فليأكلوا البسكويت ..

محمد عبدالله الموس
محمد عبدالله الموس
عندما قيل لماري انطوانيت ان الشعب الفرنسي يثور لانه لا يجد خبزا قالت كلمتها الشهيرة (فليأكلوا البسكويت) في مشهد مكثف يعبر عن حالة انفصال عن الواقع لامرأة عاشت في ترف، تقضي جل وقتها في انتقاء اندر انواع الزهور لحدائق قصر زوجها لويس الرابع عشر في الوقت الذي يموت فيه الفرنسيين جوعا.

واقعنا اليوم يعج باكثر من ماري انطوانيت، ولدينا في معاشق، مثلا، نسخ كثيرة منها، لدينا طفيليات تسمى، مجازا، حكومة يعيشون في عالم اخر، عالم ليس فيه ازمة كهرباء او مياه او سيولة او فقر او جوع، لا ندري ماذا يعملون في ساعات اليوم ال24، لديهم ما لذ وطاب ولديهم ساعات فراغ كثيرة لا ندري فيما يبددون هذا الفراغ اذا كان ما تعانيه عدن ليس من اختصاصهم، كما نلمس، كثير منهم رحالة ينتقلون من ترف الى اخر وان عاد احدهم فليقضي اياما من الخدمة الالزامية في ترف معاشق ويغادر مرة اخرى، يوهموا انفسهم بانهم يخوضون حربا، فاحدهم، مثلا، يبشرنا من نواكشوط بان موريتانيا مع الشرعية واخر من تونس الخضراء يطلب دعما للشرعية وغير ذلك الكثير هذا في حين ان الجامعة العربية حددت موقفا موحدا من الانقلاب وانتهينا.

تنابلة حكومة معاشق تزيد حياتنا صعوبة، فهم مرعوبون من تجاوز بوابه خليج حقات، فالشهداء من ابناءنا وأبناءهم ينعمون بالامن في بقاع غير الوطن، وشظف العيش لنا وهم يرفلون في النعيم والازمات تخنقنا وهم ينعمون بالوفرة في كل شيء، ولم يكتفون بذلك وبعجزهم عن المعالجات بل يزيدون حياتنا فقر ومعاناة.

هل تعلمون، يا افشل حكومة عرفها التاريخ الانساني، ما بعد زمن العبودية، ان راتب المستشارة الالمانية يساوي تسعة اضعاف الحد الادنى للاجور في المانيا فيما راتب (افة) منكم يساوي (25) ضعف الحد الادنى للاجور هذا بخلاف النثريات، وان معظم الناس في الجنوب يعيشون على الحد الادنى للاجور منذ مذبحة(خليك في البيت والتقاعد الاجباري) التي ارتكبها(معلمكم) سيئ الذكر علي صالح وتابعه باجمال، وان لجنة (موت ياحمار) التي شكلها الرئيس هادي، منذ سنوات، لمعالجة اوضاعهم لم تعالج حتى حالة واحدة، وان التضخم قد اوصل الحد الادنى للاجور الى خمسين دولار، وان الثوم الذي اكلتموه بافواه جماعة المجلس الاقتصادي بعدن سيرفع سعر كل شيء؟.

حين تم تشكيل المجلس الاقتصادي لعدن كتبنا ان هذا تهرب من مسؤولية الحكومة تجاه الناس، لكن هناك من رد علينا بان هذا المجلس يهدف الى معالجة حاجات الناس في عدن، وقد اثبتت الوقائع ان هذا المجلس مجرد (تصنيفة معاشيقية)، فلا اصل له في القانون ولا مهام محددة ولا المؤسسات التي تشكل من رؤسائها يتبعون السلطة المحلية، ولا معاناة عولجت ولا وضع تحسن، وهاهم جماعة هذا المجلس ياكلون الثوم نيابة عن دقر وجماعته ويرفعون سعر الوقود الى 200 ريال للتر البترول و150 ريال للتر الديزل، فهل هذه الزيادة تدخل في اطار معالجة هموم الناس في عدن؟، الا تلعمون ان هذه الزيادة سترفع سعر كل شيء بدون استثناء وان بعض الاسر التي تعيش على وجبة واحدة في اليوم لن تتمكن الان من توفير هذه الوجبة؟. وهناك سؤال للمجلس الاقتصادي، هل تملكون حق ضبط كل الاسعار او زيادة رواتب واجور الناس لتتحمل التضخم والزيادة في الاسعار ام انكم مجرد ساتر لعورات بن دغر وجماعته في مواجهة الناس؟!.

لا مزيد من الكلام وسنتجه للرئيس هادي.. يا فخامة الرئيس… لم يعد في قوس الصبر منزع فادرك الناس من هوس تنابلة الحكومة.

شاهد أيضاً

محمد عبدالله الموس

شهداء، لا بواكي لهم

كانت الواقعة الى الشرق من شقرة في جبل العرقوب، مجرد كلمة مست شرف عدن، حاضرة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *