على بعد أمتار من ضريح بعضا من شهداء المقاومة الجنوبية الواقعة في ساحة إحدى كليات جامعة عدن في خور مكسر، التي أعاقت قذائف الاحتلال وحصاره، الذي عاشته عدن على مدى اشهر، نقل جثامينهم إلى أي من المقابر في عدن، أقيمت (حفلة زار) سميت، مجازا، احتفال بذكرى ثورة سبتمبر التي تفرق دمها بين القبائل السياسية أو سياسة القبائل، سموها ما شئتم، ولم تعد إلا ذكرى مبتورة لا ندري هل كانت حفلة الزار تلك تحتفي بذكراها أو بدفنها بانقلاب 21 سبتمبر.
كان الحفل الراقص بحضور دولة رئيس الوزراء، وكان المشهد مذهلا ودولته يرفع يديه عاليا ويصفق على أنغام الموسيقى فيما يرقص بعض أركان الحكومة، شيء يذكرنا بفرق العوالم التي تحيي الافراح والمناسبات الخاصة، عادة.
كان مأتما في صورة فرح، فربما لا يعلم دولته أن حفلته تقع على بعد أمتار من أضرحة عدد من شهداء المقاومة الجنوبية الذين سقطوا دفاعا عن عدن، وكانت زيارة اضرحتهم وتفقد أحوال عائلاتهم وبقية الشهداء أولى من حفل معزول في موقع معزول، حفل مثيرا للشفقة لم يشعر به أو يحضره أي مواطن جنوبي واقتصر الحضور على عدد من الموظفين بالأمر الحكومي، وحرص منظموه على إقفال الطرق المؤدية إلى موقعه منعت وصول بعض النشطاء للتعبير عن اعتراضهم.
ليس فيما يحيط بذلك الحفل شيء يدعو للفرح، إذ لا زال الدم الجنوبي يسيل في شبوة وأبين ولحج، وعلى مستوى معاناة الناس فأن كثير من المواطنين يعيشون على وجبة واحدة في اليوم، أما بسبب الفقر وأما بسبب عدم تمكن الكثير من إستلام رواتبهم لأسباب يفترض أن الحكومة ادرى بها، كما أن المعاناة مع الكهرباء بلغت حدا لا يطاق ولم يصل الماء لمعظم إحياء عدن لليوم الرابع على التوالي.
واقع الحال أن احدنا لا يفهم كيف استطعتم الابتسام والرقص والتصفيق في ظل هذا الوضع البائس، أهو نتاج انفصال عن الواقع أو لا مبالاة؟!. فالعقل والمنطق يقتضي أن يتم الإعلان عن إلغاء الإحتفالات لهذا العام بسبب الحالة التي تعيشها العربية اليمنية وبالتالي فلا داع للاحتفال في الجنوب العربي حيث الناس يرفعون شعار الاستقلال، فالغاء الاحتفالات في مثل هذه الحالة أمر مقبول ومقنع، إذ لا يجوز الاحتفال على أشلاء الضحايا ودمائهم التي لا زالت تسيل.
قال العرب قديما (أن لم تستح فاصنع ما شئت)
عدن
1/10/2016