ذات مشاهدة تلفزيونية لقناة (ناشنال جيوجرافيك ابوظبي) شاهدت استطلاع لواحد من معالم مدينة دبي يطلق عليه (القرية العالمية) وهي عبارة عن مساحة مجهزة لاستقبال ملتقى سنوي عالمي يجمع مختلف الاجناس والشعوب في فعاليات ثقافية متنوعة تبين كم نحن قريبون من بعضنا مهما كانت دياناتنا واثنياتنا والواننا ولغاتنا.. تبين كم نحن شركاء في قرية كبيرة اسمها الكرة الارضية تحملنا جميعا مثل سفينة ضخمة لو تعرضت للغرق، اغرقتنا جميعا بكل الواننا واجناسنا وجنسياتنا وكل تنوعنا.
القرية العالمية هي جزئية صغيرة جدا تبهرنا بها دولة الامارات العربية المتحدة كدولة تصنع حياة كما امرنا الخالق جل شأنه في كل الكتب والديانات السماوية وعلى الاخص في القرآن الكريم، الذي انزله على سيدنا محمد عليه وآله وصحبه افضل الصلاة وازكى التسليم، حين استخلفنا في الارض وامرنا بعمارتها والاكل من رزقها والسير في مناكبها واليه النشور.
لصناعة الحياة اوجه كثيرة تهدف في مجملها الى اسعاد الانسان واحترام حقه في الحياة، والدفاع عن هذا الحق اذا اقتضى الامر، ولكي لا نذهب بعيدا دعونا نتذكر الايام التي عاشها الجنوب وعدن على وجه الخصوص بين مارس ويوليو 2015، واخص بالتذكير من عاشوا في عدن خلال تلك الاشهر المرعبة بما شهدته من مآس وآلام وبشاعة يصعب وصفها لمن لم يعشها.
مثل (بابا نويل) في بعض الثقافات، ذلكم الانسان بملابسه المميزة وطاقيته المنحنية الذي ياتي في ثلوج الاول من يناير ليوزع الفرح والهدايا التي ترتسم على اثرها الابتسامات على محيا الاطفال، مثله كان رسل السلام من الهلال الاحمر الاماراتي، لكنهم لم يعبروا على الثلوج مثل بابا نويل بل كانوا يمرون على حرائق الحرب ويظهرون من بين غبار المعركة ليسعفوا جريحا او يطعموا جائعا او ينجدوا ملهوفا، كانوا يحيون مدينة من بعد دمار حرب، حرب كان ابناء الامارات وابناءنا جزءاً من وقودها، حرب من اجل الحياة، هي مواقف لصنّاع الحياة من الاشقاء في دولة الامارات لا ينكرها الا وضيع الانتماء أوعديم الوطنية، او جاحد في اخف الاوصاف.
دفعني حب الاطلاع الى البحث اكثر عن بعض اوجه الحياة التي تستهدف اسعاد الانسان في دولة الامارات العربية المتحدة وأوجه المساعدات التي تقدمها الامارات للاخرين من الاشقاء فوجدت ما يصعب على الحصر يجمعها قاسم مشترك واحد هو صناعة الحياة بهدف اسعاد الناس ايا كانوا.
هناك من يحترف صناعة الموت، دول وجماعات، وشتان بين صنّاع الحياة وبين حرفة صناعات الموت، بين من يعمر الارض وبين من يخربها، شتان بين صناعة اسس حياة وبين سلوك تنكره الفطرة الانسانية وكل الديانات السماوية وينكره العقل السليم .. ولا ازيد.
شكرا لصنّاع الحياة، شكرا امارات الحياة.
عدن
7 مارس 2018