اقول له ايه لو قال ما لي نفس تهواك
ما لي اذن تسمعك
ما لي عين تتمنى تراك
اقول له حبني بالغصب؟..
تلك كانت واحدة من روائع الفنان الكبير ابوبكر سالم بلفقيه التي نال عليها جائزة ثاني اجمل صوت على المستوي العالمي، كان ذلك في العام 1978م عندما غناها في احد مسارح لندن.
رحل فارس الاغنية الحضرمية والجنوبية والعربية وصولا الى العالمية.. رحل الجليس الدائم في سمراتنا وافراحنا ومقائلنا واعراسنا ورفيق اسفارنا وشريكنا في مساكننا منذ ان تفتحت مداركنا على هذه الحياة.. فمن منا لا يوجد في بيته او سيارته او حتى مكتبه شريط او اسطوانه او اكثر لفنان الاجيال ابوبكر سالم بلفقيه!؟.
رحل من تعلمنا من اغانيه الحب العذري في ذاك الزمن الذي كان فيه قيمة ومتسع كبير للحب، ذاك الزمن الخالي من كل صور التلوث الاخلاقي والقيمي، رحل من كانت كلماته سلوى نواجه بها الصد والهجران وننهل منها جرع التحصين ضد كل صور الاحباط العاطفي.
ترنم باناشيد المناجاة وغنى للانسانية وللوطن وللحب وحين كنا نسمعها كانت تسقط منا دمعة على غفلة او تغمرنا النشوة والسرور.. كانت اغانيه تلامس شقاف القلوب وتدغدغها بنعومة.
رحلت يا ابوبكر سالم بلفقيه وتركت لنا ارثا كبيرا من الذوق الرفيع لن يغيب وسيبقى في الذاكرة الجمعية جيلا بعد جيل، فرحمك الله يا نزيل قلوب الاجيال واسكنك فسيح جناته مع شهداءنا وكافة الشهداء والصديقين ونعم أولائك رفيقا.
عدن
12 ديسمبر 2017