الكهرباء.. فساد بجلاجل

محمد عبدالله الموس
محمد عبدالله الموس

لم ننساك يا عفاش.. رحلت عن السلطة وابقيت لنا ارث عريض يذكرنا بعهدك الميمون فنحن نراك في كل زاوية حكومية (تطلع لنا لسانك وتقول عبارتك الشهيرة.. اصحاب النظارات السوداء).

منذ الغزو الديمغرافي الذي تعرضت له عدن منذ عام 1994 وهذه العاصمة (الاقتصاطية) كما قالوا حينها، تعيش معاناة طويلة في كل شيء ومنها الكهرباء التي تعتبر ضرورة حياتية لسكان هذه المدينة العريقة التي لم تكن تنقطع عنها الا لماما رغم تغير الانظمة والوجوه.

رغم الحديث السمج عن مشاريع كهرباء استراتيجية الا ان ذهنية الفساد ترسو على الطاقة المستأجرة كمصدر من مصادر التكسب.. فمنذ ذلكم الحين حتى الان والحالة تتكرر عند مطلع كل صيف (وعدن كل شهورها صيف متفاوت الحرارة)، حديث عن مشاريع استراتيجية وكثير من التصريحات السمجة التي تصاحبها ابتسامات بلهاء ويتم الوصول الى الهدف الذي في بطن الحكومة (الطاقة المستأجرة).

ايحق لاحدنا ان يسأل عن السر الذي يجعل الحكومات المتعاقبة تتعامل مع مشكلة الكهرباء بوصفها (حالة طارئة) منذ 24 عاما تتم معالجتها بمحطات اسعافية مستاجرة؟ احذروا تقولوا هذا تصرف حكومي انساني ملائكي لا ياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.

بعد تحرير عدن جرى الحديث عن معالجة جذرية لمشكلة الكهرباء بمساعدة من الأشقاء في الامارات وارتفعت امال الناس في الخلاص من المعاناة، لكن الذهنية اياها، الموروثة من زمان، تعاملت مع الامر بوصفه وعد في الهواء كوعد عفاش بالطاقة النووية، وهكذا اختفى الوزراء وكبيرهم وتركوا الشتائم والانتقادات تكال على محافظ عدن عيدروس الزبيدي بوصفه المسؤول عن هذه المعاناة وصدق بعض المفسبكين ذلك حد ان طالب بعضهم برحيل المحافظ.. لكن اذا عرف السبب بطل العجب.

قد لا يصدقني البعض اذا قلت اني لم اكن اعرف من هو وزير الكهرباء الى ان ظهر قبل بضعة اشهر في معاشق في خبر متلفز تزامنا مع قرض اماراتي لكهرباء عدن، ثم اختفى، وبقيت المعاناة.

تحسن توليد الطاقة وارتفعت ساعات التشغيل بعيد استبدال مدير النفط بعدن ثم عادت المعاناة وبقيت الى ان رحل الصيف الاقل حرارة وازف الصيف الحار جدا وزادت ساعات الانقطاع.

فجأة انتعشت التصريحات وكثر الحديث عن السيناريو الذي يتكرر منذ 24 عاما (الطاقة المستأجرة) واختفى محافظ عدن من مدونات المفسبكين والمولولين ليظهر في صورة المشهد وزير الكهرباء ورئيسه بن دغر الذي يتزامن ظهورهم، عادة، في وقت الصفقات وليس وقت الازمات!!!

لا املك تفسيبرا برئ لاي مما ذكر لكننا نستطيع الجزم ان من يريدون اصلاح الحال في الجنوب، كمنطقة محررة، يصطدمون بذهنيات موبؤة ورثت اسلوبها من زمن الادارة بالفساد الذي لم يعد خافيا على احد وان التحرر من هذه الذهنيات مرهون بفخامة رئيس الجمهورية.. وكفى.

هامش:
الجلاجل هي الاجراس المقترنة بالمثل العامي(فضيحة بجلاجل)

عدن
22/4/2017

شاهد أيضاً

محمد عبدالله الموس

شهداء، لا بواكي لهم

كانت الواقعة الى الشرق من شقرة في جبل العرقوب، مجرد كلمة مست شرف عدن، حاضرة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *