية الجنوبية وروح فقيدنا البابكري بالتأكيد ليست مرتاحة الآن.. وذلك بسبب ما آلت إليه الأمور حتى الآن في الجنوب بشكل عام.. وعدن بشكل خاص، بعد مضي أكثر من سنة على تحرير عدن وصد الغزو الحوثي/العفاشي.
هل معقول أن يكون هذا هو حال عدن ، منارة التنوير في جزيرة العرب منذ منتصف القرن العشرين ؟؟
لا كهرباء ولا مياه ولا أمن حقيقي ولا مطار .. ولا خدمات حقيقية.

▪ هل معقول ان يوضع محافظ عدن اللواء عيدروس الزبيدي ومدير أمن عدن اللواء شلال (وهما من أبرز رموز المقاومة الوطنية الجنوبية) أن يوضعا في عين العاصفة لمواجهة قاعدة و دواعش عفاش وحلفائه.. وبقايا الدولة العميقة لنظام عفاش الفاسد، وتحمل أعباء وخدمات مدينة عدن المدمرة بدون أي إمكانيات حقيقية ؟؟ وكأن المقصود هو تشويه المقاومة الوطنية الجنوبية المنتصرة ورموزها… بل وإفشالهم.

▪إن أمل أبناء الجنوب العربي كبير في دول التحالف ان تجعل من عدن “نموذج” للمناطق المحررة في حسن الإدارة وتأمين الخدمات الرئيسية لأبناء عدن وبقية مناطق الجنوب، خصوصاً وعدن وأبناء الجنوب قد حققوا انتصاراً حقيقياً، ودحروا الغزو الحوثي/ العفاشي، ومن ثم الأحلام الفارسية الإيرانية في جزيرة العرب.

▪ ما بني على باطل فهو باطل.. والمقدمات الخاطئة تفضي إلى نتائج خاطئة..
من هذا المنطلق:
فأهل الجنوب يعتبون كثيراً على اخوانهم وأهلهم في دول مجلس التعاون الخليجي لاستمرارهم في “تجاهل” إرادة الأغلبية الساحقة من شعب الجنوب، تلك الإرادة التي تهدف الى إقامة دولة جديدة في الجنوب، وهي إرادة عمدت بالدم، واستشهاد خيرة شباب الجنوب، وبقتال وصمود اسطوري في وجه الغزو الحوثي/العفاشي.

▪ إن روح فقيدنا الكبير البابكري.. وأرواح شهداء المقاومة الوطنية الجنوبية تتألم كذلك لاستمرار التباينات والشتات الجنوبي حتى الآن.
فآن الأوان الآن أن ينتهي الجدل والنواح في وسائل التواصل الاجتماعي والدواوين والمجالس الجنوبية، والاتفاق بالفعل على “حامل سياسي” حقيقي يعبر عن “إرادة” أبناء الجنوب في إقامة الدولة المدنية الجنوبية الجديدة على كامل الأرض الجنوبية، خصوصاً وأبناء الجنوب يشاهدون .. ويلمسون تكالب كل القوى المعادية للجنوب العربي الجديد حتى لا يقف على أقدامه من جديد.

▪ تقديراً لشهداء المقاومة الوطنية الجنوبية والقضية الوطنية التي استشهدوا من أجلها، وتقديراً لصمود عدن وبقية مناطق الجنوب في وجه الغزو الحوثي/العفاشي..
آن الأوان الآن لإخواننا الجنوبيين الساعين حتى الآن لفيدرالية مع صنعاء .. آن لهم أن يقلعوا عن هذا المسعى .. وينضموا الى الركب الجنوبي الكاسح في كل أرجاء الجنوب الساعي لإقامة دولة جنوبية جديدة في الجنوب.
وبذلك نضع اليمن/ الشمال والإقليم والعالم أمام إرادة جنوبية واحدة، لا يمكن للعالم إلا ان يحترمها ويستجيب لها.

▪ كما تقوم الأمم المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي برعاية المشاورات بين القوى المتصارعة في اليمن/الشمال، نعتقد إن من الضرورة بمكان ان يرعى مجلس التعاون الخليجي مؤتمرا جنوبياً جامعاً يفضي الى وحدة الصف الجنوبي .. وإلى بروز الحامل السياسي الجنوبي الحقيقي المعبر عن الإرادة الجنوبية.

▪ بمثل هذه الرسائل الواضحة، لمن يهمه الأمر، نحن ننتصر لتضحيات و لأرواح شهداء الجنوب وللقضية الجنوبية .

▪ لن استرسل في وصف سجايا فقيدنا أبو بشير، الأستاذ صالح احمد البابكري، فقد سبقني إليها الكثيرون.. ولكنني أجزم بأنه كان رجلاً كريماً .. خلوقاً .. مثقفاً .. إنساناً .. وكان خير ممثل ومعبر عن الروح الوطنية الجنوبية .. وعن الهوية الجنوبية.

رحم الله أبو بشير وغفر له
ولكل شهداء المقاومة الوطنية الجنوبية وأسكنهم فسيح جناته .
لاحول ولا قوة إلا بالله

إنا لله وإنا إليه راجعون

صالح أحمد البابكريالبابكري

شاهد أيضاً

محمد عبدالله الموس

شهداء، لا بواكي لهم

كانت الواقعة الى الشرق من شقرة في جبل العرقوب، مجرد كلمة مست شرف عدن، حاضرة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *