واقعة المطار … الاستثمار السئ

محمد عبدالله الموس
محمد عبدالله الموس

لا تهم المعلومات عن خلفيات واقعة المطار بقدر ما تهمنا نتائجها، فقد كشفت هذه الحادثة ان التماسك الذي واجه الغزو في الجنوب لم يكن على ما يرام ونه قد لا يصمد عند اي اختبار قادم، هكذا ببساطة وبدون ضحك على الذقون او قفز على الواقع.

ويمكن القول ان هذه الحادثة تضعنا امام خيارين لا ثالث لهما، اما الاستثمار الايجابي من خلال اصلاح الخلل والعمل على تنقية الشوائب التي علقت بالصف الوطني الجنوبي من خلال اطر مؤسسية لا تؤدي الى شروخ او مواجهات، واما الاستثمار السئ من خلال الشحن والشحن المضاد يعمق التباينات، وهذا ما لسمناه في وسائل التواصل من طروحات اقل ما يقال عنها ان اصحابها لا يدركون خطورة ما يتناولونه على النسيج الوطني الجنوبي وعلى تماسك الجبهة التي تواجه الخصوم.

من الطبيعي ان تحدث الأخطاء اذا ما اخذنا في الحسبان ان المواجهات العسكرية اشتعلت في مطلع العام 2015 في غياب وجود جيش جنوبي منظم او حتى قوات مسلحة من تلك التي اعلنت ولاءها للشرعية، في مواجهة خصم لم يتورع عن قتل كل جنوبي بما في ذلك المدنيين من نساء واطفال، لكن لا ينكر الا جاحد الدور الاماراتي البطولي، حربا وسلما، في معارك تحرير واسعاف الجنوب بمختلف الخدمات، ولا يستطيع احد انكار دور اطراف المقاومة الجنوبية المختلفة في تحقيق النصر او الانجازات التي تحققت في عدن بقيادة محافظ عدن ومدير امنها بدعم اماراتي وبمساندة الشرفاء من أبناء الجنوب، ولا ننسى ان الرئيس هادي هو المظلة التي تستمد منها هذه الاطراف شرعيتها.. وعلى ذلك فمن اكبر الخطايا ان تنسينا فورة غضب اهمية هذا التكامل بين هذه الاطراف وهو تكامل لا زال يواجه حرب وتحديات ما بعد الحرب.

كما انه من البديهي ان تحدث الاختلالات المميتة في ظل حكومة (مهاجرة) انشغل وزراءها بتذاكر الطيران وبحفلات الاعراس العابرة للقارات وبترتيب اوضاع ابناءهم ومحاسيبهم وبالانتقال بين العواصم والسكن في ارقى الفنادق في صورة تعبر عن حالة انفصال عن الواقع في مناطق مسؤولياتهم حيث يعيش السكان في فقر وعوز ويفتقرون لابسط الضروري من الخدمات، فهم يفهمون في اسعار الفنادق وتذاكر الطيران اكثر مما يعلمونه عن احوال الوطن والناس.

ما يهمنا في هذا المقام هو تماسك ووحدة البيت الجنوبي ولسنا بحاجة الى التذكير بان الصراعات الجنوبية هي ما اضعف الجنوب واوصله الى باب اليمن وان التمزق الجنوبي هو الذي استثمره الخصوم وان التصالح والتسامح الذي تم اشهاره في جمعية ردفان الخالدة وضع الجنوب على الطريق الصحيح وقد اتى هذا التسامح اكله عندما اصبح كل الجنوب في خندق واحد في غزو 2015م.

بجملة اخرى واخيرة، اما استثمار واقعة المطار كجرس انذار ومحطة تصحيح وانطلاق، واما استخدامها كمعول هدم يضر الجنوب والأشقاء الذين امتزجت دماء شهداءهم بدماء شهداء الجنوب، ويقدم خدمة مجانية لاعداء الجنوب والجنوبيين.
والله المستعان.

شاهد أيضاً

محمد عبدالله الموس

شهداء، لا بواكي لهم

كانت الواقعة الى الشرق من شقرة في جبل العرقوب، مجرد كلمة مست شرف عدن، حاضرة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *