يحكي واقع القوى التي تدعي دعم الشرعية من العربية اليمنية ان الهاجس الذي يحكم حركتها لا يتناغم مع توجه التحالف العربي والمقاومة الجنوبية، التي تدعم الرئيس الشرعي لتمكينه من قيادة سفينة الوطن، وانما تحكم حركتها مطامع اصغر من وطن واقل من شعب يعاني كل صنوف القهر والمعاناة.
اطراف حكومة الشرعية فاقدة لبوصلة الاداء اذ يلحظ المتابع تخبط مضطرب في الاولويات وفشل في تطبيع الحياة في المناطق المحررة، خصوصا في الجنوب، كما فشلت في توجيه الاداء الاعلامي والنشاط الخارجي ليستهدف الخصوم الذين يخوضون حربا عسكرية واعلامية ونشاط خارجي في تناغم منضبط، في حين تحول اعلام الشرعية في العربية اليمنية لاستهداف الجنوب بصور مختلفة، واعتبر وزير خارجية هذه الحكومة ان شهداء الجنوب في الساحل الغربي يهدف الى تحريك التفاوض في استخفاف واضح بدما ابناء الجنوب، ويختموها (بضفعة) تقرير التحالف (القروي)لحقوق الانسان الذي استهدف الجنوب ومحافظة عدن على وجه الخصوص.
لا يدري احدنا ما هو المكسب السياسي الذي يمكن ان يتحقق للشرعية والتحالف العربي من تقرير (قروي) يستهدف عاصمة الشرعية فلا يوجد عاقل متابع يمكن ان يستوعب الهجوم والإساءة للجنوب الذي امن حضنا ومنطلقا للشرعية والتحالف لمواجهة الانقلاب والغزو ولا زال يؤمن المواجهات في الساحل الغربي وغيرها من مواقع المواجهات وعدن هي عنوان هذا الحضن وهذا المنطلق.
لم يعاصر التحالف القروي هذا ما عاشته عدن طوال العامين المنصرمة فعناصره في حالة فرار لينفذوا بجلودهم ويحضون بكرم ضيافة لا يستحقونها بدلا من شرف المقاومة على الارض، ولم يذوقوا ما ذاقه ابناء عدن ومدن الجنوب خلال الحرب وما تلاها من تفجيرات.
وكان عدن لم تشهد دمار وقتل مدنيين واسقاط القذائف على الناس في بيوتهم وشوارعهم، ولم تشهد حالات نزوح تعرض خلالها الاطفال والنساء والشيوخ للقتل بقذائف الدبابات كما حدث في رصيف السياح في التواهي حيث تناثرت جثث الضحايا بين شهيد وجريح ولم يجد الجرحى فرصة للنجاة بسبب اغلاق الغزاة للمنافذ البرية وتوقف وسائل المواصلات البحرية بعد قصف احد قوارب النقل البحري.
كان عدن لم تشهد حصار على مدى اشهر ولم يكن من نتائج هذا الحصار وفاة مرضي مسنون واطفال ما دون العام بسبب انعدام الادوية ووسائل علاج حالات الاسهال الناتجة عن التلوث وانعدام الاغذية والمشتقات النفطية وتوقف الكهرباء والماء عن أحياء عدن.
كان عدن لم تشهد تفجيرات ذهب ضحيتها العشرات من القادة الميدانيين في الجنوب ومئات الضحايا من الأبرياء ولا زال الحبل على الجرار.
كان عدن لم تشهد الا التحقق من اوضاع نزلاء الارصفة الذين لا يحملون هويات او هويات متعددة او مزورة وبعضهم اشتبهت علاقته بهذه التفجيرات لتركز(فرقة حسب الله) عليهم وتترك ما عاشته عدن من ماس تقشعر لها الابدان وتدرك حجم معاناتها المنظمات الانسانية الدولية.
لا يستبعد احدنا ان هناك من راى فرصة في سؤ تفاهم حدث هنا او هناك بين اطراف جنوبية ليصطاد في الماء العكر ويحقق مكاسب جهوية او حزبية على حساب وطن ودما ابناءه،وهي امور تخص الرئيس وحده بوصفه يقود حرب وليس ادارة فقط وهو من يقدر الحاجة لتماسك جبهة الشرعية والمقاومة الجنوبية، التي تعرضت للاساءة، في مقدمتها.
يا هؤلاء.. لا تبحثوا عن مكاسب حزبية او قروية على حساب معاناة شعب ووطن، ودعوا الرئيس يخوض حربه التي بداها وحيدا الا من التحالف العربي والمقاومة الجنوبية وكانت احزاب الغفلة تحاور على تقاسم السلطة مع قوى الانقلاب حين كان الرئيس واسرته يخضعون للاقامة الجبرية في صنعاء التي عجزت عن حماية رئيسها لاسباب تعلمها احزاب دعم الشرعية.
هذا واستغفر الله لي وللقارئ الكريم.
عدن
17/3/2017